ألماني يجسّد هوسه بفريق موسيقي بإنشاء متحف

قضى رجل ألماني مرحلة طويلة من عمره في ملازمة فريق رامونز الموسيقي، حتى رحيل آخر أعضائه ليتحول هوسه بعد ذلك إلى إنشاء متحف يضم كل ما جمعه من مقتنيات هذا الفريق، كما تفرغ لكتابة مجلد عنه بهدف تعريف الناس بموروث رامونز الفني.
برلين - إن لم يكن فلو هايلر أكبر معجب في العالم بفريق “رامونز” الذي ذاع صيته خلال سبعينات القرن الماضي، فهو جدير بأن يكون أقرب الأقربين من قمة أبرز المعجبين بالفريق الذي كان أعضاؤه رواد موسيقى الـ”بانك روك”.
ولا يدير هايلر (45 عاما) متحفا مخصصا للفريق الموسيقي في برلين فقط، ولكنه أصدر مؤخرا مجلدا حافلا، في 640 صفحة مصورة ثرية.
ولا يتناول الإصدار تاريخ رامونز فحسب، بل يشرح أيضا كيف أثر الفريق الفني على حياة هايلر الخاصة.
وأكد الرجل الأربعيني أن كتابه الجديد، الذي يأتي تخليدا لذكرى الفريق، ويحمل اسم “رامونز: آينه ليبينسجيشيته” (رامونز: قصة حياة)، ليس بغرض البيع والسعي وراء المال، ولكنه وسيلة “للقاء الناس والتحدث عن رامونز فقط” في أنحاء ألمانيا.
وكان أعضاء فريق رامونز، الذين ينحدرون من حي كوينز بمدينة نيويورك الأميركية، أطلقوا في عام 1974، موسيقى البانك روك، وأثّروا على الكثير من الفرق الموسيقية الأخرى.
وتعتبر أغنيات مثل “آي وانا بي سيديتيد” و”بليتزكريج بوب”، من كلاسيكيات موسيقى الروك بلا منازع. ومع ذلك، فإن الفريق الموسيقي الذي كان يضم أربعة أعضاء، بشعرهم الأشعث وقمصانهم وسراويلهم الجينز الممزقة، كان “فرخ البط القبيح” في عالم موسيقى الـ”روك آن رول”، حيث أنه كان يحظى بحب مشجعيه فقط، ولكنه لم يحقق نجاحا تجاريا أبدا.
ولم يدرك عالم الموسيقى أهمية الفريق إلا بعد تفككه في عام 1996، ثم الموت المبكر لأحد أعضائه، جوي، في عام 2001، تلته وفاة عضو آخر، وهو دي دي بعد ذلك بعام، ثم جوني في عام 2004. كما توفي تومي رامون، عازف الطبل الأصلي للفريق الشهير، في يوليو من عام 2014 عن عمر ناهز 65 عاما.
ويتذكر هايلر أنه كان اكتشف فريق رامونز لأول مرة وهو بعد لم يزل مراهقا، وذلك ببلدة هيلمسشتيت، بولاية سكسونيا السفلى، في ألمانيا عندما رأى أعضاء من فريق بانك روك الألماني، “دي توتين هوزين”، يرتدون قمصان فريق رامونز، قائلا “ذهبت إلى متجر خاص لبيع التسجيلات الموسيقية واشتريت ألبوم هاف واي تو سانيتي”.
وكان هايلر المتحمس الوحيد لفريق رامونز بين طلاب مدرسته، ولكنه عثر في النهاية على معجبين آخرين.
وأضاف “إذا كنت ترتدي قميص رامونز، فستعثر عليهم (المعجبين) سريعا”. ثم بدأ السفر سريعا لحضور حفلات رامونز.
وكانت أولى الحفلات التي حضرها للفريق في الـ16 من نوفمبر من عام 1990، في مدينة بريمن، ثم واظب على حضور الحفلات، حتى تجاوز الرقم 100 حفلة موسيقية. وتمكن بعد ذلك من معرفة أعضاء الفريق بصفة شخصية، حيث كانوا يختلطون بشكل جيد مع معجبيهم ويساعدون بعض الشباب في بعض الأحيان، حتى أن عازف الغيتار المزاجي العبوس، جوني، “سألنا (ذات مرة) عما إذا كان لدينا ما يكفي من المال للذهاب إلى مكان ما، وما إذا كان آباؤنا يعلمون أين نحن”.
وقبل فريق رامونز جمهوره من الشباب الألماني كما هو.
وأوضح هايلر، الذي كان يتواصل مع جوني من خلال المراسلات البريدية حتى وفاته، “كانت لغتنا الإنكليزية ضعيفة وكنا نظهر بشكل سيّء للغاية، ولكن جوني قال: أنتم جيدون”.
وكان هايلر يتلقى بطاقة معايدة كل عام من جوني بمناسبة عيد الميلاد (الكريسماس)، ووصل الأمر إلى أن دعاه جوني إلى زيارته في منزله بمدينة لوس أنجلس.
وجمع الرجل الألماني بمرور السنين، قمصانا والعديد من المواد التذكارية الأخرى الخاصة بالفريق، حتى أن شقته لم تكن لتستوعب كل هذا.
وافتتح هايلر في عام 2005، متحف رامونز في حي كرويتسبرغ بالعاصمة الألمانية برلين، وهو الوحيد للفريق في العالم، وذلك حتى يتيح للجمهور رؤية هذه الكنوز.
ويضم المتحف أكثر من ألف معروض تمثل مسيرة 22 عاما للفريق، وتشمل ملصقات ونشرات إعلانية وصورا فوتوغرافية، بالإضافة إلى ملابس ومفروشات كانت تخص أعضاء الفريق.
كما يمتلك هايلر وحدة رفّ حائط من شقة جوي رامون في نيويورك، تم شحنها إلى برلين بتكلفة تزيد على 9 آلاف دولار.
ويعكس مجلد هايلر الضخم 28 عاما من هوس اقتناء الأغراض الخاصة بالفريق، بالإضافة إلى إدارته للمتحف على مدار 13 عاما، والعمل لمدة ثلاثة أعوام من أجل إنشائه.
وقال “يقدم الكتاب رؤية جديدة للفريق”، مضيفا أنه رغم قراءة جميع الكتب عن الفريق ومشاهدة جميع الأفلام وجميع المقابلات التي أُجريت مع أعضائه على موقع يوتيوب، للمئات من المرات، فهو لا يزال يكتشف بعض الجوانب المجهولة لديهم.
وأفاد “اكتشفت بعض الكنوز التي لم أكن لأعثر عليها أبدا بطريقة أخرى”.