أسلوب الحياة غير الصحي يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام

المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية مثل المشي تحافظ على كثافة العظام.
الأحد 2023/06/11
تمارين تدريب القوة مفيدة لهشاشة العظام

تساعد المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية مثل المشي وتمارين تقوية العضلات على علاج هشاشة العظام. وتوجد أنواع معينة من التمارين التي تستهدف تقوية العضلات والعظام، بينما توجد أنواع أخرى مصممة لتحسين التوازن وهو ما من شأنه أن يساعد في الوقاية من السقوط. وتؤدي عوامل مثل التقدم في العمر ونقص هرمون الأستروجين في مرحلة انقطاع الطمث لدى النساء أو هرمون التستوستيرون لدى الرجال إلى الإصابة بهشاشة العظام

فيينا - يزيد أسلوب الحياة غير الصحي المتمثل في البدانة وقلة الحركة والتدخين وشرب الخمر من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

وقالت حركة “صحة العظام” النمساوية إن مرض هشاشة العظام يعني انخفاض كثافتها بفعل تحلل مادة العظام، ومن ثم تصبح مسامية وغير مستقرة، مما يؤدي إلى قيود حركية وارتفاع خطر التعرض للسقوط والإصابة بكسور.

وأوضحت الحركة أن أسباب الإصابة بهشاشة العظام تتمثل في التقدم في العمر ونقص هرمون الأستروجين في مرحلة انقطاع الطمث (سن اليأس) لدى النساء.

وقد ترجع هشاشة العظام إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل فرط نشاط الغدة الدرقية وداء السكري، كما أنها قد تكون أثرا جانبيا لبعض الأدوية مثل الكورتيزون.

ولمواجهة هشاشة العظام، أوصت الحركة بإمداد الجسم بالكالسيوم، الذي تتمثل مصادره الغذائية في منتجات الألبان والخضروات الخضراء مثل البروكلي والسبانخ، وفيتامين “د” عن طريق التعرض لأشعة الشمس وتناول الأغذية الغنية به كالأسماك الدهنية مثل السلمون والرنجة والماكريل.

وإلى جانب التغذية الصحية، ينبغي أيضا المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية مثل المشي وتمارين تقوية العضلات، فضلا عن الإقلاع عن التدخين والخمر والعمل على التمتع بوزن طبيعي للجسم.

تمارين الثبات والتوازن تساعد عضلات المتدرب على العمل معًا بطريقة تجعله أكثر ثباتًا وأقل عرضة للسقوط

وتعد هشاشة العظام سببًا رئيسيًا في إصابة النساء الأكبر سنًا بالإعاقة. وغالبًا ما تؤدي هذه الحالة، التي يُطلق عليها أيضًا اضطراب ضعف العظام، إلى الإصابة بكسور في الفخذ والعمود الفقري، وهذا بدوره قد يعوق الحركة والاعتماد على النفس بشكل بالغ.

وقد تساعد ممارسة الرياضة في الحد من خطر هذه الإصابات المهددة للحياة.

ووفق خبراء “مايو كلينيك”، توجد أنواع معينة من التمارين التي تستهدف تقوية العضلات والعظام بينما توجد أنواع أخرى من التمارين مصممة لتحسين التوازن وهذا من شأنه أن يساعد في الوقاية من السقوط.

وينصح الأشخاص المصابون بهشاشة العظام بممارسة تمارين تدريب القوة، ولاسيما تلك التي تتم في الجزء العلوي من الظهر وأنشطة حمل الأوزان الهوائية، وتمارين المرونة وتمارين الثبات والتوازن.

ويشمل تدريب القوة استخدام الأوزان الحرة، أو أربطة المقاومة أو حمل وزن الجسم لتقوية جميع مجموعات العضلات الرئيسية، وخاصةً عضلات العمود الفقري المهمة للوضعية. كما يمكن أن يساعد تدريب المقاومة على الحفاظ على كثافة العظام.

مرض هشاشة العظام يعني انخفاض كثافتها بفعل تحلل مادة العظام، ومن ثم تصبح مسامية وغير مستقرة

ويدعو خبراء اللياقة البدنية المتدرب إلى الحرص على عدم تحريك عموده الفقري أثناء أداء التمارين أو ضبط الأجهزة إذا كان يستخدم أجهزة الوزن.

ويجب أن يتم تصميم تدريب المقاومة وفقًا لقدراته وقوة تحمله، خاصةً إذا كان لديه ألم. ويمكن أن يساعده أخصائي العلاج الطبيعي أو مدرب شخصي ذو خبرة في العمل مع الأشخاص المصابين بهشاشة العظام على تطوير أنظمة تدريب القوة. ويعد الوضع والأسلوب السليمان أمرين ضروريّن لمنع الإصابة والحصول على أقصى استفادة من التمرين.

وتتضمن أنشطة حمل الأوزان الهوائية القيام بتمارين هوائية على القدمين. ومن بين هذه الأنشطة المشي والرقص والتمارين الهوائية منخفضة التأثير وأجهزة التدريب البيضاوية وصعود السلالم وتنسيق الحدائق.

تعمل هذه الأنواع من التمارين مباشرةً على العظام في الساقين والوركين والعمود الفقري السفلي لإبطاء فقدان المعادن. كما أن هذه التمارين لها فوائدها على القلب والأوعية مما يعزز من صحة القلب والدورة الدموية.

ومن المهم ألا تكون الأنشطة الهوائية كل ما يشكل برنامج التمرين الخاص بالمتدرب، بالرغم من أنها مفيدة للغاية لصحته العامة. ومن المهم أيضًا العمل على القوة والمرونة والتوازن.

توجد أنواع معينة من التمارين التي تستهدف تقوية العضلات والعظام بينما توجد أنواع أخرى من التمارين مصممة لتحسين التوازن

وتتميز السباحة وركوب الدراجات بالعديد من الفوائد، ولكنها لا توفر حمل الوزن الذي تحتاج إليه العظام لإبطاء فقدان المعادن. ومع ذلك، إذا كان المتدرب يستمتع بهذه الأنشطة، فليمارسها. وما عليه سوى التأكد من إضافة نشاط لحمل الوزن بقدر ما يستطيع.

كما يساعده تحريك مفاصله بمداها الحركي الكامل على الحفاظ على أداء العضلات بشكل جيد. ومن الأفضل إجراء تمرينات التمدد بعد القيام بإحماء عضلاته في نهاية جلسة التمرين، على سبيل المثال، أو بعد 10 دقائق من الإحماء. وينبغي أن تتم بلطف وببطء دون وثب.

كذلك، يجب تجنب تمارين الإطالة التي تنطوي على ثني العمود الفقري أو التواء الخصر. وبإمكان المتدرب استشارة طبيبه عن أفضل تمارين الإطالة المناسبة له.

وتعد الوقاية من السقوط مهمة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مرض هشاشة العظام. وتساعد تمارين الثبات والتوازن عضلات المتدرب على العمل معًا بطريقة تجعله أكثر ثباتًا وأقل عرضة للسقوط. كما يمكن لتمارين بسيطة مثل الوقوف على ساق واحدة أو تمارين قائمة على الحركة مثل التاي تشي أن تحسن من قدرته على الثبات والتوازن.

وتسبِّب هشاشة العظام ضعف العظام لدرجة أن أي سقوط أو مجهود بسيط مثل الانحناء أو السعال يمكن أن يسبّب كسورًا. وتَحدُث حالات الكسر المرتبطة بهشاشة العظام بصورة شائعة في الوِرك والرسغ والعمود الفقري.

والعظام هي النسيج الحيّ الذي ينكسر ويُستبدل باستمرار ويَحدُث مرض هشاشة العظام عندما لا يُواكب خَلْق عظام جديدة فَقْد العظام القديمة.

وتصيب هشاشة العظام الرجال والنساء من جميع الأعراق. لكنَّ النساء بيض البشرة والآسيويات، خاصة اللاتي تجاوزن سن اليأس، هن الأكثر عرضة للخطر. ويمكن أن تُساعد الأدوية، والنظام الغذائي الصحي، وتمارين رفع الأثقال في منع خسارة العظام أو تقوية العظام الضعيفة بالفعل.

هشاشة العظام تشيع بنسبة أكبر بين الأشخاص الذين تزيد أو تقل مستويات الهرمونات في دمهم عما ينبغي

وتكون العظام في حالة تجدّد مستمر؛ إذ تصنَع عظام جديدة وتنحل القديمة. وبعد أوائل العشرينات تتباطأ هذه العملية، ويصل أغلب الأفراد إلى ذروة كتلة العظام عند وصولهم إلى سن الثلاثينات. ومع التقدُّم في العمر، تُنخَر كتلة العظام بشكل أسرع من بنائها.

وتعتمد احتمالية إصابة الفرد بهشاشة العظام جزئيًّا على مقدار الكتلة العظمية التي اكتسبها خلال شبابه. وتتحكم العوامل الوراثية في ذروة كتلة العظام إلى حدٍّ ما، وتختلف أيضًا باختلاف كل مجموعة عرقية. فكلما اكتسب الفرد كتلة عظمية أكثر، زادت كثافة العظام لديه، وانخفضت احتمالية إصابته بهشاشة العظام مع تقدمه في العمر.

وتشيع هشاشة العظام بنسبة أكبر بين الأشخاص الذين تزيد أو تقل مستويات الهرمونات في دمهم عما ينبغي. ومن أمثلتها:

الهرمونات الجنسية: يؤدي انخفاض الهرمونات الجنسية إلى ضعف العظام. ويُعد انخفاض مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء عند انقطاع الطمث أحد أقوى عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام. ويرجح كذلك أن تكون علاجات سرطان البروستاتا التي تقلل من مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال وعلاجات سرطان الثدي التي تقلل من مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء سببًا في مسارعة الإصابة بفقدان العظام.

مشكلات الغدة الدرقية: يمكن أن يسبب فرط هرمون الغدة الدرقية فقدان العظم. وقد يحدث هذا في حال كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط أو إذا كان الشخص يتلقى الكثير من أدوية هرمون الغدة الدرقية لعلاج قصورها.

الغدد الأخرى: ترتبط الإصابة بهشاشة العظام كذلك بفرط نشاط الغدة الجار درقية والغدد الكظرية.

ويمكن أن تزيد بعض العادات السيئة من خطر الإصابة بهشاشة العظام. ومن أمثلتها:

نمط الحياة الساكن: الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في الجلوس يكونون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنةً بالأشخاص الأكثر نشاطًا. وأي تمرينات للوزن والأنشطة التي تعزز التوازن والموقف الجيد تعود بالنفع على العظام، ولكن المشي والجري والقفز والرقص ورفع الأثقال تبدو مفيدة بشكل خاص.

14