أدوات الصقارة التقليدية وتطوّراتها الحديثة في معرض دولي بأبوظبي

الدورة الجديدة من المعرض تستقطب الزوار من مختلف بلدان العالم للاطلاع على أحدث المعدات التي تواكب تطورات عالم الصيد بالصقور.
الجمعة 2022/09/09
تراث ومعاصرة

يهتم الإماراتيون وأهل الخليج بصفة عامة بالصقارة ويتابعون كل ما يتعلق بمستلزماتها من جديد في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، باعتباره أحد أبرز الفعاليات في المنطقة والعالم.

أبوظبي ـ  يُضفي قطاع الصقارة وصناعة وابتكار مُستلزماتها أهمية بالغة على معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، باعتباره أحد أبرز الفعاليات التي ينتظرها عُشّاق الحدث في كل عام.

وتُقام الدورة الجديدة من المعرض خلال الفترة من 26 سبتمبر وإلى غاية 2 أكتوبر، لتستقطب الزوار من مختلف بلدان العالم للاطلاع على أحدث المنتجات والمعدات التي تواكب تطورات عالم الصيد بالصقور وكل ما هو جديد فيه، حيث يمتزج التراث بنكهة التقنية التي تمّ تسخيرها في خدمة الصقّارين.

ويحرص عدد كبير من مُربّي الصقور والمُختصين بتكاثرها وتدريبها ورعايتها، إضافة إلى مُصنّعي ومُبتكري أدوات الصقارة ومُستلزماتها، على التواجد في فعاليات هذا الحدث الذي أصبح وجهة فريدة لصقاري العالم ومُلتقى للتشاور وتبادل الخبرات حول عالم الصقارة.

كما اعتاد جمهور المعرض، أفراداً وعائلات، على حضور فعالياته بشكل سنوي، حيث تستقطبه عروض الصقارة الفلكلورية والمنصّات المخصصة للصقور، والمسابقات التراثية الشيقة، وفي مُقدّمتها مسابقة أجمل صقور العالم، ومزاد الصقور المُكاثرة في الأسر، ومسابقة أفضل اختراع في مجال الصقارة، فضلاً عن إطلاق مسابقة أجمل برقع للصقور هذا العام.

وتتواجد في المعرض شركات إقليمية ودولية تُقدّم أحدث التقنيات المتعلقة بالصقارة ومُستلزماتها القديمة والحديثة، إضافة إلى الشركات المُهتمة بصحة الطيور وعلاجها وأدويتها، فضلاً عن جمعيات ونواد مختصة بتربية الصقور وتدريبها والصيد بها تنتمي للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة الذي يضم في عضويته نحو 100 ألف صقار يُمثّلون 110 نادياً ومؤسسة من 90 دولة.

وتُعتبر أجهزة التتبع عن بُعد، التي بات يستخدمها كل صقار، من أهم التطورات الحديثة في الصقارة، وتُساهم كثيراً في استعادة الطيور إذا ما فقدت، حيث تدل الصقار على مكان طائره عندما يقوم برحلة مقناص لصيد الطرائد فوق مساحات شاسعة، حيث يمكن أن يختفي الصقر عن ناظري صاحبه في غضون ثوانٍ.

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية أعلن، في دورته لهذا العام، عن إطلاق مُسابقة فريدة من نوعها تهدف إلى اختيار أجمل وأفضل برقع للصقور

كما ويُعتبر تدريب الصقور بوساطة الطائرات الورقية، والطائرات اللاسلكية، ومُجسّمات طائر الحبارى على غرار “التلواح”، وسيلة ذات كفاءة عالية للحصول على طيور مدربة على التحليق إلى مستويات شاهقة.

ومن إحدى أهم التطورات المُفيدة في عالم الصقارة الأربطة الحديثة التي أنقذت رغم بساطتها عدداً لا يُحصى من الصقور من براثن الموت، حيث حلّت أربطة التحليق الخالية من الشقوق مكان الأربطة التقليدية، وهو ما قلّل من خطر تعلق الطائر بأي شيء قد يُعيقه أثناء تحليقه.

ويُعتبر العشب الصناعي نعمة أخرى للصقارين، فقد أنقذت الأوكار الحديثة المغطاة بهذا العشب أقدام الكثير من الصقور، وفي الحقيقة خفضت الأوكار التي يمكن تنظيفها وتطهيرها من وقوع الإصابات في أقدام الصقور بنسبة كبيرة.

لكنّ البرقع، على سبيل المثال، ما زال يُعتبر أداة حيوية في تدريب الصقور على الصيد منذ القدم وإلى غاية اليوم، وهو غطاء يضعه الصقار على رأس الصقر بأكمله (يمنعه به عن الرؤية) وبه فتحة صغيرة يخرج منها منقاره، ويُصنع عادة من الجلد اللين وقد يتخذ أشكالاً وألواناً مختلفة.

ويُعتبر البرقع ضرورياً للصقر كي لا يثب عن يد صقاره لغير حاجة، وكذلك لئلا ينطلق على الطريدة قبل الأوان فتخور قواه وتضعف عزيمته، كما أنّ البرقع يُساعد الصقر على الراحة بحجبه الأشعة والضوء عن عينيه.

وأعلن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، في دورته لهذا العام، عن إطلاق مُسابقة فريدة من نوعها للمرّة الأولى في تاريخه، تهدف إلى اختيار أجمل وأفضل برقع للصقور، بما يُساهم في دعم وتشجيع الحرفيين والمُبدعين والشركات المُتخصّصة في صناعة أدوات ومُعدّات الصقارة، وذلك لما يُمثّله برقع الصقر من رمزية تاريخية وقيمة تراثية أصيلة.

كما وأعلن المعرض كذلك عن نسخة جديدة من مُسابقة “أفضل اختراع في مجال الصقارة والصيد”، ومُسابقة “أفضل سيارة مُخصّصة لرحلات الصيد”. وتهدف المُسابقتان إلى تشجيع الأفراد ومالكي شركات الصقارة وتصنيع مُعدّات الصيد، على تقديم أفكار متميزة وابتكار اختراعات جديدة تُساهم في خدمة عالم الصيد والصقارة وتدريب الصقور، ورحلات الصيد والسفاري وأنشطة الهواء الطلق.

كما تحرص المُسابقتان على تحفيز المُخترعين لتقديم ابتكاراتهم ليستفيد منها الصقارون وهواة الصيد في رحلاتهم، وتبادل المعرفة والخبرات وتعزيز العلاقات بين الشركات المحلية والدولية، بما يُساهم في تعزيز جهود صون رياضة الصيد بالصقور، وتوريث رياضات الآباء والأجداد، وتقديم أفضل الابتكارات في عالم الصيد.

20