أكشاك بوح مصرية للحد من الانتحار تحت عجلات القطار

مجهول
مبادرة لإنشاء أكشاك للفضفضة بمحطات مترو الأنفاق لتفادي تزايد معدلات الانتحار ودعوات للأخصائيين النفسيين بالعمل خلال أوقات فراغهم في الأكشاك.
الثلاثاء 2018/09/25
البوح صار ضرورة فلا حل إلا بالفضفضة
 

يسعى مصريون إلى مساعدة الحكومة على الحد من حالات الانتحار تحت عجلات القطارات من خلال إتاحة الفرصة للراغبين في التخلص من أثقالهم النفسية بالفضفضة داخل أكشاك سيتم تعميمها على كل المحطات، أو خوض تجربة “القطار” لذات الهدف.

القاهرة - تبنّت وزارة الصحة المصرية مبادرة لإنشاء أكشاك للفضفضة بمحطات مترو الأنفاق في القاهرة الكبرى، لمواجهة ارتفاع حوادث الانتحار تحت عجلات القطارات، وأسس شاب مصري بالتزامن مع ذلك أول شركة متخصصة في تقديم الخدمة ذاتها تحت اسم “القطار”.

وقدم المبادرة إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، كمحاولة لتفادي تزايد معدلات الانتحار حيث سجلت ست حالات في غضون شهرين بالمحطة، بعد فشل خطة الاستعانة بالمزيد من رجال الأمن الإداري على الأرصفة للاشتباه في الراكبين الذين يبدو عليهم الاضطراب النفسي والرغبة في الانتحار تحت عجلات القطار.

وأخذت الأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة المبادرة على عاتقها، وطالبت الأخصائيين النفسيين بالتبرع بأوقات فراغهم للعمل في الأكشاك المقترحة، في ظل عدم قدرتها على توفير أطباء من العاملين لديها يغطون 64 محطة كامل اليوم.

وظهر عجز شركة مترو الأنفاق عن مواجهة الظاهرة، في بيان غاضب، قالت فيه إنها ليست جهة انتحار مطالبة من وصفتهم بـ”المرضى الراغبين في الموت” بالتوقف عن محاولة التخلص من الحياة تحت عجلات قطاراتها.

ويخشى أطباء نفسيون أن تعيش مصر ما يسمى بعدوى الانتحار، فتزايد حالاته بالمحيط الاجتماعي يكسر القيود المحظورة، ويعتبر تشجيعا مبطنا على التفكير به كأحد الخيارات للهروب من المشكلات.

وطالب وليد الجندي، استشاري نفسي، بالاستعانة بمتخصصيّن في العلاج بالموسيقى والفن، بالأكشاك لتلافي قلة أعداد الأطباء النفسيين، ويمكنهم توفير الوقت للمساهمة في التجربة، واعتبارها كمشروع تخرج لطلبة علم النفس بالكليات المختلفة.

وقال الجندي لـ”العرب” إن الراغبين في الانتحار يعانون أشد درجات الاكتئاب، وبعضهم لا يستطيعون التوجه إلى عيادات الأطباء لارتفاع أسعارها، ووجود من يسمعهم يمنحهم قدرا من الراحة.

ولاقت فكرة الأكشاك جدلا بين الشباب بين مؤيد ومعارض، قبل أن تتحول إلى موجة للسخرية مع إعلان الراقصة المثيرة للجدل سما المصري تبرعها بالتكلفة المالية اللازمة لإنشائها، ليطالب البعض بـ”أماكن للعلاج بالرقص والاحتضان”.

وأيد خبراء الفكرة من حيث المبدأ لكنهم انتقدوا تطبيقها بالمترو المزدحم بالملايين من الركاب، بما لا يوفر مساحة من الراحة لأي شخص للحديث باستفاضة، وطالبوا بنقلها إلى الحدائق العامة أو الميادين الهادئة.

وشهدت مدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة) بالتزامن مع موجة الأكشاك، تأسيس شركة للفضفضة تحت اسم “القطار”، لتكون أول مكان يتيح فرصة للحديث مع “مدربي حياة” عن أي شيء وبأي وقت.

وأكد محمود عماد الدين، صاحب الشركة، أن فكرة الحديث مع الغرباء تمنح الأشخاص الحرية لإخراج ما بداخلهم من طاقة سلبية دون خوف من خروج أسرارهم.وتجربة “القطار” لا تقدم أدوية أو علاجا، وتتوقف عند الاستماع وتسمح لروادها بقدر عال من الخصوصية والسرية، وبإمكانهم استخدام اسم مستعار وأقنعة تخفي الوجه والاختيار بين التحدث بصورة مباشرة أو خلف جدار خشبي.

وأضاف عماد الدين لـ”العرب” أن الخدمة التي يقدمها هي أولى الطرق لمواجهة الانتحار عبر بث الأمل في نفوس المرضى وتقديم نصائح لهم إزاء المشكلات الزوجية وهموم العمل، كما أنها تعتبر تشخيصا مبكرا للمريض النفسي الذي تحيله الشركة فورا على أطباء نفسيين. وتوفر الشركة خاصية “الفضفضة عبر الهاتف” من خلال المكالمات الصوتية، وتطبيق إلكتروني، للوصول إلى الزبائن بالمحافظات البعيدة.

24