أزمة كورونا تلقي بظلالها على حج اليهود السنوي في تونس

تونس - انطلقت الزيارة السنوية لمعبد "الغريبة" اليهودي في جزيرة جربة التونسية جنوب شرق البلاد، وسط إجراءات خاصة فرضتها جائحة كورونا.
وقال خضير حنّة، العضو في هيئة تنظيم زيارة "الغريبة" السنوية، "انطلقت الزيارة الأحد وفتح المعبد أمام الزوار خلال فترة صباحية وأخرى مسائية". وأشار إلى "إلغاء أي أشكال احتفالية أخرى كالتي كانت في الزيارات السابقة".
ويزور الآلاف من يهود العالم سنويا كنيس "الغريبة" الذي تم إنشاؤه قبل 2400 سنة في جربة لأداء طقوس الزيارة من صلوات وتبرك. وتعتبر جزيرة جربة من أهم مناطق تواجد اليهود في تونس، ويعيش فيها حاليا نحو 1200 يهودي.
وتنطلق الزيارة السنوية للغريبة لهذا العام ابتداء من اليوم الأحد وحتى الثاني من مايو المقبل.
وخلال أيام الزيارة تشعل النساء الشموع في الجهة اليسرى من المعبد، في حين تقام الاحتفالات والرقص والغناء في الجهة اليمنى.
وتختتم الزيارة بـ"الخرجة الكبرى" و"الخرجة الصغرى"، حيث يتم دفع عربة محملة بالملابس إلى خارج فضاء المعبد. وبحسب حنّة فإنه "تمّ هذا العام إلغاء أي مظاهر احتفالية بسبب جائحة كورونا، ومن بينها الخرجتان الكبرى والصغرى".
ويأتي هذا القرار وفقا لهيئة التنظيم، "استجابة لقرارات اللجنة العلمية لمجابهة فايروس كورونا بمنع جميع التظاهرات والاحتفالات، للحفاظ على سلامة التونسيين وزوّار الغريبة".
ويعد كنيس الغريبة، الأقدم تاريخيا في أفريقيا، رمزا لجزيرة جربة التونسية التابعة لمحافظة مدنين، جنوبي البلاد، ولكن شهرة هذا المعبد اليهودي عالميا حجبت كنائس أخرى تقع وسط الحارة الكبيرة في الجزيرة.
وتبعد الحارة الكبيرة قرابة كيلومتر من مركز مدينة حومة السوق في جزيرة جربة، ويعيش في هذا المكان نحو 1200 يهودي. وداخل هذا الحي اليهودي تنتشر 11 كنيسة يهودية، وهي عبارة عن معابد صلاة يومية لليهود، تختلف مساحاتها.
ومنذ سنوات تتميز احتفالات اليهود بالحج إلى معبد الغريبة بتوافد المئات من التونسيين المسلمين من مختلف محافظات البلاد، لمشاركة اليهود احتفالاتهم لبعث رسائل تعايش وسلام بين الأديان.
ويفضّل الكثير من التونسيين المسلمين حضور هذه الاحتفالات من منطلق حب الاطلاع على طقوس اليهود، فأبرز ما يميز شعائر اليهود في هذه المناسبة الموسمية، أن أغلبهم يزورون كنيس الغريبة حاملين البيض معهم ليكتبوا عليه أمانيهم ويخبئوها فيه كي تتحقق باعتباره مكانا مباركا.
وهذه العادة الأخيرة يشارك فيها تونسيون مسلمون أحيانا، حيث ترسّخت في جزيرة جربة على وجه الخصوص عادات وتقاليد، من أهمها أن من كانت لديه أمنية عليه أن يزور معبد "الغريبة" ويكتب أمنيته على بيضة ويتبرك بالمقام.
كما يقوم حجاج كنيس الغريبة أيضا بإقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس، والحصول على بركة حاخاماته وذبح الخرفان والقرابين.