أمراض الفم تصيب ما يقرب من نصف البشرية

تفاوت صارخ في الوصول إلى خدمات صحة الفم.
السبت 2022/11/19
أمراض اللثة الحادة سـبب رئيسي في الفقدان الكلي للأسنان

لفت التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية إلى التفاوتات الصارخة في الوصول إلى خدمات صحة الفم، مشيرا إلى أن نحو نصف سكان العالم يعانون من أمراض الفم وأن تسوس الأسنان يُعتبر المشكلة الأكثر شيوعا، إذ يؤثر على حوالي 2.5 مليار شخص حول العالم. وأكد التقرير أن الفئات السكانية الأكثر ضعفا وحرمانا هي المعرضة بدرجة أولى إلى الإصابة بأمراض الفم.

جنيف - أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقرير أصدرته مؤخرا أن ما يقرب من نصف سكان العالم يعانون من أمراض الفم، بما يشمل الأسنان المتعفنة واللثة المنتفخة وسرطان الفم.

وقد سلط التقرير الجديد الضوء على التفاوتات الصارخة في الوصول إلى خدمات صحة الفم، لافتا إلى أن هذا الوضع أثّر بشدة على الفئات السكانية الأكثر ضعفا وحرمانا.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس “لطالما جرى إهمال صحة الفم في سياسات الصحة العالمية”، مشددا على أن “الكثير من أمراض الفم يمكن الوقاية منها وعلاجها بإجراءات فعالة من حيث التكلفة”.

تسوس الأسنان غير المعالج يُعتبر المشكلة الأكثر شيوعا، إذ يؤثر على حوالي 2.5 مليار شخص حول العالم

وخلصت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إلى أن 45 في المئة من سكان العالم، أو حوالي 3.5 مليار شخص، يعانون من تسوس الأسنان وأمراض اللثة وغيرها من أمراض الفم.

وأظهر التقرير الذي يقدم أول صورة شاملة للوضع في 194 دولة، أن الحالات العالمية زادت بمقدار مليار خلال العقود الثلاثة الماضية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن ذلك كان “مؤشرا واضحا على أن الكثير من الناس لا يستطيعون الوصول إلى الوقاية والعلاج من أمراض الفم”.

وأكثر الأمراض شيوعا في هذا المجال هو تسوس الأسنان، وأمراض اللثة الحادة، وفقدان الأسنان، وسرطان الفم.

ويُعتبر تسوس الأسنان غير المعالج المشكلة الأكثر شيوعا على هذا الصعيد، إذ يؤثر على حوالي 2.5 مليار شخص حول العالم.

كما تشير التقديرات إلى أن أمراض اللثة الحادة، التي تُعد سببا رئيسيا لفقدان الأسنان الكلي، تؤثر على حوالي مليار شخص.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن ما يقرب من 380 ألف حالة جديدة من سرطانات الفم يتم تشخيصها كل عام. ووجد التقرير أن ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يعانون من أمراض الفم يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وأضافت المنظمة أنه في جميع البلدان، يتحمل الأشخاص ذوو الدخل المنخفض، وذوو الإعاقات، وكبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو في دور الرعاية، وأولئك الذين يعيشون في المجتمعات النائية والريفية، أو مجموعات الأقليات، عبئا أكبر بسبب أمراض الفم.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن هذه الأنماط هي نفسها المسجلة على صعيد الأمراض غير السارية الأخرى مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

وتتشابه عوامل الخطر أيضا، وتشمل خصوصا تناول السكر بكميات كبيرة وتدخين التبغ وتناول الكحول.

وسلط التقرير الضوء على العوائق التي تحول دون تقديم خدمات كافية على صعيد صحة الفم، بما في ذلك زيارات طبيب الأسنان، والتي تكبّد غالبا نفقات عالية.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الإنفاق الكبير من الأموال الخاصة وعدم توافر معدات طب الأسنان عالية التخصص في مرافق الرعاية الصحية الأولية يعتبران سببين من أسباب انتشار أمراض الفم بشكل كبير، لاسيما في البلدان الفقيرة.

 ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يعانون من أمراض الفم يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل
 ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يعانون من أمراض الفم يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل

وقالت منظمة الصحة العالمية إن هذا يمكن أن يؤدي إلى “تكاليف كارثية وعبء مالي كبير على الأسر والمجتمعات”.

وفي الوقت نفسه، فإن الاعتماد على مقدمي خدمات متخصصين ومعدات عالية التقنية يجعل هذه الخدمات غير متاحة للكثيرين.

وبفعل النقص في المعلومات والمراقبة، يُمضي أشخاص كثر وقتا طويلا قبل طلب العلاج أو تلقيه.

وقدمت منظمة الصحة العالمية قائمة طويلة من المقترحات لمعالجة المشكلة، بما في ذلك دعوة البلدان إلى تضمين خدمات صحة الفم في أنظمة الرعاية الصحية الأولية لديها.

واقترحت الوكالة أن تُدرج الدول خدمات صحة الفم العادلة كجزء من تخطيطها الوطني ودمج خدمات صحة الفم في نماذج الرعاية الصحية الأولية الخاصة بها، مع تحسين القدرة على الحصول على معجون أسنان يحتوي على الفلورايد بأسعار معقولة، فضلا عن إجراءات أخرى.

وبحسب خبراء الصحة تعني صحة الفم والأسنان السلامة من الآلام التي تصيب الفم، ومن الأمراض التي تصيب دواعم الأسنان (اللثة)، من تسوس الأسنان وفقدانها، وغير ذلك من الأمراض والاضطرابات التي تصيب الفم واللثة. ومنها أيضا السرطان الذي يصيب الفم والحلق، وتقرحات الفم والعيوب الخلقية، مثل فلح الشفة العليا وفلح الحنك.

ويعد تسوس الأسنان والأمراض الأخرى التي تصيب اللثة من أكثر أمراض الفم شيوعا. ويعاني 60 إلى 90 في المئة من أطفال المدارس في جميع أنحاء العالم من تسوس الأسنان. ويعاني نحو 100 في المئة من البالغين في جميع أنحاء العالم من تسوس الأسنان.

وتُسجل لدى 15 في المئة إلى 20 في المئة من البالغين من ذوي الأعمار المتوسطة (35 - 44 سنة) حالات شديدة من الأمراض التي تصيب دواعم الأسنان وتؤدي، ربما، إلى فقدانها، ويختلف هذا المعدل من منطقة إلى أخرى.

ولا يملك نحو 30 في المئة من الناس من الفئة العمرية 65 - 74 سنة أسنانا طبيعية. وتعتبر معدلات إصابة الأطفال والبالغين بأمراض الفم أكثر ارتفاعا بين الفئات السكانية الفقيرة والمحرومة.

ويلفت الخبراء إلى وجود علاقة بين صحة الفم وصحة الجسم، حيث توجد البكتيريا في الفم ومعظمها غير مؤذٍ، وعادة ما تكون دفاعات الجسم الطبيعية والعناية الصحية الجيدة بالفم مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يوميًّا تجعل هذه البكتيريا تحت السيطرة، ومع ذلك يمكن أن تنمو البكتيريا الضارة في بعض الأحيان وتخرج عن نطاق السيطرة وتسبب العدوى عن طريق الفم مثل تسوس الأسنان وأمراض اللثة، وبالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية التي تقلل تدفق اللعاب، والتي تخل بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في الفم، وتجعل من السهل على البكتيريا دخول مجرى الدم.

17