أمير قطر يستقبل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استقبال زعماء الدول

استقبال الريسوني.. إعادة عقارب المصالحة إلى الصفر أم تلويح بأن التنظيم موجود وقت الحاجة.
الاثنين 2022/02/14
الدوحة توظف الاتحاد وهياكله لتحقيق أهدافها

الدوحة- بعثت الدوحة بإشارة خفية إلى القاهرة والدول الخليجية التي تقاربت معها سياسيا مؤخرا تؤكد من خلالها أنها لم تتخل تماما عن سياساتها السابقة التي أثارت العديد من الخلافات معها وأدت إلى مقاطعتها من قبل أربع دول عربية تضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قبل أن تقدم قمة العلا بالسعودية مبادرة للمصالحة بين الجانبين.

وبحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأحد مع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني سبل تطوير التعاون بين الجانبين، وهو اللقاء الذي عزز مخاوف مصرية من أن الدوحة لم تتخل عن أذرعها الإسلامية القديمة.

وبدا استقبال الشيخ تميم للريسوني حميميا ويشبه استقبال رؤساء الدول والحكومات التي لها خصوصية عند القيادة القطرية، وكأنه يريد أن يعيد عقارب المصالحة إلى الوراء، ويوحي بأنه لن يتنصل من ورقة علماء المسلمين كتنظيم يمكن توظيفه سياسيا.

وكشف بيان صدر عن الديوان الأميري بالدوحة أن أمير قطر التقى بالريسوني والوفد المرافق له في مجلس الشيخ عبدالله بن جاسم بالديوان الأميري القطري، وجرى خلال المقابلة “استعراض مجالات التعاون بين دولة قطر والاتحاد وسبل دعمها وتطويرها”.

وقال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية منير أديب لـ”العرب” إن اتحاد علماء المسلمين “من الأذرع القطرية المهمة، وأغلب من ينتمون إليه مؤدلجون سياسيًا ولديهم صلات مباشرة بالكثير من التنظيمات المتطرفة، ولا زالوا يخدمون المشروع القطري القائم على دعم جماعات الإسلام السياسي في المنطقة”.

وأشار إلى أن الدوحة تدرك أن إحداث تأثير في عقول الشعوب العربية يتطلب وجود هيئة دينية تضاهي المؤسسات الراسخة، مثل الأزهر الشريف في القاهرة، وبما أنها لا تمتلك هذه المؤسسات قامت بتوظيف الاتحاد وهياكله لتحقيق أهدافها.

منير أديب: اتحاد علماء المسلمين من الأذرع القطرية المهمة

ويقول متابعون إن لقاء أمير قطر بالريسوني بهذه الصورة يعبر عن توجه قطري للاستمرار في دعم الإخوان المسلمين وينفي وجود تعديل الدوحة لتصوراتها القائمة على دعم تيار الإسلام السياسي.

 لكنّ متابعين آخرين أشاروا إلى أن الأمر له علاقة قوية بإعادة ترتيب أوراق الاتحاد وعلاقاته المتنوعة مع التنظيمات الإسلامية، والتعرف على مدى تأثير هذه الخطوة على العلاقة بين قطر والدول العربية يتوقف على نوعية المفردات والمحتوى الذي سيتوجه به اتحاد المسلمين ورئيسه إلى الدول العربية الممتعضة من دوره.

وأكد منير أديب لـ”العرب” أن الاتحاد يتخذ من الدوحة مقراً له ويحافظ على التعاون والتنسيق المباشر مع الديوان الأميري والمخابرات القطرية منذ فترة، وخضعت الكثير من رؤاه السياسية التي يحاول أن يضفي عليها صيغة فقهية لتوجهات الدوحة.

والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤسسة إسلامية تضم علماء من دول العالم الإسلامي ومن الأقليات والمجموعات الإسلامية خارجه، ويزعم أنه يسعى لحفظ الهوية الثقافية للأمة الإسلامية وخدمة قضاياها باستقلال عن الدول والطوائف والجماعات.

1