ألمانية تترك برلين لخدمة الأبقار في بلدة نائية بالهند

نيودلهي - تركت فريدريك برينينج منزلها في ألمانيا وهي صغيرة ونزلت في بلدة صغيرة في شمال الهند، حيث تواصل تكريس حياتها للحيوان الأكثر تقديسا لدى الهندوس لتدير مركزها الخاص بإنقاذ الأبقار.
وأصبح بعد مضي عشرين عاما في مزرعتها حوالي 1200 مأوى خشبي للأبقار والعجول في بلدة رادها كوند بشمال الهند وتبعد نحو 150 كيلومترا جنوب العاصمة نيودلهي. ويضم المشفى الذي تديره برينينج بعض العجول العرجاء التي تمشي على ثلاثة أرجل، في حين أن أخرى بأذن واحدة فقط أو تغطي الضمادات جروحا كبيرة.
وتدير برينينج مشفاها للإنقاذ وأطلقت عليه اسم "سورابهي غوشالا" بعد رعايتها لأول مريض لها لمدة 12 عاما.
وولدت السيدة الألمانية في برلين وجاءت للهند أول مرة بعد أن أنهت المدرسة. وأرادت أن تتعرف على العالم وتبحث عن الهداية الروحانية، ووجدت معلمها الديني في تلك البلدة الصغيرة رادها كوند.
وقام المعلم بتسمية برينينج باسم هندي هو سوديفي وعلّمها أن تجل الإله كريشنا. وتعلمت الهندية.
ويقال إن كريشنا كان راعي بقر، واليوم تحاول برينينج أن تسير على خطاه.
وأصبحت تغذية الأبقار أكثر تكلفة، ولم يعد الفقراء يستطيعون تحمل تكاليف الاحتفاظ بالحيوانات التي لم تعد تعطي أي حليب. ونتيجة لذلك، يتم التخلي عن الكثير من العجول والأبقار المسنة على الطرق، حيث يكون الموت البطيء والمؤلم في انتظارها في كثير من الأحيان، فهي تتعرض لهجوم من قبل الكلاب في الشوارع أو أن تصدمها السيارات، وتبدأ الغربان في نقر جراحها.
ووجدت برينينج صعوبة في تحمل ذلك، لذا بدأ قطعيها من الأبقار يزداد تدريجيا إلى أن أسست في نهاية المطاف مزرعتها أو ما يطلق عليها غوشالا. ويتصل الناس بها بشكل يومي للإبلاغ عن أبقارهم التي تخلوا عنها أو لإحضارها إليها بأنفسهم.
ويتم ترتيب الأبقار وفقا لأحجامها في أكشاك خشبية خاصة بها.
ومع تلك الحيوانات التي ولدت في مركز الإنقاذ، أو تلك التي جاءت في سن مبكرة جدا نشأ نوع من الصداقة بينها وبين برينينج، حيث أفادت أنها لا يمكن أن تتصور أن تعود لتقيم في ألمانيا مؤكدة “الأبقار هي أطفالي”.