أصغر أميرات أسبانيا تحاول لملمة سمعة العائلة المتبعثرة

مدريد- دفعت الأميرة، كريستينا، شقيقة الملك الأسباني فيليب السادس، غرامة مالية ضخمة بلغت حدود 600 ألف يورو تعويضا عن تلك الأرباح التي حصل عليها زوجها، إينياكي أوردانغارين، بسبب ارتكابه جرائم مالية من بينها اختلاسات مالية وعمليات فساد أخرى.
وقد أشارت الصحف الأسبانية إلى أن الأميرة كريستينا البالغة من العمر 49 عاما وعلى الرغم من عدم توجيه تهمة إليها شخصيا، إلا أنها تعتبر شخصية تتحمل مسؤولية مدنية عما فعله زوجها.
وأعرب محامو دوقة ألبا دي مايوركا الأميرة شقيقة الملك فيليبي السادس الصغرى عن أملهم في أن دفعها للغرامة المذكورة لخزينة الدولة سيعفيها من ضرورة المشاركة في جلسات المحاكمة القادمة بصفة شاهدة وليس كمتهمة.
وتعد هذه القضية سابقة من نوعها داخل القصر الملكي في أسبانيا، الذي على ما يبدو أن تلك الفضيحة أجبرت الملك السابق، خوان كارلوس، على تركه عرشه لابنه ولي العهد السابق في الصيف الماضي هربا من انتقادات العائلات النبيلة في أوروبا.
وهذه أول مرة التي يقوم فيها القضاء الأسباني بتتبع أحد أفراد العائلة المالكة في إجراءات جنائية منذ إعادة الملكية في عام 1975، بعد الإطاحة بالنظام الدكتاتوري في البلاد الذي كان يجثو عليه فرانشيسكو فرانكو.
وكانت محكمة في مدريد وجهت اتهاما رسميا للأميرة كريستينا وزوجها في الـ25 من يوينو الماضي، بالتهرب الضريبي وغسل الأموال في خطوة أحدثت ضجة غير مسبوقة في أسبانيا.
وجاء قرار المحكمة، آنذاك، والذي يمكن الطعن فيه، بعد نحو أسبوع من تخلي الملك خوان كارلوس عن العرش لابنه فيليبي سعيا لتحسين صورة العائلة المالكة في وقت تعاني فيه البلاد من مصاعب اقتصادية.
وقد بدأ التحقيق بشأن الزوجين منذ ثلاثة أعوام بعدما لفتت تحركات، إينياكي لاعب كرة اليد الأولمبي الأسباني السابق، المشبوهة في جمعيته الخيرية اهتمام المحققين، حيث استغل صهر الملك الأسباني علاقاته مع شخصيات ذات نفوذ للحصول على عقود حكومية مربحة.
وبحسب مصادر مقربة من القضية، فإن زوج كريستينا قام وبشكل متعمد بزيادة كلفة المشاريع التي عهد إليه القيام بها، بالإضافة إلى لجوئه إلى التهرب من دفع الضرائب عبر إبرام صفقات وهمية وغيرها من العقود التي شابها الغموض.