أمير الإيزيديين في العراق: حكومة وطنية هي الضامن الوحيد لكل الأقليات

الاثنين 2016/06/06
هناك خطة لإفراغ المنطقة من ثرائها الإثني والديني

أكّد أمير الإيزيديين في العراق أن الكثيرين ممن ارتكبوا جرائم بحق الإيزيديين مازالوا طلقاء في العراق، ونفى أن يكون المجتمع الدولي قد تحمّل مسؤوليته تجاه مآسيهم، وشدد على أن الأحزاب العنصرية هي التي تتحكم في العراق الآن، مؤكدا أن الضمانة الوحيدة لأي أقليات هي أن تكون الحكومة المركزية قوية ووطنية.

وانتقد أنور معاوية الأموي، أمير الإيزيديين في العراق ورئيس مجلس رئاسة الطائفة الإيزيدية في العالم في مقابلة مع “العرب” أداء المجتمع الدولي تجاه ما يحدث للإيزيديين في العراق من اختطاف وقتل وتهجير، وقال “للأسف لم يقم المجتمع الدولي ولو بالحد الأدنى من واجبه المطلوب منه، ولم يحاول معاقبة القتلة، ولم نسمع من المجتمع الدولي سوى التصريحات التضامنية دون أفعال، وحتى أن المساعدات التي أرسلت إلى الحكومة العراقية المركزية وإلى أربيل في إقليم كردستان العراق لمساعدة الإيزيديين المهجرين والمشردين ذهبت كلها وضاعت هباء، ولم يصل منها أي شيء إلى الشعب العراقي لا من الحكومة العراقية ولا من حكومة أربيل أيضا”.

واتهم الأموي مقاتلي البيشمركة الأكراد العراقيين بارتكاب جرائم بحق الإيزيديين وطالب بمحاسبتهم بالتوازي مع قتال تنظيم الدولة الإسلامية، وصرح قائلا “بعض المجرمين الذين تعاونوا مع تنظيم داعش من بعض ما يسمى القوات العسكرية التي كانت موجودة في الموصل والقوات الموجودة في سنجار من ميليشيات البيشمركة، مازالوا طلقاء، ولم تُحاسبهم حكومة أربيل، وهم الآن أحرار بعد أن ارتكبوا جرائم موثقة بحق الإيزيديين”. وشدد على ضرورة إحقاق العدالة ومحاسبة من تسبب بمآس لكل العراقيين.

وفي ما إن كان هناك مخطط لتفريغ العراق والمنطقة عموما من الإيزيديين ومن الأقليات، قال الأموي “نعتقد بالفعل بوجود خطة لتفريغ المنطقة من الإيزيديين ومن غيرهم من الأقليات، وهذا ما حصل بالفعل، إذ نجحت الخطة بشكل أو بآخر، ويجري العمل منذ فترة على تهجير المسيحيين والإيزيديين من سهل نينوى، وتقف وراء تلك المخططات التهجيرية الهادفة للتغيير الديموغرافي أحزاب عنصرية تعيش في السلطة ولها أطماع قومية”.

الأموي: الدستور العراقي همّش دور الإيزيديين، ونحن نفتخر بعروبتنا وبعراقيتنا في نفس الوقت، ونريد العيش بسلام ضمن عراق موحد غير فيدرالي

وأضاف “منذ اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية للمناطق التي تقطنها الأسر الإيزيدية، وبروز الدور الكردي وملابساته، ارتُكبت فظائع بحق النساء والرجال، ساهمت في مأساة الطائفة ذات التاريخ العريق، حيث فرّ عشرات الآلاف من الإيزيديين من جبل سنجار الذي كان يضم وحده نحو 400 ألف إيزيدي، ولا يزال عند تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من ثلاثة آلاف أسير وأسيرة، وقد سقط خلال الأحداث في العراق أكثر من سبعة آلاف إيزيدي دون احتساب المفقودين، واليوم يعاني الإيزيديون من تنظيم الدولة الإسلامية ومن قوات البيشمركة الكردية على حد سواء”.

وحول سوء العلاقة مع الأكراد أكد الأموي أن الدستور العراقي همّش دور الإيزيديين، ونحن نفتخر بعروبتنا وبعراقيتنا في نفس الوقت، ونريد العيش بسلام ضمن عراق موحد غير فيدرالي، ويحاول الأكراد تجريد الإيزيدية من قوميتهم لضمها إلى القومية الكردية، واستهدف الأكراد الإيزيديين بسبب موقعهم الاستراتيجي على المثلث السوري، العراقي، التركي، ويريد الأكراد السيطرة على هذا المثلث لفصل العراق عن تركيا والسيطرة على طرق النقل والتجارة ومناطق الثروات المعدنية والنفط من جهة، وللوصول إلى المناطق الحدودية مع سوريا وتوسيع حدودهم، وهي استراتيجية خطيرة على العراق كله وليس على الإيزيديين فقط”.

وتابع “عندما تضعف الدولة المركزية تتأثر الأقليات بشكل كبير، وفي العراق منذ عام 2003 وحتى اليوم يحاول الحزب الديمقراطي الكردستاني ابتلاع الإيزيديين بالكامل، فقد جعل كل أعضاء البرلمان دون استثناء أعضاء في الحزب، وكذلك الأمر في مجلس الموصل كلهم أعضاء فيه، ومن لا يُزكى من هذا الحزب لا يدخل البرلمان، فضلا عن توزيع الوظائف الكبيرة وحتى البسيطة عليهم، ويوحي الحزب دائما بأن الإيزيديين هم جزء من الأكراد، لكن في الحقيقة مصيرنا ومستقبلنا مرتبطان بصورة عضوية غير قابلة للانفصام مع مصير كل مواطني العراق”.

وشدّد على أن الحكومة المركزية القوية والوطنية هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يضمن حقوق الأقليات مهما كانت، وقال “تقوى الأقليات عندما تكون الحكومة المركزية قوية ولا تسمح للميليشيات ولا للأحزاب العنصرية بأن تأخذ مداها، وعندما أصبحت حكومة بغداد ضعيفة جدا تأثرت كل أطياف الشعب العراقي وليس الإيزيديين والمسيحيين وحدهم، حتى أن السنّة والشيعة تأثروا بذلك، وحتى الأكراد الذين يعملون بشكل منفرد تأثروا كذلك.

كاتب من سوريا

6