أزمة كورونا تضرب موسم الأضاحي في مصر

الإقبال على شراء الأضاحي ضعيف بسبب ارتفاع الأسعار وقلة المعروض جراء أزمة فايروس كورونا
الجمعة 2021/07/16
لا عرض ولا طلب

القاهرة - ضربت أزمة فايروس كورونا موسم الأضاحي لهذا العام في مصر، مع اقتراب حلول عيد الأضحى، حيث تسببت في ارتفاع أسعار الأضاحي وتراجع المبيعات بسبب عدم إقبال الناس عليها.

وقال نقيب الفلاحين حسين عبدالرحمن إن “الإقبال على شراء الأضاحي ضعيف هذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار نسبيا، نظرا لقلة المعروض عن العام الماضي، جراء أزمة فايروس كورونا التي أدت إلى ارتباك في حركة الاستيراد والتصدير”.

وأضاف عبدالرحمن، لوكالة أنباء شينخوا، أن “أسعار مستلزمات تربية الأضاحي من أدوية وأعلاف ارتفعت، لأننا نستورد معظمها من الخارج، كما أن صغار المربين خرجوا من منظومة تربية الماشية هذا العام، بسبب تدني أسعار اللحوم في الفترات السابقة، وبالتالي أصبح المعروض قليلا عن الأعوام السابقة”.

وأكد أن “القدرة الشرائية ضعفت وتراجعت أعداد شوادر الأضاحي هذا العام على مستوى البلاد، بسبب العزوف عن تربية الماشية على الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة لتشجيع الناس على تربية الماشية ومنحهم قروضا بفوائد بسيطة لهذا الغرض”.

ومن أشهر أسواق بيع المواشي في مصر سوق الإمام الليثي بمصر القديمة، وشادر السيدة زينب بالقاهرة، وفي صعيد مصر تشتهر محافظة الوادي الجديد بأسواق بيع الماشية ومزارع المربين، والتي تعد مقصدا للتجار من مختلف محافظات الصعيد، نظرا لسعرها المنخفض وجودة لحومها التي تتغذى على العلف الأخضر الطبيعي.

وقال فارس عثمان، الذي يعمل في تربية وبيع الأضاحي منذ 24 عاما، إن الإقبال على شراء الأضاحي مازال ضعيفا مقارنة بالسنوات التي سبقت ظهور مرض فايروس كورونا.

وأوضح عثمان أن “أسعار الأضاحي هذا العام شهدت ارتفاعا عن العام الماضي، بسبب ارتفاع سعر الأعلاف وأيضا زيادة تكلفة نقل الماشية”.

Thumbnail

وأشار إلى أن “سعر العجل البقري يتراوح بين 55 إلى 60 جنيها للكيلو القائم، والعجل الجاموسي بـ53 جنيها للكيلو، وسعر الخروف يتراوح بين 65 و80 جنيها للكيلو حسب الجودة، أما الماعز فيبدأ الكيلو من 80 حتى 100 جنيه”، (الدولار الأميركي الواحد يعادل نحو 15.70 جنيه مصري).

وتابع أن “الإقبال على شراء الأضاحي أقل من المتوسط حتى الآن، إذ بلغ حجم مبيعاتي 35 في المئة من المستهدف، وأكثرها من بيع الخرفان والماعز”. وأرجع ضعف الإقبال على شراء الأضاحي إلى أزمة كورونا التي أثرت سلبا على ظروف عمل الناس.

وختم قائلا “قبل ظهور كورونا، كان يأتي لي زبون يشتري خروفين، لكن هذا العام جاء هذا الزبون واشترى خروفا بمشاركة ابن عمه”.

وينصح التجار قبل الشراء بالتأكد من سلامة الأضحية من خلال الكشف عن “الفم” الذي يجب ألا تكون به أي التهابات، والصوف أو الشعر يكون ناعم الملمس ونظيفا.

وينبغي أن يكون جلد الأضحية خاليا من الجروح أو التشققات مع عدم وجود أي تقرحات، وأن يكون نشيط الحركة، وألا يكون البطن ممتلئا بشكل غير طبيعي.

ووقف مصطفى عبدالعال (49 عاما) أمام شادر الأضاحي يسأل عن أسعارها، حتى استقر على شراء خروف.

وقال عبدالعال، الذي يعمل في شركة أدوية، إن “أسعار الأضاحي تشهد ارتفاعا كل عام، وكنت أشتري عجلا في السنوات الماضية، لكن هذا العام اشتريت خروفا، لتقليل التكلفة، بسبب الظروف التي نمر بها جراء جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على الدخل”.

واشترى الشاب الأربعيني الخروف بـ4600 جنيه، بسعر 67 جنيها للكيلو القائم، وسوف يأخذه من التاجر قبل عيد الأضحى بيوم.

وأردف قائلا “لدي بعض الأصدقاء كانوا يقومون بشراء الأضحية كل عام، لكنهم لم يشتروا هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، وأيضا من أجل ادخار المال، تحسبا لاضطرارهم لترك وظائفهم بسبب كورونا”.

Thumbnail

أما أشرف معتز (39 عاما)، وهو موظف في شركة تبيع منتجات كهربائية، فقد قرر مشاركة أصدقائه لشراء عجل. وقال معتز إن “عيد الأضحى لن يكون عيدا دون شراء أضحية، ونظرا للظروف الحالية فقد قررت أنا وخمسة من الأصدقاء شراء عجل، بحيث يدفع كل شخص مبلغا بسيطا”.

واتفق الأصدقاء مع أحد التجار على شراء عجل بقري بقيمة 27 ألف جنيه. بينما مازال ولاء منصور (62 عاما) مترددا في شراء الأضحية بسبب ارتفاع الأسعار.

وقال منصور “لم أشتر أضحية العيد حتى الآن، لقد ذهبت إلى أكثر من تاجر لمعرفة الأسعار، وأرى أنها مرتفعة في ظل الظروف الحالية”. وختم الرجل الستيني “أريد أن أشتري أضحية لإسعاد أحفادي الأربعة، لكني لم أحسم الأمر بعد”.

“لا مذاق للعيد دون ذبح الأضحية” قال محمد محمود (49 عاما، موظف ولديه 3 أبناء)، لكنه يستدرك أن ارتفاع أسعار الأضاحي خيب آماله في شرائها هذا العام.

وتابع “أسعار الخراف مرتفعة، رغم هزل أجسامها التي لن تدر لحما”، موضحا أنّه حاول كثيرا مشاركة جيرانه في شراء عجل، لكنهم تشاجروا على مكان الذبح دون الوصول إلى حلول مرضية لجميع  الأطراف. واختتم قائلا “قررت التخلي عن فكرة شراء الأضحية وشراء اللحم من الجزار لأسرتي، وتوفير الميزانية لشراء ملابس ومستلزمات أخرى لأبنائي”.

20