"أمي وأعرفها" رواية متشظية أبطالها مهجّرون

الرواية يقدمها راو عليم بضمير الغائب ولكنها تجري بأسلوب يعاند الحبكة المنظمة وينأى عن التنظيم السردي.
الأربعاء 2023/05/10
حكايات عائلة فلسطينية تهجرت (لوحة: برهان كركوتلي)

عمّان - قدم الكاتب الأردني أحمد طملية روايته “أمي وأعرفها” مساء الإثنين في منتدى عبدالحميد شومان في عمان، وسط جمع من المثقفين والأكاديميين.

وتعتبر هذه الرواية أول عمل روائي لطملية الكاتب المختص بالشأن الثقافي والسينمائي، وتروي حكايات عائلة فلسطينية تهجرت، سواء في أعقاب نكبة 1948 أو نكسة 1967، وترصد ظروفها الاجتماعية من خلال التركيز على شاب حالم يحلم بامرأة في البال، فيما يعيش من حوله شقاء الشتات.

وفي حفل الإشهار الذي أداره الناقد عدنان مدانات، وصف الناقد محمد عبيدلله الرواية بالمؤلَّف الودود والإنساني، في رؤيتها وتعبيرها وشخصياتها وأمكنتها.

g

وقال عبيدلله “يقدم لنا الراوي الذي يروي بضمير الغائب، وينوع أحيانا في أساليب سرده إضاءات كاشفة لشخصية فؤاد ومجتمعه (الجيران والأسرة والأصدقاء)، موضحا أن الرواية لم ترو مباشرة بلسان فؤاد لكنها كلها تدين لمنظوره وموقعه”.

وأضاف “يصح أن ننظر إلى الراوي العليم بوصفه صيغة فنية لشخصية فؤاد يروي عن نفسه بضمير الغائب حينا وبالمتكلم حينا آخر، ويقدم له السرد بضمير الغائب مسافة جمالية وفنية تمكنه من معاينة حياته وتفاصيل واقعه بطريقة أفضل وأبعد مما يسمح به المتكلم ذو النبرة السيرية الصريحة”.

وأشار عبيدالله إلى أن الرواية تجري بأسلوب يعاند الحبكة المنظمة، وينأى عن التنظيم السردي الذي يقدم عادة أحداثا مترابطة وفق علاقات سببية منطقية، وعوضا عن هذا نجد آثار الأحداث وطوابعها على الشخصيات أكثر مما نجد الحدث نفسه، مبينا أن الأحداث لا تنتظم في سلاسل متتابعة، بل تحضر بشكل أقرب إلى فتات وإلى كسور وشظايا، تستعيدها الشخصيات من خلال وقعها وأثرها المؤلم الباقي.

بدوره، قال طملية عن حضوره كروائي في حفل الإشهار إن السؤال الذي ظل عالقا في ذهنه دائما هو لماذا لم تكتب سابقا؟ يجيب عنه دائما بأنه استطاع إخراس السؤال أخيرا بصدور رواية “أمي وأعرفها”، وسيجيب عنه قريبا مع صدور روايته الثانية “على سبيل المثال”.

وأضاف “أمي حاضرة في كل الأمهات اللواتي حضرن في الرواية، كل الأمهات في الرواية يشبهن أمي، كتبتها بطريقة التمدد، بمعنى كنت ألاحظ أن الرواية تتمدد معي، أكتب صفحة وأراجعها، تصبح خمس صفحات، ثم أراجع ما كتبت فتصبح الصفحات الخمس خمسين صفحة وأكثر، وهكذا، كنت، ومن يعرفني يعرف، أشكو قلة الكتابة، الآن أسأل: من يوقفني عن الكتابة؟”.

وكان مدانات قد روى في تقديمه لحفل الإشهار حكايته مع طملية، أثناء عملهما معا في منتدى شومان، وكيف لفت نبوغه الكتابي المبكر انتباهه، على الرغم من انصرافه نحو الكتابة السينمائية وانشغاله الدائم بالأفلام ورؤاها وحكاياتها العالمية.

12