أردوغان يؤدي اليمين رئيسا لتركيا ويعلن حكومته الجديدة

تنصيب الرئيس التركي بحضور مسؤولين من 78 دولة ومنظمة دولية، وسط توقعات بتغيير برنامجه الاقتصادي غير التقليدي.
السبت 2023/06/03
تحديات على وقع اقتصاد متراجع وتوترات في السياسة الخارجية مع الغرب

أنقرة - يؤدي رجب طيب أردوغان اليمين رئيسا لتركيا اليوم السبت عقب فوزه في دورة ثانية غير مسبوقة للانتخابات بولاية جديدة ثالثة من خمس سنوات بعد حكمه المستمر منذ عقدين، وسط تفاقم المشكلات الاقتصادية في هذا البلد، وسيعلن في وقت لاحق أعضاء حكومته التي من المتوقع أن تكون مؤشرا على تغيير في برنامجه الاقتصادي غير التقليدي.

وسيؤدي أردوغان اليمين الدستورية بداية في البرلمان التركي ليبدأ مهامه في الولاية الجديدة رسميا، عقب تسلمه وثيقة التنصيب من الرئيس المؤقت للبرلمان دولت باهتشلي.

وعقب تنصيبه، سيتوجه أردوغان لزيارة ضريح مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، ثم يتوجه لاحقا إلى المجمع الرئاسي للمشاركة في مراسم بدء المهام.

وسيلي التنصيب في البرلمان مراسم فخمة في قصره بالعاصمة أنقرة يحضرها مسؤولون رفيعو المستوى من 78 دولة ومنظمة دولية، من بينهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حسبما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة.

وفاز أردوغان الذي أحدث تغيرات ولكنه يثير الانقسام في الدورة الثانية للانتخابات التي جرت في 28 مايو أمام تحالف قوي للمعارضة، ورغم أزمة اقتصادية وانتقادات حادة أعقبت الزلزال المدمر الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص.

وحصل أردوغان، أطول زعماء تركيا بقاء في السلطة، على 52.2 بالمئة من الأصوات مقابل 47.82 بالمئة لمنافسه العلماني كمال كيليتشدار أوغلو في جولة الإعادة في 28 مايو.

وجاءت النتيجة على عكس توقعات معظم استطلاعات الرأي. وحقق الفوز على الرغم من أزمة غلاء المعيشة التي كان يعتقد أنها أضعفت فرصه.

ويواجه الزعيم التركي الموجود في السلطة منذ فترة قياسية في تركيا، تحديات فورية وكبيرة في ولايته الثالثة على وقع اقتصاد متراجع وتوترات في السياسة الخارجية مع الغرب.

وقال كبير الباحثين الجيوسياسيين الاستراتيجيين لدى مؤسسة بي سي إيه للأبحاث مارت غيرتكن "من وجهة نظر جيوسياسية ستعزز الانتخابات سعي تركيا الأخير نحو سياسة خارجية مستقلة".

أضاف "تهدف هذه السياسة إلى انتزاع أقصى قدر من الفوائد الاقتصادية والاستراتيجية من دول شرقية واستبدادية مع استمرار منع حدوث قطيعة دائمة في العلاقات مع الديموقراطيات الغربية".

وتابع "من المرجح أن يتفاقم التوتر مع الغرب مجددا، وضمن هذا الإطار، بعد أن حصل أردوغان على ولاية جديدة".

وستكون معالجة المشكلات الاقتصادية للبلاد على رأس أولويات أردوغان مع بلوغ نسبة التضخم 43.70 بالمئة، لأسباب من بينها سياساته غير التقليدية المتمثلة بخفض معدلات الفائدة لتحفيز النمو.

من المقرر أن يعلن الرئيس في ساعة متأخرة السبت عن حكومته الجديدة وسط تكهنات وسائل الإعلام بدور لوزير المال السابق محمد شيمشك، وهو شخصية تبعث على الاطمئنان وتحظى بمكانة دولية.

هذا الخبير الاقتصادي السابق لدى مؤسسة ميريل لينش، معروف بمعارضته سياسات أردوغان غير التقليدية. وهو تولى وزارة المال بين 2009 و2015، وكان نائبا لرئيس الوزراء مكلفا الاقتصاد حتى 2018، ثم استقال قبل تدهور الليرة عدة مرات ذلك العام.

وقال استاذ الاقتصاد في جامعة قادر هاس باسطنبول ألب إرنيتش يلدان إن "حكومة أردوغان ستتبع برنامج استقرار تقليدي".

وأضاف "ما نراه الآن هو أن الأنباء عن محمد شيمشك وفريقه تلقى ترحيبا بحماس من الأسواق".

بدأ أعضاء البرلمان الجديد في تركيا أداء اليمين الجمعة في جلسة أولى بعد انتخابات 14 مايو، حضرها أيضا أردوغان.

ويحظى تحالفه بأغلبية في البرلمان المؤلف من 600 مقعد.

جاء فوز أردوغان أمام ائتلاف معارض موحد بقيادة كيليشتدار أوغلو، الذي لا يزال مستقبله كزعيم لحزب الشعب الجمهوري موضع شك بعد الهزيمة.

ويرغب أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أن تعطي أنقرة الضوء الأخضر لمساعي السويد الانضمام إلى التحالف الدفاعي بقيادة الولايات المتحدة، قبل قمة في يوليو.

ماطل أردوغان في الموافقة على الطلب، متهماً ستوكهولم بإيواء "إرهابيين" من حزب العمال الكردستاني المحظور الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على قوائم الإرهاب.

وأعلن الناتو الجمعة أن أمينه العام ينس ستولتنبرغ سيحضر حفل تنصيب أردوغان في عطلة نهاية الأسبوع وسيجري محادثات معه.

وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم على تويتر إن "رسالة واضحة" ظهرت في اجتماع حلف شمال الأطلسي في أوسلو لتركيا والمجر لبدء عملية المصادقة.

ورد نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو قائلا "رسالة واضحة وضوح الشمس لأصدقائنا السويديين! أوفوا بالتزاماتكم المتعلقة بالمذكرة الثلاثية واتخذوا خطوات ملموسة في مكافحة الإرهاب ...والباقي سيتبع".