ألمانيا تدعو إدارة بايدن إلى الانخراط أكثر في ليبيا

البعثة الأممية ستلجأ إلى تشكيل قوائم لمرشحي المجلس الرئاسي الليبي لعدم وصول أحد من المرشحين إلى عتبة الـ70 في المئة من الأصوات.
الثلاثاء 2021/02/02
ماس: الولايات المتحدة لديها الوسائل والنفوذ للقيام بدور أكبر لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية

برلين - قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الثلاثاء إنه يريد من الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس الجديد جو بايدن، إظهار المزيد من الاهتمام بشأن ليبيا التي تعاني من الفوضى والصراعات منذ حوالي عشر سنوات.

وأضاف ماس خلال اجتماع في برلين أن "الولايات المتحدة لديها الوسائل والنفوذ" للقيام بدور أكبر، مشيرا إلى المحادثات الجارية لإيجاد حل سلمي.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الألماني في وقت تستمر فيه جلسات ملتقى الحوار السياسي الليبي، التي يشارك فيها مندوبون من كافة الأطراف الليبية، في جنيف حتى الجمعة المقبل.

وأعلنت البعثة الأممية الثلاثاء أنها ستلجأ إلى تشكيل قوائم لمرشحي المجلس الرئاسي الليبي، بعد فشل التصويت عبر نظام المجمعات الانتخابية لعدم وصول أحد من المرشحين إلى عتبة الـ70 في المئة من الأصوات.

وكثفت الدول الأوروبية خلال الأيام الماضية من تحركاتها تجاه الأزمة الليبية، في خطوة يرى مراقبون أنها تستهدف دفع الفرقاء نحو التوصل إلى توافقات بشأن السلطة التنفيذية الموحدة وقطع الطريق أمام أي تصعيد، لاسيما مع استمرار تركيا في إطلاق استفزازاتها.

وتتسارع التطورات في ليبيا رغم المناورات والتهديدات التي تلجأ إليها تركيا، التي دعمت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج بالمرتزقة في وقت سابق، في محاولة للإبقاء عليه في الحكم لمنع المساس بالنفوذ العسكري والاقتصادي لأنقرة في غرب ليبيا.

ووضع التدخل التركي المصالح الأوروبية غرب ليبيا على المحك، ما جعل العديد من الدول الأوروبية تتحرك لتدارك ما فاتها، وذلك من خلال دفع الفرقاء الليبيين إلى التوصل إلى تفاهمات لا تستسيغها أنقرة، وفقا لمراقبين.

ولا تبدي تركيا أي تحمس للحوار السياسي الليبي – الليبي ولا للتفاهمات التي تم التوصل إليها، باعتبار أنها قد تمهد لمرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات يرحل بعدها الموالون لها، ما يعرض نفوذها للخطر.

وطلبت الولايات المتحدة مع نهاية الشهر الماضي، من تركيا وروسيا الشروع فورا في سحب قواتهما من ليبيا، بما يشمل القوات العسكرية والمرتزقة.

ويبدد الموقف الأميركي الحازم في ظل إدارة جو بايدن الغموض الذي لفّ لسنوات السياسة الأميركية خلال ولاية ترامب بشأن ليبيا. وبدا وكأن الرئيس الأميركي السابق دعم في وقت من الأوقات الرجل القوي في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر، والذي يقود الجيش الوطني الليبي، لمحاربة الميليشيات التي تدعمها حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.

وتبقى مقاصد رسالة إدارة بايدن شديدة الارتباط بحسابات جيوسياسية وكل ما له علاقة بمعادلات المشهد الليبي بأبعاده الداخلية المركبة وسياقاته الإقليمية والدولية المعقدة، وفي ضوء ذلك فإنه ليس من المستبعد أن تحقق الأزمة الليبية اختراقا إيجابيا خلال الأسابيع القادمة.

ويرى مراقبون أن الفاعلين الدوليين في الملف الليبي يدركون أن الولايات المتحدة في ظل حكم بايدن أمام معركة دبلوماسية معقدة، لأن واشنطن تتسلح بمعطيات ملموسة منبثقة عن الحوار الليبي – الليبي، الذي احتضنته دول عربية وغربية، وتعتبرها كافية للدفع إلى مسار الحل السلمي، خاصة إذا توافقت الأطراف الإقليمية والدولية على تبادل وتوزيع وتعايش المصالح في ما بينها.