أكبر كهف مفتوح للزيارة يستقطب السياح إلى إيطاليا

كهف جروتا جيجانتي نشأ قبل 10 مليون سنة وتم اكتشافه في عام 1840، وهو يعتبر وجهة إيطالية طبيعية لزائريها.
الأحد 2018/09/16
استكشاف أسرار 150 عاما

ترييستي (إيطاليا) - على الرغم من عدم وجود إعلانات سياحية كثيرة في المنطقة الجبلية، التي تبعد حوالي 20 دقيقة من مدينة ترييستي (شمال شرق إيطاليا)، إلا أنها تضم أكبر كهف مفتوح للزيارة في العالم، بالقرب من بلدة سجونيكو.

وتبلغ سعة القاعة الكبيرة بالكهف حوالي 600 ألف متر مكعب، ويصل ارتفاع الكهف إلى 107 أمتار في أعلى نقطة له، ويمتد بعرض 65 مترا ويبلغ طوله 130 مترا، وقد تم تسجيل كهف جروتا جيجانتي كأكبر كهف في العالم متاح لزيارة السياح في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عام 1995، بالطبع هناك كهوف أكبر، إلا أن المفتوحة أمام الزيارة السياحية أصغر من كهف جروتا جيجانتي، ولا يمكن للسياح تصور هذه الأبعاد إلا بعد النزول إلى الكهف. ويبدو مدخل الكهف مثل أحد المتاحف، وبعد شراء تذاكر الزيارة يدخل السياح إلى غرفة من طابقين يتم فيها شرح تاريخ الكهف.

وحذرت المرشدة السياحية فريدريكا بابي السياح من التقاط الصور أثناء النزول؛ لأن الدرج حاد جدا، وقد يتعرض المرء للانزلاق على الدرج عند النظر في شاشة الكاميرا.

وتستمع المجموعة السياحية لشرح بابي، ويخيم الصمت على الجميع نظرا إلى غرابة مدخل الكهف، وهناك أضواء تنير الدرج والجدران، والتي تبدو أسطحها المتضخمة مثل المئات من الطبقات من الشموع، ويصعب على السياح اكتشاف مدى الكهف خلال الأمتار الأولى، لأن الممر ينحدر لأسفل ويمتاز الكهف بأنه متعرج جدا.

وأضافت المرشدة السياحية أن العقل لا يمكنه تصور أبعاد الكهف، ويهون البعض من عمق الكهف الكبير، وينزل 500 درجة إلى أعمق نقطة في الكهف ويشاهد القاعة الرئيسية، في حين ينتاب الخوف البعض الآخر.

وأكدت أن هذا الكهف من عمل الطبيعة، ودائما ما تأخذ المرشدة الإيطالية، البالغة من العمر 40 عاما، فترات راحة لكي تشرح للسياح الكثير من التفاصيل عن الكهف، الذي نشأ قبل 10 مليون سنة، إلا أنه تم اكتشافه في عام 1840 عند البحث عن مصادر مياه جديدة لمدينة ترييستي، وتم استكشافه ودراسته في عام 1890.

صواعد تشكلت على مدار 150 ألف سنة
صواعد تشكلت على مدار 150 ألف سنة

وتم افتتاح كهف جروتا جيجانتي أمام الزيارة السياحية منذ عام 1908، ويعتبر هذا الكهف واحدا من أكثر من 6000 كهف، في منطقة فريولي فينيتسيا، والتي تعتبر من أكثر المناطق، التي يوجد بها كهوف في إيطاليا؛ نظرا إلى أن الجبال هنا تتكون من الأحجار الجيرية والدولوميت الغنية بالكربونات، وبالتالي فإنها قابلة للذوبان في مياه الأمطار.

ويصل ارتفاع أعلى صواعد الكهوف إلى 12 مترا، وعند النظر إليه لمدة عدة دقائق يصعب على المشاهد تصديق أن هذا من صنع الطبيعة، وقد تشكلت هذه الصواعد على مدار 150 ألف سنة، وقد طلبت المرشدة السياحية من المجموعة المرافقة لها إغماض العين والاستماع إلى صوت الكهف؛ حيث قد وصلت المجموعة بالفعل إلى أدنى نقطة في الكهف.

ويبدو أن الوقت قد توقف في كهف جروتا جيجانتي، فمنذ ملايين السنين تسود نفس درجة الحرارة؛ نظرا إلى أنه لا توجد به رياح ولا أمطار، ولكن انتشرت به الإضاءة والدرج وحاويات القمامة لاستقبال الزيارات السياحية، ولا يزال الباحثون يعملون على اكتشاف الكهف، فبعد 500 درجة أخرى، صعودا يصل السياح إلى الجبال الهادئة، وتبدو فكرة الكهف غير حقيقية مع سطوع الشمس، وتنتشر متاجر الهدايا التذكارية مثل الصواعد البلاستيكية المصغرة، والتي لا يمكن مقارنتها بالأصل.

ويقع متحف علم الكهوف بالقرب من الكهف، وهو يضم مختلف الاكتشافات الجيولوجية والجيولوجية والحفرية، كما يحتوي على بعض القطع الأثرية القيمة ومجموعة الملصقات للكهف، علما وأنه يتوفر موقفان واسعان للسيارات في الخارج، وتتم جدولة الزيارات على فترات منتظمة طوال اليوم ويستغرق السير مع مرشد عبر الكهف حوالي ساعة.

ويمكن لزائري كهف جروتا جيجانتي وقلعة لا روكا دي مونربينو القديمة، أن يجدوا مكانا للإقامة فيه وذلك من خلال الحجز بأقرب فندق للمكان وهو يقع في ريف فريولي على بعد 300 متر من محطة الحافلات الموصّلة إلى مدينة ترييستي الواقعة على مسافة 11 كم، حتى يتسنى لهم الاستمتاع بالزيارة.

ويقدم الفندق مواقف للسيارات مجانا ومطعما يحضر مأكولات إيطالية تقليدية، كما أنه يضم حديقة كبيرة، بالإضافة إلى أن الفندق يقع على بعد كيلومترين من كهف جروتا جيجانتي.

كهف جروتا جيجانتي

 

16