أميركي يتفوق على العرب في مسابقة حفظ القرآن بدبي

دبي – نافس أحمد برهان محمد، وهو شاب من الولايات المتحدة أكثر من 90 شابا عربيا في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، ونجح في الفوز بالمركز الأول في أكبر جائزة في العالم تعنى بحفظ كتاب الله.
ولا يعد هذا الشاب الأميركي الوحيد الذي ينتمي إلى دولة غير عربية، ويظهر تميّزا كبيرا في حفظ كتاب الله كاملا، مع إجادة تلاوته وتدبّر معانيه، فهناك العشرات من الشباب والأطفال الذين ولدوا وتربوا في دول أوروبية وأفريقية وأميركية وآسيوية ولا يستطيعون التحدث نهائيا باللغة العربية، لكنهم يحفظون القرآن.
ومن يحضر الأمسيات التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، على مدار أيام رمضان، يرى أطفالا من السويد والنيجر ومالي وبريطانيا وروسيا يصعدون المسرح، ويجلسون أمام لجنة تحكيم من علماء الدين بالسعودية ومصر، ويتلون سور القرآن بأحسن صورة، لكن إذا ما تحدث إليهم أحد بالعربية، لا يستطيعون الرد.
وقال الأميركي الفائز في المركز الأول لهذا العام (16 عاما)، إن الكثير من أبناء الولايات المتحدة ينتظمون بمراكز لتحفيظ القرآن الكريم، واستطاعوا حفظ المصحف كاملا.
وأضاف أن مراكز تحفيظ القرآن تمكن الطفل أو الشاب خلال فترة قصيرة من حفظ كتاب الله وتدبّر آياته بصورة جيدة، ما أعطاه ثقة كبيرة في أن يتقدم إلى جائزة دبي للقرآن، ويتنافس للفوز بها على الرغم من مشاركة حافظين من الدول العربية.
وعن رحلته في حفظ القرآن، يقول “بدأت الحفظ في عمر 12 سنة في مركز أبوبكر الصديق لتحفيظ القرآن في ولاية مينيسوتا بتحفيز من والدي، وأكملت حفظ جميع السور خلال عامين، وشاركت في 10 مسابقات داخل مراكز التحفيظ في أميركا، كما شاركت في مسابقات لحفظ القرآن الكريم في السودان والكويت وحققت فيها مراكز متميزة”.
وأكد أن الفوز بالمركز الأول أعطاني دفعة كبيرة كي استمر في دراسة علوم الشريعة والفقه وأن أكون خير سفير للمسلمين في الولايات المتحدة.
ومن الفائزين بجائزة دبي الدولية للقرآن هذا العام، الشاب عمر درامي من مالي الذي أثنت على أدائه لجنة التحكيم، وحصل على المركز السادس. وبدأ درامي حفظ القرآن الكريم في عمر 5 أعوام، وأتم الحفظ في عمر 9 سنوات، وهو يدرس بمركز دار القرآن والحديث في باماكو.
ونال المركز السابع البريطاني خالد عبدالناصر موالين (15 عاما)، وقد بدأ حفظ القرآن في عمر 5 سنوات، وأتمه في عمر 12 سنة، ويدرس حاليا في معهد القراءات الأزهري بالقاهرة، وقد شارك في 5 مسابقات في بريطانيا، وأربع مسابقات محلية ودولية.
ومن السويد جاء إلى دبي أمين حسين (17 عاما) لينافس متسابقين من السعودية ومصر وليبيا في حفظ القرآن الكريم. وبدأ حسين حفظ كتاب الله في عمر 6 سنوات وأتمه في عمر 10 أعوام، ويدرس حاليا بالمعهد الأزهري في القاهرة.
أما النيبالي عمر الفاروق (14 عاما) فقد بدأ في حفظ كتاب الله عندما كان عمره 8 سنوات، وأتم الحفظ في عامين، وتمكن من المشاركة في 3 مسابقات محلية، وحقق المركز الأول في اثنتين والمركز الثالث مرة.
ومن الصومال شارك عمر عبدالعزيز عبدالله في هذه المنافسات، وعلى الرغم من أن الصوماليين لا ينطقون العربية، إلا أن عبدالله أثبت تميزا كبيرا في حفظ وتلاوة وتجويد آيات المصحف. وقبل 15 عاما شارك والد عبدالله في منافسات الجائزة نفسها وفاز بالمركز الأول.
ويعلق المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة، بأن المنافسات تشهد سنويا إقبالا كبيرا من أبناء الجاليات المسلمة في دول بعيدة، مثل أميركا وكندا وأستراليا وبريطانيا والدول الأوروبية والآسيوية.
وأضاف “يتمتع المشاركون بمستوى عال من الحفظ وإتقان التجويد وأعمارهم ما بين 12 و20 عاما”، متابعا أن غالبية المشاركين ينحدرون من أسر معظم أفرادها يحفظون القرآن بمن فيهم الأب والأم، كما أن نسبة كبيرة منهم سبق لإخوانهم أو أصدقائهم المشاركة في الدورات الماضية للجائزة.
وأوضح أحمد الزاهد، عضو اللجنة المنظمة للجائزة، “هم أطفال وشباب نشأوا في مجتمعات غربية، لها تقاليد تختلف عن العادات العربية، ولا ينطقون العربية، على الرغم من ذلك حرصوا على حفظ كتاب الله”. وأضاف “انتهت اللجنة المنظمة للجائزة قبل أيام من إعداد تقرير إحصائي عن المشاركين في المسابقة الدولية للقرآن، منذ انطلاقها عام 1997، وتبيّن أن دولتي بنغلاديش ونيجيريا ضمن الدول العشر الأولى فوزا بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم”.