أربيل ترفض مراجعة حكم السجن الطويل بحق صحافيين

محكمة الاستئناف في إقليم كردستان رفضت طلب تصحيح قرار التمييز وصادقت على الحكم الذي بات نهائيًا ولا يمكن العودة عنه إلا بعفو رئاسي من رئاسة الإقليم.
الاثنين 2021/06/28
إدانة مجحفة بحق حرية الصحافة

أربيل (العراق) - رفضت محكمة الاستئناف في إقليم كردستان الأحد النظر في الطعن المقدّم ضد حكم بالسجن ستّ سنوات صدر بحق صحافيين وناشطين، في قضية أثارت استنكار مدافعين عن حقوق الإنسان ومطالبات من منظمات دولية بالتراجع عن الحكم “ذي الخلفية السياسية“.

وأوضح محمد عبدالله عضو فريق الدفاع عن الصحافيين خلال مؤتمر صحافي أمام المحكمة في أربيل بأن “المحكمة رفضت طلب تصحيح قرار التمييز وصادقت على الحكم الذي أصدرته المحكمة” في 16 فبراير الماضي.

ويعني رفض محكمة الاستئناف النظر في قرار محكمة التمييز أن الحكم بات نهائيًا ولا يمكن العودة عنه إلا بعفو رئاسي من رئاسة الإقليم.

وفي مايو، أكدت محكمة تمييز إقليم كردستان أحكام السجن بحقّ الصحافيين أياز كرم بروشكي، وكوهدار محمد زيباري، وشيروان شيرواني، والناشطين شفان سعيد وهاريوان عيسى.

ومن بين التهم الموجهة إليهم “التحريض على التظاهر ضد الحكومة وزعزعة الاستقرار في الإقليم” خلال احتجاجات عام 2020 للمطالبة برواتب الموظفين الحكوميين في الإقليم و”التجسس”.

وشيرواني معروف بتحقيقاته حول الفساد، وقد انتقد رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور البارزاني على صفحته على فيسبوك.

رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني اتهم بعض الصحافيين بأنهم "جواسيس" والبعض الآخر بأنهم "مخربون"

ووفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإن العديد من الاتهامات استندت إلى منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي و”مخبرين سريين” لم يتسن لمحامي الدفاع استجوابهم.

كما نددت لجنة حماية الصحافيين في فبراير بما اعتبرته إدانة “مجحفة وغير متناسبة”، معتبرة أن هذا الأمر يثبت أن كردستان لم تعد ملاذا للحريات الصحافية.

في المقابل، صرّح مصدر حكومي كردي أن سلطات المنطقة ذات الحكم الذاتي تؤكد أن الرجال الخمسة “على صلة بكيانات أجنبية وبحزب العمال الكردستاني”، الذي يشنّ تمردًا ضد الدولة التركية منذ عقود وينشط في شمال العراق.

وكان مسرور البارزاني اتهم في مؤتمر صحافي سابق بعض المعتقلين من الصحافيين بأنهم “جواسيس” لدول أخرى، معتبرا أنّ البعض الآخر “مخربون“.

ونددت الأمم المتحدة في تقرير في مايو بتراجع حرية التعبير في إقليم كردستان.

وصدر التقرير حينذاك بعد نحو أسبوع من تأكيد محكمة التمييز في الإقليم أحكام السجن بحق الصحافيين والناشطين.

وتحدّث التقرير عن توثيق “نمط مثير للقلق” بين مارس 2020 وأبريل 2021، لتعرض صحافيين ونشطاء في حقوق الإنسان ومتظاهرين لـ”الترهيب والتهديد والاعتداء، وكذلك الاعتقال والاحتجاز التعسفيين”.

ووثّق تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان إجمالي 33 حالة اعتقال لصحافيين ونشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان خلال تلك الفترة، بشكل تعسفي ودون تزويدهم بمعلومات عن أسباب الاعتقال و”من دون إبلاغ عائلاتهم في الوقت المناسب عن مكان وجودهم”، معتبرا أن ذلك يخلق مناخًا من “الترهيب”.

18