أنامل تحول القرع إلى ثريات

صناعة الثريات من القرع هي حرفة يدوية تتطلب مهارة عالية وتفكيرا إبداعيا. ويتم استخدام ثمار القرع الأحمر أو "قرع الماء" لصنع قطع ديكورية فريدة مثل المصابيح والأباجورات.
بريشتينا - يبدع العديد من الفنانين ديكورات من أشياء مختلفة، فمصممة الديكور الكوسوفية فيتوري سيلا تتفنن في تحويل ثمار القرع إلى ثريات ملونة بورشتها بالعاصمة الكوسوفية بريشتينا. وقالت سيلا إنها بدأت في تجارب تحويل القرع إلى ثريات قبل نحو عامين، لتحقيق حلم راودها دائما، ورغبة منها للترويج لثقافة بلادها. وأضافت أنها افتتحت معرضا للثريات المصنوعة من القرع في العاصمة بريشتينا نهاية العام الماضي، وأعربت عن سرورها بالاهتمام الذي لقيه المعرض.
وأشارت سيلا إلى أن الاهتمام بمنتجاتها زاد بعد المعرض. وتابعت “صنعت أنواعا كثيرة من الثريات بالقرع، بالإضافة إلى ذلك أنتجت مصابيح أرضية ومصابيح طاولة ومصابيح حائط”. ولفتت إلى أن أدوات الإنارة التي تنتجها يمكن استخدامها في الفنادق والمقاهي وليس في المنازل فقط.
ومن بين السيدات اللاتي تميزن في مجال صناعة الديكورات باستخدام القرع نجد التركية خديجة أدي جوزال التي بدأت رحلتها مع هذا المجال عندما لفت انتباهها مصباح من القرع تلقاه زوجها هدية من أحد أصدقائه. وتحمست خديجة للفكرة وقررت إنتاج مصابيح مشابهة تستخدم للزينة والديكور، حتى أنها بدأت في تصدير هذه المصابيح إلى دول عديدة حول العالم.
وعملت خديجة في قطاع السياحة في مدينة أنطاليا لمدة سبع سنوات، لكنها قررت تغيير مسارها المهني ودخول مجال صناعة مصابيح القرع. فبدأت بالبحث وجمع المعلومات اللازمة لهذا المشروع، ثم قامت بزراعة حوالي 10 آلاف متر مربع من القرع في منطقة آقصو التابعة لأنطاليا.
وعقب حصاد محصولها، حولت خديجة إحدى غرف منزلها إلى ورشة عمل، وبدأت في تصنيع المصابيح والمنتجات الزخرفية من القرع. وأطلقت نشاطها التجاري ببيع مصابيح القرع بالجملة لمتاجر الهدايا في إسطنبول. ومع مرور الوقت، وسّعت دائرة أعمالها لتشمل تصدير منتجاتها إلى أسواق خارجية، حيث لاقت إقبالًا واسعًا، خاصة من الدول الأوروبية مثل المجر وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وهولندا، وتلقت طلبات من إستونيا في هذا العام.
وتعبر خديجة عن سعادتها الكبيرة بعد أن تمكنت من إتقان صناعة مصابيح القرع بشكل احترافي، وتعتبر ذلك إنجازًا يتجاوز مجرد الهواية، مؤكدة أن دعم زوجها كان السبب الأساسي وراء نجاحها. وتضيف أن إعداد مصباح واحد قد يستغرق خمسة أيام كاملة، وأنها تعمل في هذه الحرفة بحب، وأن زوجها وأطفالها يقدمون لها الدعم والمساعدة في هذا المشروع. وتشمل منتجاتها المصابيح، الأباجورات، حصالات الأطفال، الزخارف المختلفة، المزهريات، وحوامل الشموع، وتبيعها عبر مواقع التجارة الإلكترونية.
ولا يقتصر الإبداع في استخدام القرع الأحمر فقط، بل حولت السيدة التركية إلكنور مارتين كرات “قرع الماء” إلى تحف فنية وثريات جذابة في ولاية قيرقلار إيلي شمال غربي تركيا. وتعيش مارتين في قرية “ليمان كوي” التابعة لقضاء دميركوي، حيث تقوم بزراعة قرع الماء، المعروف أيضًا بـ”كالاباش خياري”، في حديقة منزلها، وتستخدم هذه الثمار كمواد أولية لتحويلها إلى قطع فنية مدهشة.
وأسست مارتين ورشة صغيرة في حديقتها، حيث تنحت أشكالًا متنوعة على كرات القرع التي تشبه المزهرية، ثم تقوم بتزيينها بتفاصيل فنية وتضع بداخلها مصباحًا ينبض بالحياة عند إضاءته ليلاً. وبدأت مارتين هذا النشاط كهواية، ثم تطور إلى مشروع فني حقيقي بعد أن بذلت جهدًا كبيرًا لتعلم زراعة ورعاية قرع الماء من خلال متابعة فيديوهات على الإنترنت.
وأشارت مارتين إلى أن أول قطعة فنية صنعتها كانت ثريا من كرة قرع الماء، مؤكدة أن تحويل هذه الثمار إلى أعمال فنية يتطلب وقتًا وجهدًا وصبرًا. وقد أصبحت مارتين الآن حرفية ماهرة في تزيين كرات القرع، حيث تصمم منها الثريات والمصابيح بأنماط متعددة.
وكانت ثمار قرع الماء في الماضي تُستخدم في منطقة الأناضول كأدوات منزلية مثل إبريق الماء أو جعبة للبارود، وفي أنقرة أصبحت تستخدم كقطع زينة تستهوي محبي التزيين الطبيعي وهواة الأعمال اليدوية من الأتراك والسياح على حد سواء. ويتم تشكيل هذه القطع وفقًا للطلبات، وغالبًا ما تكون ثريات تمنح إضاءة ملونة تضفي جمالًا على المنازل الداخلية والخارجية.
ويخشى القائمون على هذه الحرفة من انقراضها بسبب قلة الإقبال عليها، بالإضافة إلى أنها تتطلب مهارة فنية عالية وصبرًا كبيرًا. وتتراوح أسعار مشغولات قرع الماء بين عشرة دولارات و200 دولار، حسب تعقيد الزخارف وطريقة العمل، حيث يمكن حفرها أو تزيينها بالخرز الخزفي الملون، أو تلوينها برسومات فنية، أو تزويدها بمنظومة إضاءة كهربائية تنبعث منها الأنوار عبر زخارفها.