أفلام "ديزني" تأسر الكبار قبل الصغار

الشركة عرضت بمناسبة مئويتها فيلما وثائقيا تناول أكثر من 500 من أبطال ديزني وشخصياتها، من ميكي إلى إلسا مرورا بكابتن هوك.
الجمعة 2023/10/20
الأطفال كبروا

تربت العديد من الأجيال على صور ديزني المتحركة، ومازال هؤلاء متعلقين بالشخصيات التي أسرتهم في طفولتهم حتى بعد أن شبوا ودخلوا معترك الحياة، ومازالوا يحنون إلى أفلام “ميكي”  و”دارث فيدر” وغيرهما.

باريس – تمكنت ديزني طوال تاريخها الممتد قرنا كاملا من البناء على شخصيات أعمالها الخاصة وتلك التي استحوذت على حقوقها، من “ميكي” إلى “دارث فيدر”، لجذب جمهور كبير يشكّل البالغون الذين نشأوا على أبطال رسومها المتحركة جزءا واسعا منه.

وارتسمت ابتسامة عريضة على وجه الإنجليزي البالغ 35 عاما ستيوارت إيمري عندما شاهد علاءالدين وبينوكيو وسواهما ضمن موكب شخصيات ديزني، خلال عرض أقيم هذا الأسبوع في “ديزني لاند باريس” احتفالا بالذكرى المئوية للمجموعة المتخصصة في المجال الترفيهي.

فستيوارت إيمري الذي واظب على زيارة مدينة الملاهي هذه مرة في الشهر طوال السنوات الست الأخيرة، لا يستطيع تفويت هذا الحدث. وقال “لن أكون موجودا في الذكرى المئوية المقبلة، لذلك كان يتحتم عليّ أن أكون حاضرا في هذه المئوية”.

أما باربرا كوربيزييه، التي كانت قريبة منه، فتحمّست عندما مرّت أمامها في الموكب شخصيتا موشو ومولان اللتان حفرتهما وشما على جسمها.

واعتبرت أن “ليس ما يدعو إلى الخجل” في أن يكون من مثلها في الحادية والعشرين من المعجبين بشخصيات “ديزني”، إذ إنه “شغف كأيّ شغف آخر”.

فبين الأفلام والمسلسلات ومدن الملاهي والمشاريع الموسيقية والمنتجات المشتقة المخصصة لهواة الجمع، “ثمة دائما ما يأسر الكبار” في عالم “ديزني”، وقال لوران أرمان زونيغا (52 عاما) الذي يدير موقع “كرونيك ديزني” الإلكتروني “يبلغ زوار الموقع شهريا نحو 200 ألف، معظمهم ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و45 عاما”.

oo

وتكثر أيضا عبر الإنترنت المنتديات والمواقع المتخصصة وقنوات على يوتيوب وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي المخصصة للبالغين الذين يحبون ديزني.

وكرّر زونيغا ما سبق أن قاله ذات يوم مؤسس الشركة والت ديزني من أن “البالغين ليسوا على كل حال سوى أطفال كبروا”.

يذكر أن الشركة عرضت بمناسبة مئويتها فيلما وثائقيا تناول أكثر من 500 من أبطال ديزني وشخصياتها، من ميكي إلى إلسا مرورا بكابتن هوك.

وتظهر في الفيلم الذي استغرق العمل عليه سنتين 543 شخصية من 85 فيلما طويلا وقصيرا، تخرج من اللوحات المعروضة في أروقة المقر الأميركي للمجموعة، حيث تتجمع لالتقاط صورة عائلية بعد رحيل الموظفين.

وخصص الفيلم أيضا تحية إلى فنان الرسوم المتحركة بورني ماتينسون الذي عمل 70 عاما لحساب ديزني، وتوفي في فبراير الفائت، وإلى ملحّن “ماري بوبينز” ريتشارد شيرمان، الذي أعاد وهو في الرابعة والتسعين صوغ موسيقى أغنية والت ديزني المفضلة “فيد ذي بيردز”.

وجعلت الشركة الأميركية جمهورها من كبار السن أحد عوامل قوتها، وغذت ذلك بإستراتيجية توسعية تمثّلت في عمليات استحواذ كبرى أتاحت لها وضع يديها تباعا عام 2006 على أستوديو “بيكسار” منتجة “توي ستوري” و”كارز” وسواهما، وعام 2009 على حقوق إنتاج أفلام عن أبطال “مارفل” الخارقين، ثم عالم 2012 على امتياز سلسلة أفلام “ستار وورز” الشهيرة وما يتفرع منها ضمن مناخات عالم “حرب النجوم”.

ومكّنت عمليات الاستحواذ هذه ديزني من تنويع رصيدها من الأفلام لكي تتبوأ “موقعا متقدما حقيقيا، وليس فقط في مجال الأعمال المخصصة للصغار”، على ما رأى أستاذ الشؤون الدولية في كلية إدارة الأعمال “إسكا” ألكسندر بوهاس.

pp

وليس أدلّ على ذلك من منصتها للبث التدفقي “ديزني +” التي أُطلقت عام 2019 لمنافسة “نتفليكس”، إذ إن البرامج التي توفرها تشمل إلى جانب الرسوم المتحركة التقليدية من إنتاج الشركة، أفلاما ومسلسلات ضمن سلسلة “حرب النجوم” أو متفرعة منها، وإنتاجات أصلية، وأشرطة وثائقية من “ناشيونال جيوغرافيك”.

وأبرزت رئيسة والت ديزني كومباني فرنسا، إيلين إيتزي أن “الخصوصية” التي تميّز ديزني هي امتدادها “عبر الأجيال”.

إلا أن الشغف الكبير بالشركة البالغة مئة عام لا يمنع النقد. فمارغو نابل (26 عاما)، وهي محررة متطوعة في موقع “ديزني فيل”، وهو منتدى إلكتروني يضم نحو 200 ألف مستخدم ويغطي أخبار الشركة، اعتبرت أن “كون المرء من محبي السحر الذي ابتكره والت ديزني لا يعني بالضرورة أنه معجب بكل ما تفعله الشركة”.

وأشارت على سبيل المثال إلى الإضراب التاريخي للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود أو الأثر البيئي الكبير للشركة.

ومن المواضيع الأخرى التي أثارت السخط، ارتفاع أسعار التذكرة السنوية التي تخوّل حاملها دخول ديزني لاند باريس، إذ انتقده المعجبون بديزني على شبكات التواصل الاجتماعي، ووقّعوا عرائض في شأنه، معتبرين أن “السحر” أصبح بـ”سعر مرير”.

18