أغنية مايا دياب تضع سبوتيفاي في ورطة ترويج التحرش

بيروت – أطلقت ناشطات حملة على موقع تويتر لمقاطعة تطبيق خدمة بث الموسيقى والبودكاست “سبوتيفاي” بعد نشره أغنية مايا دياب التي قال عنها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إنها تروّج التحرش.
ودشن مغردون هاشتاغ #سبوتيفاي_تطبع_ثقافة_الاغتصاب.
وأثارت كلمات أغنية المغنية اللبنانية مايا دياب “حطالى روچ” جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحصدت الأغنية، التي أطلقتها دياب بالتعاون مع المطرب الشعبي المصري محمود الليثي في نهاية شهر أغسطس الماضي، قرابة 4.7 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.
وبالرغم من مرور عدة أسابيع على إطلاق الأغنية إلا أن مشاركة دياب بفيديو لمقطع من أغنيتها، عبر حساب سبوتيفاي العالم العربي على تويتر، أشعلت نقاشا وجدلا واسعين بسبب وجود كلمات رأى الكثير من المغردين أنها تشجع على التحرش وتروّجه.
وتقول دياب في المقطع المثير للجدل “عاكسني آه بس تعاكس بالراحة أنا عايزة أكون مرتاحة”.
وأطلق مغردون أيضا #مايا_دياب_تخذل_النساء اعتراضا على الأغنية وانتقادا لمايا دياب.
ووصفت مغردة كلمات الأغنية:
kissmerahaf@
الكلمات من أسوأ ما يكون! أنا حزينة لأنها امرأة وتروج التحرش، وهي تعرف أن هذا الشعور لا يزول من بال الضحية مهما مر من وقت وسنين، لا تحاولوا توضيح أن النساء لهم رغبة في ذلك وأن ذلك رومانسي، نحن نوعّي ونحاول أن نفهمكم من جهة وانتم تصدرون أغاني مخزية من الجهة الثانية! #مايا_دياب_تخذل_النساء
واعتبر البعض أن “مايا دياب اختارت أن تكون صدى للتحرّش ضد النساء في وقت لا يخلو فيه الترند العربي من جرائم تحرّش يومية”.
وأعلن معلقون مقاطعتهم سبوتيفاي إلى حين حذف الأغنية.
وقالت مغردة:
Shafax6@
#سبوتيفاي_تطبع_ثقافة_الاغتصاب، قاطعوا سبوتيفاي إلى أن تحذف الأغنية، هذا بيان لسبوتيفاي كي تعلم أن متابعاتها لن يقبلن هذه الإساءة ولا الإساءات المستقبلية. أي منصة ترحب بتطبيع الجرائم ضدنا مجرمة ومرفوضة. آن الأوان لأن تحترمونا وتحسبوا لنا حسابا.
وقالت مغردة أخرى:
elif4i@
“المعاكسة” جريمة وتحرش مهما حاولتم تزيين معناها في أغانيكم، معاكسة النساء ليست أمرا لطيفا أبدًا، هذا مضر ومؤذ ولن تقبله أي امرأة سوية. عيب وعار عليكم إن لم تحذفوا أغنيتكم المُنحلة هذه التي تُطبع ثقافة الاغتصاب والتحرش وتظهرها على أنها شيء مقبول. #سبوتيفاي_تطبع_ثقافة_الاغتصاب
واعتبر حساب:
سبق لهاشتاغ #صاحبة – رأي، وهو اسم ألبوم غنائي للفنانة اللبنانية إليسا، أن تصدّر الترند على موقع تويتر في عدة دول عربية بسبب دعمه لقضايا النساء
O0O0_88_@
#مايا_دياب_تخذل_النساء، “عاكسني” كونها أغنية على لسان امرأة لا يلغي تبعات عنفها المسلط على النساء وأبعادها التحرّشية الذكورية. إظهار أن النساء يوافقن على التحرّش عبر وسيط الفن هو إصرار على تجاهل مطالبة النساء بالحماية من التحرّش والمضايقة وإصرار أيضا على إعلاء ثقافة التحرّش.
وعرّفت مغردة كلمة “معاكسة” التي وردت في أغنية مايا دياب قائلة:
Feminist4N@
المعاكسة = تحرش المعاكسة = تحرش المعاكسة = تحرش المعاكسة = تحرش المعاكسة = تحرش المعاكسة = تحرش المعاكسة = تحرش، وصلت يا مايا أم تريدين أن نستخدم مكبرات الصوت كي تصل إليك بوضوح؟
وانتقد مغرد مايا دياب قائلا:
Ahmeeddd44@
– ليس ثمة أقذر وأحط من أن تكوني متحصلة على امتيازات نادرا ما يتحصل عليها أحدهم، كما أخذت حقوقك كاملة وعندك حراس يحمونك على مدى 24 ساعة، وتوجهي “صوتك” كي يدعم “جريمة التحرش” التي يكون ضحيتها الآلاف من الإناث. عار والله، #مايا_دياب_تخذل_النساء #سبوتيفاي_تطبع_ثقافة_الاغتصاب
وفيما يبدو أنه رد على الانتقادات كتبت مايا دياب تغريدة دعت فيها جمهورها إلى الاستماع إلى الأغنية مع إيموجي ساخر.
وتتواصل ردود الفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في البلدان العربية إزاء قضية التحرش الجنسي، لكن النقاش حولها اتسع ليشمل أبعادا أهمها قضية تصوير الفن لتلك الظاهرة، ودور الوسائط وممتهنيها في “تطبيع التحرش” من عدمه.
وزاد الوعي على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قضايا التحرش.
و”التطبيع” تقنية قديمة ومعتمدة: تعريض الناس المتكرر للشيء؛ سيفاجأون في البداية، لكنهم سيتعودون بمرور الوقت إلى أن يبلغوا مرحلة عدم ملاحظته أساسا، فيسقط من أولويات العقل في التركيز والاستيعاب.
وتحولت بعض مشاهد التحرش في الأفلام والدراما إلى “لقطات فكاهية متداولة”، إلى درجة أنها ارتبطت في أذهان الكثيرين بالكوميديا أكثر من ارتباطها بالتحرش.
وكان مشهد من مسلسل “ملوك الجدعنة” الذي عرض في رمضان الماضي قد أثار جدلا واسعا بعد أن ظهرت الممثلة ياسمين رئيس وهي تطلب من بطل المسلسل أحمد سعد التحرش بها.
وغرد حساب:
xhsab59@
في الماضي كانوا يجملون صورة العنف ضد النساء والاغتصاب بدافع الحب أو السخرية في أفلامهم وأغانيهم ومسلسلاتهم الهابطة، واليوم يجملون صورة التحرش وترويج ثقافة التحرش وتمرير أفكار النظام الأبوي من خلال الفن الهابط الذي يتبعونه. #مايا_دياب_تخذل_النساء #سبوتيفاي_تطبع_ثقافة_الاغتصاب
ويطالب مغردون -من المؤثرين الذين ليسوا بالضرورة مدوني موضة وسفر وتجميل وواضعي قواعد الأجساد المثالية، وإنما كل شخص له تأثير على مجموعة من المتابعين- بدعم الجهود الرامية إلى إيقاف التطبيع مع التحرش.
وخارج سياق التمثيل أو الغناء الذي “لا يمت للواقع بصلة” ورغم أن “أي تشابه في الأسماء والأحداث هو مجرد صدفة”، فإن للكتاب والممثلين والفنانين خاصة تأثيرا واسعا على عقول وفكر متابعيهم. وتتجاوز متابعة الفنان والتأثر به حدود شاشات السينما والتلفزيون.
ومع الوجود الكبير لهذه الشخصيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يتسع نطاق تأثيرها وتصبح مسؤوليتها عما تنشره وتروجه شخصية ومباشرة.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي شنوا سابقا هاشتاغا عنيفا ضد الفنانة بعنوان #أصالة_اخرسي، قادت ضمنه مغردات هجوما حادا على المغنية السورية بسبب استنقاصها النساء ووصفهن بالضعيفات.
وسبق لهاشتاغ #صاحبة – رأي، وهو اسم ألبوم غنائي للفنانة اللبنانية إليسا، أن تصدّر الترند على موقع تويتر في عدة دول عربية بسبب دعمه لقضايا النساء.
وأنتجت الكثير من الأغاني خلال السنوات القليلة الماضية للتوعية بانتهاكات تتعرض لها النساء في المجتمعات العربية مثل ضرب المرأة أو تعييرها بكونها مطلقة؛ فغنت إليسا مثلا “تعبت منك” عام 2013 عن غيرة الرجل منها وعليها وتسلطه، و”يامرايتي” عام 2015 عن العنف الأسري وضرب الزوج لزوجته. وأصدرت كارول سماحة عام 2019 أغنية “أنا المطلقة”.
وعام 2010 صرخت المغنية اللبنانية نوال الزغبي في أغنيتها “بدك ترحل عادي بس تركلي ولادي” ومثلت صوتا لآلاف النساء الممنوعات من أخذ أطفالهن بسبب أحكام المحاكم الدينية المجحفة بحقّهن. كما تعاونت مجالس المرأة في مصر ولبنان مع مطربين لإنتاج أغان ذات رسائل مباشرة جدا.
وكان المجلس القومي للمرأة قد طالب موقع غوغل بوقف أغنية “سالمونيلا” التي أداها فنان مغمور يدعى يونس تميم وشوهدت 7 ملايين مرة في أسبوع واحد، والسبب الذي قدمه هو أنها “تحمل رسالة تهين المرأة وتنتقص من حقوقها، وتدعو إلى التنمر وتعدّ تحريضا صارخا بالاعتداء عليها، كما تحتوي على عبارات وألفاظ خارجة عن الآداب العامة وتؤسس لجريمة السب والقذف عبر مواقع التواصل الإلكتروني”.
وكانت الفنانة أصالة قد تعرضت لهجوم كبير إثر أغنية “رفقا”، ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغا عنيفا ضد الفنانة بعنوان #أصالة_اخرسي، شنت ضمنه مغردات هجوما حادا على المغنية السورية بسبب استنقاصها النساء ووصفهن بالضعيفات.