أسواق الخير تسعف السوريين لشراء لوازم العيد

لمواجهة غلاء الأسعار في الأسواق العادية تنتشر أسواق الخير في أغلب المحافظات السورية بهدف تخفيف العبء عن الأسر ويشارك فيها تجار وشركات وجمعيات خيرية.
الأربعاء 2021/05/12
أسعار مناسبة في الوقت المناسب

دمشق- تشهد أسواق الخير التي تشرف عليها الحكومة السورية وبعض الفعاليات التجارية إقبالا كبيرا من قبل السوريين، قبل قدوم عيد الفطر لشراء ما يلزم من حاجات العائلة مثل ألبسة الأطفال والحلويات وبعض المواد الغذائية اللازمة للعيد.

ويرى الخبراء الاقتصاديون أن هذه الأسواق، التي يطلق عليها اسم أسواق الخير والبركة، تشكل واجهة هامة لغالبية الأسر السورية التي تعاني من غلاء الأسعار في الأسواق العادية، كون الحكومة تقوم بطرح عدة منتجات بسعر التكلفة دون الحاجة إلى وسيط تجاري يفرض أسعارا مضاعفة على أي سلعة، وبالتالي فإن هذه الأسواق تخفف العبء عن كاهل الأسر السورية التي أرهقتها الحرب والأزمة الاقتصادية التي هددت لقمة عيشها.

سوق خيري وليس مهرجانا أو معرضا، وإنما هو نافذة تدخل إيجابي لمساعدة المواطن على شراء حاجاته بأسعار مميزة

وفي وسط العاصمة السورية دمشق، وعلى أرض مدينة المعارض القديمة افتتحت الحكومة السورية سوقا خيريا منذ بداية شهر رمضان، ولكن مع اقتراب عيد الفطر بدأ هذا السوق يشهد إقبالا كبيرا لشراء مستلزمات العيد، وسط حالة من الفرح بوجود أشياء تناسب دخل تلك الأسر السورية التي تسعى لرسم بسمة على وجوه أولادها بالرغم من كل الضغوط الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

وعبرت سوسن الحمد (41 عاما) عن سعادتها أثناء تجولها في سوق الخير، مؤكدة أن أسعار السلع والألبسة مقبولة قياسا بالأسواق الرئيسية المنتشرة في دمشق.

وقالت الحمد لوكالة أنباء شينخوا “سمعت عن السوق من إحدى جاراتي التي زارته قبلي واشترت منه مستلزمات العيد بأسعار مخفّضة”، مؤكدة أنها موظفة في إحدى مؤسسات الدولة وراتبها لا يكفي لشراء كل مستلزمات العيد من المحلات العادية.

وتابعت تقول وهي تشتري من أحد المحلات المشاركة في السوق الخيري إنها “وفرت النصف في الأسعار”، داعية التجار إلى النظر بعين الرأفة لوضع السوريين الذين باتوا يتطلعون إلى شراء أشياء كانوا يشترونها قبل سنوات.

ومن جانبه رأى أبورئبال (46 عاما) في هذا السوق مكانا مهما لشراء كل ما يحتاجه وبأسعار مدروسة، معربا عن تمنياته بأن تستمر هذه الظاهرة بعد عيد الفطر وبشكل دوري.

وقال أبورئبال الذي جاء مع عائلته بعد الإفطار “اليوم سنشتري مستلزمات عيد الفطر أعاده الله على الجميع بخير، من طحين وسكر وزيت لصنع كعك وحلوى العيد المعتاديْن لدى السوريين”، مبينا أن شراء الحلوى الجاهزة لم يعد بمقدور العديد من السوريين بسبب أسعارها الباهظة.

مع اقتراب عيد الفطر شهد سوق الخير إقبالا كبيرا لشراء المستلزمات وسط حالة من الفرح بوجود أشياء تناسب دخل الأسر السورية
مع اقتراب عيد الفطر شهد سوق الخير إقبالا كبيرا لشراء المستلزمات وسط حالة من الفرح بوجود أشياء تناسب دخل الأسر السورية

وأشار أبورئبال إلى أن الألبسة أسعارها مقبولة في هذا السوق وتناسب الغالبية، مؤكدا أن الأولاد يريدون أن “يُعيِّدوا” ولا يعرفون أي شيء عن الظروف المادية لذويهم ولا عن غلاء الأسعار في السنوات الأخيرة.

المئات من الأسر السورية تتوافد إلى هذا السوق الذي اكتظ بالألبسة والمواد الغذائية والتموينية والحلويات الشرقية، وسط تقديم الباعة عروضا للزبائن الذين يشترون أكثر من قطعة.

ومن جانبه أكد رشيد، أحد مسؤولي شركة الشوكولاتة في دمشق، أن البيع في هذا السوق يتم بأسعار التكلفة دون ربح، مبينا أن شركته قررت المشاركة من أجل دعم المواطن لشراء مادة الشوكولاتة التي تعد من أهم الحلويات في عيد الفطر.

وقال رشيد، الذي اصطف العشرات من الزبائن أمام جناحه في السوق، إن “سعر كيلو الشوكولاتة الجيدة هنا يبدأ من 15 ألف ليرة سورية (5 دولارات) ويتدرج إلى 35 ألف ليرة سورية (أي ما يعادل 8 دولارات)”، مشيرا إلى أن أسعار الشوكولاتة خارج هذا السوق تصل إلى 150 ألفا وأكثر.

وأكد رشيد أن المنتج يقدم للمواطن بسعر التكلفة، وهذا من باب التكافل الاجتماعي بين الناس ويجب أن يتعزز بين التجار، مبينا أن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة والكل يجب أن يشعر بما يحسه الناس الذين لا يستطيعون شراء حلوى العيد.

أما يارا المرتضى، من زوار السوق، فقد بينت أنها اشترت الشوكولاتة والجبنة وبعض الحلويات التي تستطيع صناعتها في البيت بسبب ضيق الوقت، مؤكدة أن الأسعار أقل من السعر المعتاد وتناسب ذوي الدخل المحدود.

وقال طلال قلعه جي، المدير التنظيمي للسوق، في وقت سابق إن “هذا السوق الخيري ولأول مرة يقام في سوريا بهذا الحجم بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ويقام على أرض مدينة المعارض القديمة لبيع المواد بسعر التكلفة إضافة إلى تقديم العروض والهدايا، مما حقق إقبالاً كثيفاً جذب المستهلكين منذ يومه الأول، وهو مستمر إلى نهاية شهر رمضان الكريم، علماً أن هناك دراسة لاستمراره إلى ما بعد العيد”.

وسط العاصمة السورية دمشق، وعلى أرض مدينة المعارض القديمة افتتحت الحكومة السورية سوقا خيريا منذ بداية شهر رمضان

وعدّ قلعه جي أن سوق رمضان سوق خيري بامتياز وليس مهرجاناً أو معرضا، وإنما هو نافذة تدخل إيجابي لمساعدة المواطن على الشراء خلال الشهر الكريم، وقد أحدث مفاجأة مميزة هي المفاجأة المتعلقة بالأسعار.

وبيّن أن هناك ثلاث لجان مهمتها مراقبة هذه الأسعار ومتابعتها وأن أي شركة تبيع بأسعار غير مقبولة يتم استبعادها من السوق لتحل مكانها شركة أخرى جاهزة للبيع بسعر التكلفة حيث هناك 150 شركة احتياط مستعدة لذلك. وتنتشر هذه الأسواق في أغلب المحافظات السورية، بهدف تخفيف العبء عن الأسر السورية ويشارك فيها تجار وشركات وجمعيات خيرية.

20