أطفال من السودان يحلمون بالشهرة والثروة في أكاديميات كرة القدم بمصر

مصر تعد موطنا للعديد من أكاديميات كرة القدم التي أنشأتها جاليات من السودان وجنوب السودان.
الثلاثاء 2024/07/23
رونالدو وميسي من نجومهم المفضلين

القاهرة -"عندما كنا في السودان كان صوت القصف دائما في آذاننا. كان الأمر مرعبا للغاية إلى درجة أنني كنت أختبئ تحت السرير"، هكذا قال الصبي السوداني ياسين عبدالماجد أثناء تدريبه مع زملائه في إحدى أكاديميات كرة القدم بالقاهرة.

وهرب عبدالماجد البالغ من العمر 14 عاما مع عائلته قبل حوالي سبعة أشهر من الصراع العسكري الداخلي المستمر في السودان منذ أكثر من عام، وقد وجد الأمان والأمل في “أكاديمية سانتوس لكرة القدم” السودانية بالقاهرة، التي أعادت إحياء حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم بعد أن تحمل المعاناة في وطنه.

وقال الصبي السوداني لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) في أحد ملاعب كرة القدم المستأجرة بالقاهرة، حيث تمارس أكاديميته مرانها، “طموحي هو أن أصبح لاعب كرة قدم مشهورا مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وبعد مجيئنا إلى هنا ازداد طموحي”.

وخلال المران كان المدرب عبدالله عيسى عبدالله يعطي التعليمات لنحو 30 لاعبا سودانيا صغيرا. وقدم المدرب نفسه من الخرطوم إلى القاهرة قبل عدة أشهر بسبب الحرب الجارية في السودان.

وقال عبدالله “إن الأكاديمية هنا تقدم أشياء كثيرة للأطفال السودانيين وتمنحهم الأمل في المستقبل وتساعدهم على نسيان الحرب الدائرة في السودان”. وتابع أن “أكاديمية سانتوس لكرة القدم” تنظم أيضا ورش عمل لتوعية الأطفال بهذا الشأن وأنشطة أخرى مثل كرة السلة والكرة الطائرة.

ويأتي العشرات من المتفرجين وأولياء أمور اللاعبين الصغار وبعض أقربائهم لحضور الدورات التدريبية ودعم اللاعبين خلال المباريات. ومن بين هؤلاء السودانية نعمة بشير التي أتت إلى الملعب لمشاهدة تدريبات حفيدها البالغ من العمر 11 عاما.

"أكاديمية سانتوس لكرة القدم" تنظم أيضا ورش عمل لتوعية الأطفال بهذا الشأن وأنشطة أخرى مثل كرة السلة والكرة الطائرة

وقالت السيدة البالغة من العمر 50 عاما “أطفالنا آمنون وسعداء هنا في مصر.. نحن نشجعهم وندعمهم لأنهم الجيل الجديد، جيل المستقبل”.

وتواصل أكاديمية الجوهرة الزرقاء في القاهرة تخريج الموهوبين بعد أن رفدت نادي الزمالك بخمسة لاعبين لفئة الشباب، كما رفدت نادي ملوي، أحد أندية الدرجة الثانية، بعدد من اللاعبين. وقال كوتش أبا يزيد الفاتح عبدالله الملقّب بـ”مورينهو”، وهو مدرب سابق للناشئین في نادي الهلال، إنهم يخططون لتقديم المواهب الصاعدة إلى مختلف الأندية ليسهموا في نهضة وتطور كرة القدم السودانية.

وأضاف مورينهو “نالت أكاديمية الجوهرة الزرقاء أربع كؤوس في مختلف المسابقات، وهو ما يعني أن العناصر الموجودة في الأكاديمية موهوبة ونحن نعمل على تنمية هذه المواهب بشكل علمي نموذجي لتعم الفائدة كرة القدم السودانية”.

وتعد مصر موطنا للعديد من أكاديميات كرة القدم التي أنشأتها جاليات من السودان وجنوب السودان، والتي توفر للاجئين الصغار الفرصة لممارسة هذه الرياضة واسعة الانتشار وتكوين صداقات والاندماج في المجتمع الجديد.

وفي الملعب الملاصق لمكان تدريبات “أكاديمية سانتوس لكرة القدم” السودانية كان أطفال “أكاديمية المستقبل لكرة القدم”، وهي أكاديمية جنوب سودانية، يمارسون تدريباتهم بسعادة وحماس.

وقال اللاعب يوحنا لينو (14 عاما) “لم أكن أذهب إلى المدرسة كثيرا في جنوب السودان. ولكن عندما أتينا إلى مصر ذهبت إلى المدرسة وانضممت إلى أكاديمية كرة القدم. وأتمنى أن أذهب إلى أوروبا وألعب لنادي ريال مدريد في المستقبل”.

وكجزء من التدريبات أدار ماريو شول، مدير وأحد مؤسسي “أكاديمية المستقبل لكرة القدم” الجنوب سودانية، مباراة بين مجموعتين من لاعبيه في الملعب.

Thumbnail

وقال شول البالغ من العمر 35 عاما “لقد قررنا إنشاء الأكاديمية لاحتضان أطفالنا الصغار من جنوب السودان، حيث يمكنهم اللعب والاستمتاع والبقاء بعيدا عن الشوارع. وهدفنا تشجيعهم على التركيز على التعليم وكرة القدم، ومساعدتهم على تحقيق مستقبل أفضل”.

وتتعدد الأكاديميات السودانية في مصر، واستفاد لاعب كرة قدم سابق ولاجئ حالي من سنوات لعبه في دوري الدرجة الأولى السوداني ليؤسس مدرسة تهتم بتعليم اللعبة اللاجئين من جنوب السودان في مصر اللعبة.

ويقول فرانسيس زين كوال مؤسس أكاديمية جنوب السودان لكرة القدم في ضاحية المعادي بالعاصمة المصرية إن مدرسته التي أنشأها قبل ست سنوات لا يقتصر الهدف منها على تعليم فنون اللعبة، بل يمتد إلى غرس قيم أخلاقية وسلوكية في الصغار.

وأضاف لوكالة أنباء العالم العربي بينما وقف يتابع لاعبيه الصغار وهم يتدربون في ملعب الأكاديمية “جاءتني فكرة تأسيس الأكاديمية حين كنت ألعب ضمن منتخب الجالية؛ فقد لقيت أطفالا صغارا يلعبون الكرة دون أن يكون معهم من يدربهم ويؤطرهم. فقررت أن أحاول تعليمهم أساسيات رياضة كرة القدم وأصنع منهم رياضيين ومحترفين”.

وتابع “جاءتني فكرة إنشاء أكاديمية للشباب والصغار، وهذا كان طموحي منذ الصغر حيث كنت أنوي لعب كرة القدم وأعتزل اللعبة ثم أنشئ أكاديمية أحتوي فيها الشباب الصغار وأعلمهم أبجديات كرة القدم”.

ويقول زين كوال إنه سبق له اللعب في فريق أهلي شندي بالسودان، وفي جوبا بموطنه في جنوب السودان. ويقود كوال الآن منتخب جالية جنوب السودان في مصر.

وأضاف “الهدف من الأكاديمية هو محاربة المخدرات والتدخين والتسول في الشوارع”.

16