أسرة لبنانية تحافظ على عصير التمر من الاندثار

صيدا (لبنان) – يحرص حمزة الغُربي شاب من سكان صيدا (50 كم جنوبي العاصمة بيروت) على الحفاظ على الوصفة التقليدية لمشروب الجلاب، الموروثة عبر أجيال في عائلته، كما تعلّمها.
وكان الغُربي في طفولته يهرع إلى محل العصير الخاص بوالده لمد يد العون له بشغف في صنع الجلاب، وهو مشروب تقليدي من المشروبات الأساسية في شهر رمضان بلبنان. ومنذ أكثر من عشر سنوات، صار يشارك عن كثب في عمل والده.
وقال الغُربي (26 عاما) مستعيدا ذكريات عشقه للجلاب منذ الصغر، “إلى الآن أتقيد بما تعلمته من أصول الصناعة، وكيفية التعامل مع التمر والجلاب.. أحافظ على نفس طريقة الإعداد والمذاق لم يتغير فيه أي شيء مطلقا”.
وعمل معروف الغُربي، والد حمزة، بهذه المهنة 35 عاما، وتعلّمها أصلا من والد زوجته الذي علّمه سر وصفتها.
وشراب الجلاب عبارة عن دبس الزبيب أو دبس التمر ويحضر بطحن حبوب الزبيب الخالية من البذور وإضافة عصير الليمون والسكر وماء الورد، ويتم وضع البخور المشتعل في صحن ويوضع على وجه الشراب، ويغطى لعدة ساعات ويغلّى المزيج على النار حتى يتركز، وبعد أن يبرد يعبأ في قوارير زجاجية ويحكم إغلاقها وتترك لعدة أيام لتصبح صالحة للاستعمال.
وتختلف طريقة تحضيره حسب البلد والتقاليد، ولكن الطريقة الشائعة لتقديمه هي تحريك الماء مع الجلاب ثم إضافة المكسرات كاللوز، الصنوبر.
ورغم حرص الشاب العشريني على اتباع وصفة عائلته بدقة، فإنه يسعى جاهدا إلى تحقيق توازن بين التقليد والتوجهات الجديدة، فهو يستخدم عادة آنية مقاومة للصدأ (ستانلس ستيل) لتحضير المشروب بدلا من الآنية الكبيرة التقليدية التي تُخلط فيها المكوّنات.
وأفاد معروف الغُربي “مثل هذه المشروبات تراثية بالأساس، دائمة التواجد على الموائد الرمضانية سواء عند الغنيّ أو الفقير، حيث لا بد أن يكون هناك تمر أو جلاب أو سوس مع الحلويات، وكل شخص على حسب مقدراته الشرائية”.
ويعبّر زبائن المحلّ عن سعادتهم بهذه المشروبات التقليدية، حيث قال أبوعمر، زبون، إن “المشروب المفضل في رمضان هو الجلاب، فهو يحمي الصائم من العطش”.