أقدم آثار أقدام بشرية بشمال أفريقيا في المغرب

الآثار لأقدام الإنسان العاقل اكتشفت على شاطئ صخري في العرائش ويمتد عمرها إلى نحو 100 ألف عام.
الأحد 2024/01/28
آثار مهمة في البحث عن الموارد البحرية

الرباط - أعلن فريق بحث دولي عن اكتشاف أقدم آثار أقدام بشرية في شمال أفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط بمدينة العرائش المغربية. وكشف فريق البحث الذي تقوده جامعة "بروتاني سود" الفرنسية بشراكة مع جامعات مغربية، ألمانية وإسبانية، أن هذه الآثار لأقدام الإنسان العاقل اكتشفت على شاطئ صخري في العرائش، حيث يمتد عمرها إلى نحو 100 ألف عام، وقد تركها ما لا يقل عن 5 أفراد (أطفال، مراهقون وبالغون).

وأشارت جامعة "بروتاني سود"، في بيان، إلى أن "هذه الآثار 85 في المجموع موجهة بشكل أساسي نحو البحر، وتعكس صورة مذهلة لما يمكن أن يكون عليه البحث عن الموارد البحرية من قبل هؤلاء الأفراد المنتمين للإنسان العاقل الذين كانوا يسكنون أو يعبرون ساحل العرائش منذ حوالي 100 ألف عام".

وجاء هذا الاكتشاف، الذي توصل إليه فريق دولي من العلماء المغاربة، الفرنسيين والإسبان، تحت إشراف مدير مختبر الجيولوجيا المحيطية بجامعة بروتاني سود، منصف السدراتي، وذلك خلال مهمة قياس ميدانية أجريت في يوليو 2022، في إطار مشروع للبحث العلمي حول أصل وديناميكية الكتل الصخرية المنتشرة على طول الساحل الجنوبي لمدينة العرائش بشمال - غرب المغرب.

البصمات تُركت على شاطئ البحر في شريط رملي كان يشكل الجزء العلوي من الشاطئ منذ حوالي 100 ألف عام وتم الحفاظ عليها بسرعة عبر تغطيتها برواسب ناعمة 

ونقل البيان عن السدراتي قوله، إن "هذه البصمات تُركت على شاطئ البحر في شريط رملي كان يشكل الجزء العلوي من الشاطئ منذ حوالي 100 ألف عام. بعد ذلك، تم الحفاظ عليها بسرعة، نتيجة تغطيتها برواسب ناعمة، خلال مرحلة من حركة الأمواج المنخفضة، إلى جانب فترة من انخفاض المد والجزر".

وبحسب السدراتي، فإن موقع آثار العرائش يعد أحد أكبر مواقع آثار العصر البليستوسيني المتأخر وأفضلها حفظا في العالم، والموقع الوحيد الموثق في شمال أفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

وعرفت العرائش التي تعتبر من أقدم المدن المغربية، أربع حقب فينيقية وقرطاجية ورومانية وإسلامية، كما تسبب موقعها الإستراتيجي في تعرضها للغزوات الإيبيرية. وهذا التعاقب الحضاري، ساهم في منح المدينة العديد من المعالم التاريخية التي تعكس غنى ثقافتها والتي حافظت بالخصوص على آثار الوجود الإيبيري الذي اندمج مع العمارة الإسلامية، بجانب طابعها الأمازيغي الدائم.

18