أردوغان يتعهد باجتياح بري لشمال سوريا والأكراد يستعدون للتصدي

إسطنبول - أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أن العمليات الجوية التركية ضد مسحلين أكراد في شمال سوريا هي مجرد بداية، مشيرا إلى أن بلاده ستبدأ عملية للقوات البرية هناك في الوقت الملائم، وذلك تزامنا مع استمرار القوات المسلحة التركية في القصف الجوي على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وفي كلمة لنواب حزبه العدالة والتنمية في البرلمان، ذكر أردوغان أن تركيا عازمة أكثر من أي وقت مضى على تأمين حدودها الجنوبية، وأن عملياتها ستضمن وحدة أراضي سوريا والعراق، حيث نفذت أيضا عمليات ضد مسلحين أكراد.
ونفذت تركيا سلسلة من التوغلات في سوريا منذ عام 2016، وتسيطر بالفعل على أجزاء من شمال سوريا. وقال أردوغان إن الهجوم العسكري الجديد المزمع تنفيذه "في أنسب وقت لنا" سيستهدف مناطق تل رفعت وممبج وكوباني المعروفة بعين العرب.
وأضاف "عملياتنا بواسطة الطائرات والمدافع والمسيّرات ليست سوى البداية... سنواصل العمليات الجوية دون توقف، وسندخل مناطق الإرهابيين في الوقت الذي يبدو لنا مناسبا".
ورد قائد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا مظلوم عبدي، في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس"، بأنهم مستعدون للتصدي لـ"غزو بري تركي".
وقال عبدي إنهم "يستعدون للتوغل التركي منذ شن هجوم بري في المنطقة عام 2019". مضيفا "نعتقد أننا وصلنا إلى مستوى يمكننا فيه إحباط أي هجوم جديد، على الأقل لن يتمكن الأتراك من احتلال المزيد من مناطقنا وستكون هناك معركة كبيرة".
وتابع "إذا هاجمت تركيا أي منطقة، فإن الحرب ستمتد إلى جميع المناطق... وسيؤذي ذلك الجميع".
وبالتزامن مع حديث أردوغان، استهدفت مسيّرة تركية مقرا لقوات سوريا الديمقراطية في قاعدة روسية تقع في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد متحدث كردي، في إطار سلسلة ضربات توجهها أنقرة منذ أيام على مناطق نفوذ القوات الكردية.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي إن القصف التركي طال قاعدة روسية تقع شمال تل تمر في محافظة الحسكة، ما أسفر عن مقتل عنصر من قوات سوريا الديمقراطية وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
واستهدف القصف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مكتبا لقوات سوريا الديمقراطية داخل القاعدة الروسية، وأسفر كذلك عن إصابة جندي روسي بجروح، الأمر الذي لم يؤكده أو ينفه المتحدّث الكردي.
وتوجد القوات الروسية في بعض المواقع في مناطق نفوذ القوات الكردية في شمال شرق سوريا منذ العام 2019، حيث تسيّر دوريات وتعمل كقوة فصل بين القوات التركية والكردية.
وأفاد تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" بأن الضربات التركية الموجهة للأكراد تثير توترات مع النظام السوري أيضا، في ظل بوادر وساطة روسية وإيرانية لإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة.
وتدفع روسيا منذ سنوات إلى المصالحة بين حليفها النظام السوري وتركيا، التي ساندت المعارضة السورية. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة إشارات صغيرة أولية على إحراز تقدم طفيف.
وكان الكرملين حذّر تركيا الثلاثاء من "زعزعة الاستقرار" في المنطقة. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين "نفهم مخاوف تركيا المرتبطة بأمنها... لكن في الوقت عينه، ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطيرة للوضع العام".
وبدأت تركيا منذ الأحد شن ضربات ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق وقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، في إطار عملية أسمتها "مخلب السيف".
وتتهم أنقرة الطرفين، رغم نفيهما، بالمسؤولية عن تفجير عبوة ناسفة في الثالث عشر من نوفمبر في إسطنبول، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 بجروح.
ومنذ الأحد، قصفت القوات الجوية والمدفعية التركية نحو 500 هدف للمقاتلين الأكراد في شمال العراق وسوريا، وفق ما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأربعاء.
وقال الوزير، وفق ما نقلت عنه وكالة الأناضول الرسمية، "تم ضرب 471 هدفا وتحييد 254 إرهابيا حتى الآن"، في إطار عملية ضد مواقع المقاتلين الأكراد.
وشنّت تركيا، وفق المرصد السوري، الأربعاء ضربات بطائرات مسيّرة استهدفت ثلاث منشآت للنفط والغاز في محافظة الحسكة، متسببة في دمار وخسائر مادية، كما استهدفت حقل العودي النفطي في ريف القحطانية، ما أدى إلى اندلاع النيران فيه.
واستهدفت المدفعية التركية كذلك بقذائف عدّة، وفق المرصد والمتحدث الكردي، محيط سجن جركين في مدينة القامشلي، والذي يضم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية.