أردنيات شغوفات يتفوقن على الرجال في تربية طيور الزينة

كانت تربية طيور الزينة حكرا على الرجال في الوطن العربي، لكن في السنوات الأخيرة برعت نساء، ومن بينهن أردنيات، في التعامل مع هذه الكائنات التي تمتاز بحسن الصوت والمنظر فاتخذن ذلك هواية وبعضهن اتخذنه مصدر رزق إضافيا.
عمان - استطاعت النساء خلال الأعوام القليلة الماضية كسر احتكار الرجال لتربية طيور الزينة في الأردن وأصبحن يشاركن في المعارض التي تقام خاصة في عمان العاصمة التي تنتج هذه الطيور بمستويات عالية تلقى استحسان الزوار.
وتقول إيناس الخضير الحاصلة على شهادة الصيدلة "أربي الطيور منذ أكثر من ثلاث سنوات وقد فازت طيوري بمراكز أولى في مسابقات محلية سابقة”، مضيفة “أعتقد أن النساء كسرن احتكار الرجال لهذه الهواية". وتذكر الشابة التي حرصت على عدم تصويرها مع طيورها أنها بدأت هوايتها “بتربية زوج واحد من كناري الغلوستر ثم توسعت فأنتجت سلالات كناري فايف وفانسي وأوبال وغلوستر".
والخضير عضو في جمعيتين أسستا حديثا لمربي طيور الزينة وتضمان القليل من النساء. تقول "في الأردن هناك الآن عدد لا بأس به من الهواة من الإناث، ونعمل على نشر هذه الهواية”، مشيرة إلى أن هناك “صعوبات تواجهنا كفتيات في مجتمعنا المحافظ” الذي “مازال يجد تربية سيدة للطيور وإنتاجها أمرا غريبا".
وتتفق معها لطيفة الطويل، وهي ربة منزل اشتهرت عبر موقع فيسبوك حيث أنشأت منذ سنوات مجموعة تحمل اسم “أسرة الكناري في الأردن” لتقدم إلى مربي هذه الطيور النصائح حول كيفية تربيتها وعلاجها. وتقف الطويل عارضة بفخر طيور كناري أنتجتها من سلالات أجنبية يصعب إنتاجها محليا في أقفاص كبيرة، قائلة "هذه هواية جميلة لا يجب أن تكون حكرا على الرجال، وقد كسرنا هذا الحاجز أصلا".
وتضيف الطويل المجازة في المحاسبة والمعلوماتية “دخلت مجال تربية الكناري منذ خمس سنوات تقريبا والآن أصبح الجميع يعرف إنتاجي المميز". وترى أن "النساء أفضل من الرجال في تربية الطيور والعناية بها فهن أحن ويعرفن جيدا ما يناسب من الغذاء ويدعمن طيورهن بشكل أكبر".
◙ خبرة كبيرة في إنتاج طيور كناري المفتل الباريزيان والمفتل الإيطالي العملاق والبادوفان وهي سلالات يصعب إنتاجها محليا
وتنتج الطويل طيور كناري المفتل الباريزيان والمفتل الإيطالي العملاق والبادوفان، وهي سلالات يصعب إنتاجها محليا بسبب حاجتها إلى الكثير من العناية والخبرة التي تتطلبها. ورغم ارتفاع أسعار بعض طيور الزينة إلا أن هذه الهواية تعرف اتساعا في الأردن خلال السنوات الأخيرة وسط ظروف اقتصادية صعبة في هذا البلد لكونها تحقق دخلا إضافيا للهاوي.
وتقول المربية سهيلة إن حبها لطيور الزينة ليس شيئًا جديدًا، بل نما معها منذ طفولتها. وتتذكر أن والدها كان من محبي تربية العصافير، وكان يمتلك مجموعة مميزة من الطيور. ورغم أنه لم يتخصص في هذا المجال، إلا أن شغفه بالاهتمام بالعصافير والاستمتاع بزقزقتها جعله حريصًا على وجودها في المنزل.
وبالنسبة إلى العصفور الذي تأمل في تربيته ولكنه غير موجود في مجموعتها، أشارت المربية إلى طائر الببغاء الذي جذب انتباهها بخصائصه المميزة. وترغب سهيلة في إضافته إلى مجموعتها، إلا أن ارتفاع سعره يجعلها تتأنى في اتخاذ القرار، حيث تخطط لبناء إستراتيجية تحولها من مجرد هاوية إلى مستثمرة، مثلما حدث في المملكة المغربية وتونس اللتين حققتا تقدمًا كبيرًا في مجال تربية طيور الزينة.
وتقول أحلام محمد إنها تربي طيور الكناري في منزلها وتضع أقفاصها في غرفة المطبخ، حيث تضفي الأصوات الموسيقية المنبعثة من هذه الطيور بهجة وسعادة على المكان، وهو ما يجعل المطبخ جنتها المفضلة. ويشير ابنها إلى أنه يشعر براحة نفسية كبيرة وسعادة خاصة عندما يستمع إلى "ألحان" طيور الكناري في البيت، حيث تساعده على الاسترخاء والشعور بالهدوء.
ويؤكد الأخصائيون النفسيون أن تربية الطيور تخلق علاقة خاصة بين الإنسان وهذه الطيور، حيث تشعر الطيور بالألفة مع أصحابها، فتبدأ في مغازلتهم بحركاتها وأصواتها، وهو ما يعزز العلاقة النفسية بين الطرفين. ويشعر الإنسان بارتياح نفسي عند لقاء طيوره كما لو كانت أفرادًا من أسرته.
ويشير بعض المربين إلى أنهم يشعرون بتفريغ جزء من أعبائهم النفسية ويختبرون سعادة في تعاملهم مع الطيور، نظرًا لجمال أصواتها وأشكالها.
وعلى الرغم من الاحتراز الذي يبديه البعض على مواقع التواصل الاجتماعي حيال تربية طيور الزينة وبيعها، مثل الببغاوات والطيور الملونة والبلابل، يرى البعض الآخر أنه أمر جائز لأغراض التمتع بصوتها وبألوانها، حيث إن النظر إليها وسماع أصواتها أمر مباح.