أردني يصنع من حليب الأتان مستحضرات التجميل

الشاب عماد العطيات يدير مزرعة ومعمل لإنتاج  مستحضرات التجميل باستخدام حليب الأتان ومواد طبيعية مثل زبدة الشّيا.
الثلاثاء 2022/05/17
مشروع طريف

مأدبا (الأردن)- مع حلول اليوم العالمي للحمير الذي يصادف الثامن من مايو كل عام، يتسلط الضوء من جديد على هذا الحيوان الذي بات مهددا بالانقراض في عدة دول بينها الأردن، إذ بات عددها في المملكة لا يزيد عن مئات في مختلف المدن والمحافظات.

لكن هذا العام تسلط ضوء من نوع جديد على الحمير في الأردن، من خلال إبراز مشروع جديد يتعلق بالاستفادة الطبية من لبن الأتان في صناعة بعض مستحضرات التجميل.

وكانت الحمير في الأردن كبقية دول العالم تعتبر وسيلة نقل، لكن ذلك الدور انتهى وتوقف مع التطورات التي شهدها قطاع المواصلات وصناعة المركبات والسيارات بمختلف أشكالها وأنواعها، لكن الأمر اختلف مؤخرا.

◙ كل أتان تحمل مرة واحدة كل عامين، وذلك يتيح لعماد العطيات الحصول على حليبها لمدة 6 أشهر فقط خلال تلك المدة، بواقع 300 لتر

الشاب الأردني عماد العطيات (33 عاما) استلهم فكرة من والدته تتمثل في تصنيع مستحضرات التجميل باستخدام حليب الأتان؛ وذلك بحكم خبرتها السابقة في إعداد الصابون والكريمات المنزلية من مواد طبيعية.

وتُشير الدراسات إلى أن عالم الطب اليوناني أبقراط (460 – 370 قبل الميلاد) استخدم حليب الأتان لعلاج التهاب المفاصل والجروح والسعال، وقيل إن الملكة كليوباترا (69 – 30 قبل الميلاد) حافظت على نظارة بشرتها بالاستحمام بهذا الحليب.

واقتنع العطيات بفكرة والدته عن فوائد حليب الأتان، واستخدامه في مستحضرات التجميل بعدد من الدول المتقدمة، وقرر إنشاء مزرعة ومعمل للإنتاج في محافظة مأدبا على بعد 33 كيلومترا جنوب العاصمة الأردنية عمان.

12 أتانا وحمار واحد استطاع العطيات شراءها من أصحابها بشق الأنفس، وفق ما يروي، مضيفا “عدد رؤوس الحمير بالأردن لا تزيد عن 600، وهو حيوان منقرض، مقارنة بالمغرب الذي يتواجد فيه بحسب علمي 932 ألف رأس، وهو من أوائل دول العالم”.

وتابع “واجهت صعوبة في تجميعها من أصحابها الراغبين في بيعها، خاصة وأنني كنت أبحث عن مواصفات خاصة، وهي أن تكون ذات عمر صغير ولا تُعاني من أمراض”.

ووفق العطيات فإن “جميعها من نوع صليبي، وهي تتسم بنظافتها وهدوئها، ومن فصيلة تعود إلى زمن الرومان، وهناك في الأردن أنواع أخرى لا يمكن التعامل معها ونُعاني أثناء حلبها”.

وأكمل “اشتريتها من مختلف محافظات المملكة، ولم أكن أظهر سبب شرائها كي لا يتم استغلالنا بأثمانها، وتراوحت أسعار الواحدة منها ما بين 150 و300 دينار أردني (211 – 422 دولارا أميركيا)، وقد استعنت بشاب من ذوي الخبرة ليقوم برعايتها، وطبيب بيطري يتابع حالتها الصحية بشكل دوري، وهناك 6 أشخاص يعملون معنا في عملية تنظيم المزرعة والتصنيع بالمعمل”.

وفي ديسمبر عام 2019 بدأ الإنتاج بمئتي قطعة من الصابون، قام العطيات بتوزيعها على أقاربه ليتأكد من فائدته، ويرصد من خلالهم ردود أفعالهم على فعالية المنتج.

ولفت “كنت على قناعة بأن النتائج ستكون إيجابية، وهذا ما كان بالفعل، خاصة المنتجات التي يستخدم فيها حليب الأتان، وهناك الكثير من الدراسات التي تؤكد ذلك، وهو موجود في عدد من دول العالم كفرنسا منذ عام 2004، ولكن لا يصنع بمنطقتنا”.

وحول كمية الحليب التي يتم الحصول عليها قال العطيات “كل أتان تحمل مرة واحدة كل عامين، وذلك يتيح لنا الحصول على حليبها لمدة 6 أشهر فقط خلال تلك المدة، بواقع 300 لتر”.

وأوضح “المنتجات ليست حليب أتان صاف، فنسبة الحليب هي 20 في المئة فقط ولكنها من أعلى النسب التي تستخدم، وتضاف إليها مواد طبيعية مثل زبدة الشّيا، وهي زبدة معروفة عالميا للعناية بالبشرة تشتهر بها فرنسا وجنوب أفريقيا، وزيت جوز الهند الطبيعي وزيت اللوز الحلو وزيت الزيتون، وهذه هي أبرز المحتويات التي تستخدم في صناعة الصابون”.

واعتبر أن “السر لدينا هو في طريقة العمل، فقد تتوفر هذه المواد لدى بعض الأشخاص، ولكن السر في كيفية الإعداد والتصنيع، لم نصل إلى هذه الخلطة إلا بعد نتيجة تجارب عديدة وكثيرة”.

وزاد “لدينا الإمكانية لإنتاج 4500 قطعة شهريا من كل منتج، وهي صابون، وكريمات للوجه، وكريمات للقدمين واليدين، ومرطب للجسم”.

◙ عالم الطب اليوناني أبقراط (460 – 370 قبل الميلاد) استخدم حليب الأتان لعلاج التهاب المفاصل والجروح والسعال

وأردف “نحن نعمل على التسويق باعتبار أنها فكرة جديدة في العالم العربي، ونسعى لأن يكون منتجنا في متناول الجميع لما يحتويه من فائدة كبيرة للبشرة والعلاجات المتعلقة بالأمراض الجلدية”.

ووفق المتحدث، فإن لديه زبائن “من مختلف الدول العربية وأوروبا وتركيا وغيرها من بقية دول العالم، فالأسعار رخيصة مقارنة بمستحضرات التجميل التي تحتوي على مواد كيميائية، وتتراوح ما بين 7 و10 دنانير أردنية (9 – 14 دولارا أميركيا)”.

واستطرد “نحن مرخصون من كل الجهات الأردنية المختصة، كالصناعة والتجارة والصحة والغذاء والدواء والمواصفات والمقاييس وغيرها”.

وأكد العطيات أن “المشروع رائد على مستوى العالم، ولم يسبق أن سمعنا عن مشروع مشابه بمستوى جاهزيته وإتمام العمل من خلال جهة واحدة، المزرعة والمصنع وما يتبعه من إجراءات للتوزيع والبيع”.

واختتم “حتى على مستوى التحريم والتحليل، البعض حاول أن ينتقد ما نقوم به بذريعة الدين، ولكننا لجأنا إلى دائرة الإفتاء العام للتأكد من ذلك، ولدينا فتوى رسمية بجواز استخدام المنتجات التي تحتوي على حليب الأتان في تصنيعها”.

18