ألعاب الفيديو تطيح بكرة القدم في أحياء البرازيل الشعبية

مراهقون يرغبون في بناء مسيرة مهنية في الألعاب الإلكترونية.
الخميس 2022/03/10
نجوم خارج ملاعب الكرة

مع انتشار الهواتف الجوالة في كل أنحاء العالم وظهور ألعاب الفيديو التي أصبحت لها بطولات وعوائد مالية هامة اتجه شباب الأحياء الفقيرة في البرازيل إلى الـ"فري فاير" وغيرها من الألعاب على الإنترنت، لتفقد بذلك كرة القدم شعبيتها في أوساطهم.

برازيليا - تحقق لعبة الفيديو "فري فاير" نجاحا كبيرا في أحياء برازيلية فقيرة، حيث يرغب المراهقون -من خلال تحديات يشاركون فيها افتراضيّا- في بناء مسيرة مهنية في رياضة تعتمد على الأجهزة الإلكترونية ويمكن أن تحقق أرباحا طائلة.

ولم يُجِب يان أراوجو (15 عاماً) عندما سُئل عن مثله الأعلى في كرة القدم بذكر نيمار أو فينيسيوس جونيور، بل ذكر “نوبرو وسيرول”، وهما لاعبان معروفان في لعبة الـ”فري فاير”.

وفي بلد بيليه لم يعد المراهقون يحلمون بأن يصبحوا نجوماً في كرة القدم، بل يرغبون في بناء مسيرة مهنية في الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على مباريات يتنافس فيها لاعبون ويمكن أن تدر إيرادات ضخمة على المحترفين المتميزين.

ويقول يان أراوجو وهو يلعب بحماس عبر هاتفه المحمول “أحلم بأن أصبح معروفاً كلاعب في الـ’فري فاير’ وأن أساعد أقاربي ماديّا”.

ولا تمثل لعبة الـ”فري فاير” للفتى المقيم في حي ب. سول الفقير مجرّد لعبة عادية، بل منصة يتدرّب من خلالها على تحسين أدائه ليصبح لاعباً محترفاً.

وفاز إلى جانب خمسة مراهقين العام الماضي ببطولة “فافيلاز فري فاير” الإقليمية التي تنظمها منظمة “كوفا” غير الحكومية.

وتحتل البرازيل والهند والولايات المتحدة صدارة قائمة أكثر البلدان تحميلا للعبة الـ”فري فاير”.

ويقول منسّق منظمة “كوفا” في برازيليا كارلوس كامبوس إنّ “المراهقين مولعون بهذه اللعبة”.

ويظهر استفتاء أجرته مؤسسة “داتا فافيلا” أنّ 96 في المئة من المراهقين الذين يقيمون في الأحياء الفقيرة يرغبون في بناء مسيرة مهنية في الألعاب الإلكترونية.

ويوضح كامبوس أنّ “هؤلاء المراهقين يدركون أنّ الرياضة الإلكترونية تمثّل مهنةً، وهي وسيلة لكسب الأموال”.

وحصل الفريق الفائز في النسخة الإقليمية من بطولة “فافيلاز فري فاير”، التي شارك فيها ثمانون ألف شخص، على مئة ألف ريال برازيلي (نحو عشرين ألف دولار).

لكنّ البطولات لا تمثّل مصدر الإيرادات الوحيد للاعبي الـ”فري فاير”، إذ تتسابق الجهات الراعية للتعامل مع مؤثرين كبرونو “نوبرو” غوميز الذي يتابعه 13 مليون شخص على إنستغرام، عبر نشر مقاطع فيديو لأدائه مترافقة مع شروح وتعليقات.

ويعتبر أراوجو أنّ “نوبرو هو نيمار ألعاب الفيديو”، مضيفا أنّ “نوبرو عمل بجهد وأمضى ليالٍي وهو يتدرّب للوصول إلى ما هو عليه حالياً”.

ودخل نيمار نفسه في هذه السوق المربحة، إذ وقّع اللاعب المولع بألعاب الفيديو في ديسمبر الماضي على اتفاق بث حصري مع منصة “فيسبوك غايمينغ”.

وتملك أندية كرة قدم برازيلية كبرى مثل “فلامينغو” و”كورينثيانز” فرقاً محترفةً خاصة بها في الألعاب الإلكترونية.

وفي الأحياء الفقيرة حيث نشأ نجوم برازيليون يتألقون حالياً في أندية أوروبية كبيرة، من بينهم فينيسيوس جونيور في ريال مدريد وغابرييل جيزوس في مانشستر سيتي، لاحظ المدربون انخفاضاً في حماس المراهقين تجاه كرة القدم خلال السنوات الماضية.

ويقول المدرب في مدرسة لكرة القدم بأحد أحياء برازيليا الفقيرة إنّ “عدداً من المراهقين لم يعد يأتي ليتدرّب بل فضّل أن يلعب الـ’فري فاير'”.

ويضيف “من السابق لأوانه الإقرار بما إذا كان أغلب الشباب يفضلون ألعاب الفيديو على كرة القدم، لكنّ الرياضة الإلكترونية صارت تتبوأ بشكل متزايد مكانة مرموقة”.

ويتدرّب ماثيوس دا سيلفا (15 عاماً)، وهو زميل أراوجو في بطولة “فافيلاز فري فاير”، بجهد ليصبح كمثله الأعلى “باك”، وهو اسم مستعار لغابرييل ليسا المعروف بأنّه “ليونيل ميسي لعبة الـ’فري فاير'”.

ويقول دا سيلفا إنّ “ليسا فاز بسبع بطولات وطنية، مثل ميسي الذي حصل سبع مرات على الكرة الذهبية”.

وفي البداية لم ترغب كلوديا غوميز دا سيلفا، والدة ماثيوس، في رؤية ابنها يمضي ساعات وهو يلعب تلك اللعبة عبر هاتفه المحمول، لكنّ رأيها تغيّر بعدما فاز ببطولة “فافيلاز فري فاير” الإقليمية العام الماضي.

وتقول “إنّها ليست مجرد لعبة، فإذا أصبح ماثيوس في المستقبل لاعباً مهمّا يمكنها أن تشكّل مصدراً لعيشه”.

20