أدلة قليلة على وجود علاقة إيجابية بين التمارين البدنية وتحسين الإدراك

اتباع نظام غذائي صحي ونوم جيد يفيدان الدماغ.
الأحد 2023/04/09
الرياضة لاتكفي وحدها لصحة العقل

لم ينف الخبراء أهمية الرياضة في المحافظة على صحة الدماغ لكنهم لم يؤكدوا أيضا أنها تحسن الإدراك وتحمي من مرض الزهايمر. وأثبت الخبراء وجود القليل من الأدلة التي تشير إلى علاقة إيجابية بين التمارين البدنية المنتظمة وتحسين الإدراك لدى الأشخاص الأصحاء. ودعوا إلى اتباع نظام غذائي صحي ونوم جيد للحفاظ على صحة الدماغ.

برشلونة (إسبانيا) - رغم أن الدراسات العلمية المختلفة أثبتت أهمية التمارين الرياضية المنتظمة للجسم، إلا أن هناك القليل من الأدلة على أنها تساعد على درء مرض الزهايمر، وفقا للعلماء.

وفي العقود القليلة الماضية، أشارت الأبحاث إلى أن التمارين الرياضية مفيدة للدماغ والأداء المعرفي. وأثر ذلك على سياسات الصحة العامة، حيث أوصت بعض المؤسسات الصحية بالنشاط البدني المنتظم للمساعدة في الحفاظ على مهارات الذاكرة والإدراك والتفكير والاستدلال الصحي.

لكن مراجعة علمية جديدة أشارت إلى وجود “القليل من الأدلة” على وجود علاقة إيجابية بين التمارين البدنية المنتظمة وتحسين الإدراك لدى الأشخاص الأصحاء.

وركز باحثون من جامعة غرناطة على 109 دراسات شملت أكثر من 11 ألف مشارك سليم.

وأظهر تحليل البيانات أن “الأدلة السببية القوية” غير متوفرة لدعم الادعاء بأنها تفيد صحة الدماغ، رغم أنه من غير المرجح أن يكون التمرين ضارا للعقل.

وقالوا إن الآثار الأولية الصغيرة والإيجابية للتمرين البدني على الإدراك اختفت بعد مراعاة العوامل المتعلقة بكيفية إجراء الدراسات.

مراجعة علمية أشارت إلى وجود القليل من الأدلة على وجود علاقة إيجابية بين التمارين البدنية المنتظمة وتحسين الإدراك

على سبيل المثال، قارنت بعض الدراسات مجموعة التمارين الخاصة بهم بمجموعة تحكم سلبية تماما، بينما قارنت دراسات أخرى مجموعة تحكم أقل نشاطا. وليس من المستغرب أن تتم ملاحظة فائدة أكبر عند مقارنة الأشخاص النشطين بالضوابط المستقرة.

وعندما أعيد تحليل البيانات مع وضع هذه التحيزات المحتملة في الاعتبار، لم يكن هناك دليل يذكر على أن دماغ الشخص السليم يستفيد من التمارين الرياضية.

ويأمل الباحثون في أن تكون نتائجهم بمثابة دعوة لإعادة التفكير في سياسات الصحة العامة التي تشجع الالتزام بالتمارين الرياضية بناء على فوائدها المعرفية المشهورة.

وأوضحوا في الورقة البحثية المنشورة في مجلة “نيتشر هيومن بيهايفر” أن فوائد التمرين، خاصة في ما يتعلق بالصحة البدنية، ما تزال كافية لتبرير السياسات التي تعزز تطبيقها المنتظم في حياة الناس اليومية.

وأضافوا “علاوة على ذلك، فإن ممارسة الرياضة البدنية لا تجلب منافع جسدية فحسب، بل اجتماعية أيضا، حيث نتواصل مع الآخرين من خلال تكوين روابط اجتماعية والمشاركة في الأنشطة الجماعية التي تمنحنا شعورا بالانتماء. وأخيرا، قد تكمن قيمة ممارسة الرياضة ببساطة في طبيعتها الممتعة”.

وتعليقا على الدراسة، قالت إيف هوغرفورست أستاذة علم النفس في جامعة لوفبرا في إنجلترا “تشير النتائج إلى أن تأثير التدريب البدني على تحسين الإدراك ضئيل، وهذا التأثير الصغير يصبح أكثر فاعلية مع بعض العوامل الرئيسية”.

ونتائج هذه الدراسة غير متوقعة، حيث تكشف الأدبيات الحالية عن وجود صلة قوية بين التمرين والإدراك، والتي يمكن أن تدعمها نتائج معظم تحليلات التلوي (تحليلات إحصائية) المدرجة في المراجعة.

وإضافة إلى ذلك، أفادت دراسات سابقة أن التمارين الرياضية تقلل من خطر الإصابة بالخرف الذي يتسم بالتدهور المعرفي.

وتقدم الورقة البحثية نظرة ثاقبة مثيرة للتفكير حول فعالية التمرينات البدنية على الإدراك.

وهناك خطوات يمكن للناس اتخاذها لتحسين صحة أدمغتهم، حيث ثبت أن اتباع نظام غذائي صحي ونوما جيدا، ومعهما التواصل الاجتماعي مع الآخرين، تفيد الدماغ.

ممارسة التمارين بحذر مهمة لصحة الجسم والعقل
ممارسة التمارين بحذر مهمة لصحة الجسم والعقل

ومن المعروف أن كل هذه الأنشطة العادية، بما في ذلك النشاط البدني، ترتبط بشكل إيجابي بصحة معرفية أفضل، لكن الآليات التي تسبب ذلك ما تزال غير معروفة.

ويعدّ الدّماغ من الأعضاء المهمّة في جسم الإنسان، فهو يرتبط ارتباطا وثيقا بالقلب والهرمونات وضغط الدم، لذلك يشير بعض الخبراء إلى أنه يستهلك ما يصل إلى ما بين 20 و25 في المئة من إجمالي الطاقة الكلية للجسم في شكل غلوكوز. ويترجم ذلك إلى 350 أو 450 سعرة حرارية في اليوم. ومن المؤكد أن الجسم يحتاج إلى العديد من العناصر الغذائية الأساسية للحفاظ على التّركيز وتوفير الطاقة اللازمة.

ولا بدّ من تناول أطعمة صحيّة تحسّن أداء الدّماغ وتزيد من نشاطه.

وتؤكد الكثير من البحوث والدراسات العلمية على ضرورة تناول وجبات صحية نظرا إلى دورها الأساسي في الحفاظ على صحة الإنسان العقلية والبدنية، باعتبار أن كل وجبة صحيّة تقدّمها إلى الجسم قد تُحدث فارقا إيجابيا وتقي من خطر الانحدار الإدراكي والخَرَف. وقد أظهرت بعض البحوث أن تناول بعض الأطعمة والامتناع عن البعض الآخر قد يبطئ شيخوخة الدماغ ويقلّل فرص الإصابة بالزهايمر. لذلك يؤكّد إخصائيّو التغذية أهمية اتّباع نظام غذائي متوازن وصحّي للحفاظ على صحة الدماغ.

وذكرت العديد من الدراسات العلمية فوائد متنوعة للنباتات الخضراء، ذلك أن الخضروات غنية بالعناصر الغذائية والألياف التي قد تمدّ الجسم بالطاقة وتحسّن الوظيفة الإدراكية وتحمي من التدهور المعرفي المرتبط بالتقدّم في العمر، فالخضروات الورقية معبّأة بالمغذيات المرتبطة بصحة أفضل للدّماغ مثل حمض الفوليك، فيتامين E، الكاروتينات وغيرها.

لذلك ينصح الأطباء بتناول 6 حصص على الأقل من الخضروات الورقية في الأسبوع مثل السبانخ أو الخس، مع إمكانية إضافة حصة غذائية على الأقل من نوع آخر من الخضروات في اليوم.

14