ألماني يستعين بدبابة للقيام بنزهة في المناطق الوعرة

المهندس مارتن إبنر ابتكر وسيلة نقل تجمع بين مقعد متحرك وجنزير دبابة يمكن تكييفه وتعديله من أجل استخدامه كنقالة إنقاذ أو في التجول داخل الأماكن الوعرة.
الاثنين 2020/12/07
ابتكار مزدوج

بافاريا (ألمانيا)- ابتكر الألماني مارتن إبنر، وهو مهندس إلكترونيات في مجال الفضاء، مقعدا متحركا وقام بتركيبه فوق تروس جنزير، يمكن رؤيتها غالبا في الدبابات العسكرية، وذلك لمساعدة المعوقين على التنزه وسط المرتفعات والمناطق الوعرة.

وخطرت فكرة المقعد الذي أطلق عليه تسمية “سكوتلر” على بال إبنر عندما كان يتبادل الحديث ذات يوم مع عمدة بلدته، قائلا “أخبرني العمدة أن مجموعة من الزوار ألغت رحلتها، بسبب أن أحد أعضائها لم يعد يستطيع السير بثبات على قدميه”.

وبدأ إبنر (55 عاما) منذ ذلك الحين بالبحث عن أنسب الطرق في المنطقة السياحية التي تلقى إقبالا كبيرا في بافاريا، والتي يمكن أن تستقبل الأشخاص الذين يتنقلون باستخدام المقاعد المتحركة.

ويريد أن يجعل السياح قادرين على الانطلاق بتلقائية وبجهد ذاتي، والسير في الاتجاه الذي يرغبون فيه، قائلا “تخيل أن الناس يستطيعون مجرد الذهاب إلى الغابات مرة أخرى، ويصعدون إلى القلعة ثم يتوجهون إلى مقهى على بعد كيلومترين”.

يمكن للمقعد المتحرك أن يسير في أماكن كثيرة
يمكن للمقعد المتحرك أن يسير في أماكن كثيرة

ويتفهم الرجل الخمسيني الرغبة في الخروج إلى الهواء الطلق، وأن يألف المرء الأماكن الجديدة، فهو أصيب بجلطة دماغية وهو في منتصف الأربعينات من عمره، وكافح من أجل أن يتمكن من الحركة مرة أخرى، واكتشف متعة إصلاح الأجهزة المعطلة وهي هواية ورثها عن والده.

وقام أولا بصنع طائرة مسيرة طولها ثلاثة أمتار، ثم دراجة كهربائية مسطحة بمسند، ثم جاءته فكرة تصميم مقعد متحرك يتنقل فوق الأراضي الوعرة.

ولفت إلى أنه يعمل حاليا على اختبار هذا الابتكار المزدوج الذي يجمع بين مقعد متحرك وجنزير دبابة، موضحا “أريد أن أختبر المقعد على منحدرات التزلج قريبا”، مضيفا أن “معظم المقاعد المتحركة المصممة للسير على الطرق الوعرة بها إطارات سميكة، ولكن هذا ليس كافيا”.

ويهدف إبنر إلى تمكين المعوقين والمسافرين كبار السن الذين لا يستطيعون الصعود إلى هذه الأماكن الصخرية، من الاستمتاع بجمال الطبيعة الجبلية الرائعة، وهذا الابتكار الذي صممه يمكن أيضا تكييفه وتعديله من أجل استخدامه، على سبيل المثال، كنقالة إنقاذ أو في التجول داخل الغابات أو عند جني المحاصيل.

وأمضى إبنر عدة ساعات وهو يرسم تصميمات للمقعد ويصنع نماذج خشبية له لاستكشاف ارتفاع ماصات الصدمات، وطلب الحصول على سلاسل ودعامة ومحرك وتروس.

وقام بمعالجة الأجزاء المعدنية بالليزر، كما طور جهاز استشعار يفيد في حالة أنه إذا مال المقعد بزاوية خطرة يتم تنبيه سائقه، بصريا وسمعيا، وبالتالي يتم إيقاف المقعد قبل أن ينقلب، ويمكن إعادته إلى أرض آمنة عن طريق جهاز التحكم عن بعد.

وبعد نصف عام من الإصلاحات والتعديلات، وأعمال اللحام وتثبيت الأجزاء معا، أصبح المقعد يتحرك الآن بسرعة قصوى تبلغ ستة كيلومترات في الساعة.

ويرى المهندس الألماني أنه لم يكمل مهمته بعد، قائلا “أود أن أجعل جهاز امتصاص الصدمات أكثر ليونة، وربما أكثر جاذبية”، كما أنه يحتاج أيضا إلى طلاء ولأن يتم تزويده بجهاز (جي.بي.إس)، الذي يحدد الأماكن عن طريق القمر الاصطناعي.

ووفق إبنر، هناك أماكن كثيرة يمكن أن يسير فيها هذا المقعد، متابعا أنه يستطيع أن يجعل المقعد المتحرك متاحا للاستعمال في مجلس المدينة أو الفنادق، حيث يمكن للسياح استعارته للقيام بجولات على متنه.

وأهدى إبنر المقعد المتحرك لأمه التي تبلغ من العمر 80 عاما، ولم تعد لديها القدرة على الحركة كما كان حالها عليه من قبل، مؤكدا “آمل أن تتمكن أمي ذات يوم من استخدامه للتنزه في الهواء الطلق، ومن يعلم فقد أحتاجه أنا أيضا يوما ما”.

24