أخطار مرحلة ما بعد كوفيد تتزايد لدى مرضى القلب

خطر الموت ضمن الذين يعانون من الأمراض المتعلقة بالقلب يزداد بمقدار 5 أضعاف.
السبت 2022/02/26
مخلفات كورونا لا تقل خطورة عن المرض نفسه

يعاني المتعافون من فايروس كورونا من مشكلات صحية تسمى حالات ما بعد كوفيد – 19، وينطبق هذا الوصف بشكل عام على آثار الفايروس الوبائي التي تستمر لأكثر من أربعة أسابيع بعد تشخيصه. ويزداد خطر الوفاة بكورونا لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالقلب والأوعية الدموية.

موسكو ـ يواجه نصف مَن أصابهم فايروس كورونا لاحقا مشاكل تتعلق بالقلب والأوعية الدموية، أما الذين يعانون من الأمراض المزمنة من هذا النوع فيزداد لديهم خطر الوفاة.

وقال وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو في مقابلة مع قناة “روسيا – 24” التلفزيونية “الجدير بالإشارة أن من بين الأمراض التي تظهر في الفترة ما بعد كوفيد اضطرابات في نظم القلب وأنواع من التهاب عضلة القلب ومضاعفات مرتبطة بتجلط الدم. أما خطر الموت ضمن الذين يعانون من الأمراض المزمنة المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية فيزداد بمقدار 5 – 7 أضعاف”.

وأوصى وزير الصحة كل من يشعر بإرهاق واضطرابات في عمل القلب وعدم تحمل المزيد من الضغط البدني باستشارة الطبيب من دون تأخير.

وأعاد وزير الصحة إلى الأذهان أن روسيا يوجد فيها فحص طبي متعمق بالنسبة إلى الذين يعانون من متلازمة ما بعد كوفيد.

ويُعد مرض كوفيد – 19 الذي يسببه فايروس كورونا المستجد أحد الأمراض التنفسية، إذ تظهر أكبر تداعياته على الرئتين، ويمكن أن تتطور إلى التهاب رئوي حاد ثم إلى فشل رئوي، ومن ثم تحدث الوفاة، لكن دراسة حديثة رصدت أن خطر هذا المرض لا يقف عند حدود الرئة، بل يمكن أن يشمل القلب.

وأوضح الباحثون بمركز العلوم الصحية بجامعة تكساس ومعهد تكساس لأمراض القلب بالولايات المتحدة، أن فايروس كورونا المستجد يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على صحة القلب، حتى بين الأشخاص الذين لم يعانوا في السابق من أمراض القلب والأوعية الدموية.

وكشف الباحثون في دراستهم المرجعية التي نُشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية “جاما كارديولوجي” أن عدوى كورونا يمكن أن تسبب التهاب الأوعية الدموية وعضلة القلب وعدم انتظام ضربات القلب.

من بين الأمراض التي تظهر في الفترة ما بعد كوفيد اضطرابات في نظم القلب والتهابات ومضاعفات مرتبطة بتجلط الدم

وقال محمد مجيد أستاذ أمراض القلب المساعد وقائد فريق البحث إن نتائج الدراسة تقدم دليلا على أن كوفيد – 19 يُحدث ضررا بصحة القلب، مضيفا أن هذا الضرر يمثل عبئا إضافيّا على المرضى، ويزيد من أعداد الوفيات بينهم، وبخاصة في حالات الإصابة الشديدة بالفايروس.

وتابع أنه حتى إذا لم يكن مرضى كورونا لديهم تاريخ سابق من الإصابة بأمراض القلب، فإن كوفيد – 19 يمكن أن يؤثر على عضلة القلب لديهم، لكن هذا التأثير يكون أكبر بطبيعة الحال لدى مَن يعانون بالفعل من مشكلات في القلب.

وعن أهمية النتائج، أشار مجيد إلى أنه من الأهمية بمكان أن يكون مقدمو الخدمة الطبية لمرضى كوفيد – 19 على دراية كاملة بتداعيات المرض، خاصة حينما يتعاملون مع حالات مصابة بأمراض مزمنة كأمراض القلب، ما يُسهم في توفير رعاية طبية شاملة لهم؛ حتى يتسنى لهم تقليل أعداد الوفيات بسبب المرض.

ومعظم من يصابون بمرض فايروس كورونا يتعافون بسرعة خلال بضعة أسابيع، لكن بعض الأشخاص، حتى أولئك الذين تكون أعراضهم خفيفة، يستمرون بالشعور بالأعراض بعد التعافي المبدئي.

ويصف هؤلاء الأشخاص أنفسهم أحيانا بأنهم حاملون مستمرون للمرض وقد سميت هذه الحالات بمتلازمة ما بعد كوفيد – 19 أو كوفيد – 19 طويل الأمد. وتسمى هذه المشكلات الصحية أحيانا حالات ما بعد كوفيد – 19. وينطبق هذا الوصف بشكل عام على آثار كوفيد – 19 التي تستمر لأكثر من أربعة أسابيع بعد تشخيصه.

ويعد كبار السن والأشخاص الذين لديهم عدة حالات طبية خطيرة الأكثر عرضة للإصابة بأعراض كوفيد – 19 طويلة الأمد، ولكن حتى الشباب والأشخاص الأصحاء قد يشعرون بالتوعك لأسابيع أو حتى أشهر بعد الإصابة.

وإلى جانب مشاكل الجهاز التنفسي التي تجعل ملء الرئتين بالهواء مهمة بالغة الصعوبة، يهاجم الفايروس المسبب لمرض كوفيد – 19 الكثير من أجهزة الجسم الأخرى ملحقا بها أضرارا وخيمة في بعض الأحيان.

وقال الدكتور إريك توبول طبيب القلب ومدير معهد سكريبس لبحوث تطبيقات العلوم بكاليفورنيا “كنا نعتقد أنه مجرد فايروس تنفسي. اتضح أنه يذهب للبنكرياس ويتوجه للقلب ويطارد الكبد والمخ والكلى والأعضاء الأخرى. لم يكن ذلك في تقديرنا في البداية”.

Thumbnail

وبالإضافة إلى ضيق التنفس، يمكن أن يتعرض مرضى كوفيد – 19 لاضطرابات تجلط الدم التي يمكن أن تكون مقدمة للسكتات الدماغية والالتهابات الشديدة التي تهاجم الكثير من أعضاء الجسم.

ويعد كبار السن الذين يعانون من أمراض القلب المزمنة أكثر الأشخاص تضررا من فايروس كورونا، وذلك لانخفاض المناعة واضطرارهم إلى الجلوس بالمنزل لفترة طويلة.

وقال أستاذ أمراض القلب في كلية الطب بجامعة غيرسون التركية أحمد قره كوز إن على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب المزمنة تناول أدويتهم بشكل منتظم وممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة في المنزل يوميا.

وأضاف قره كوز أن أجساد المرضى المسنين المصابين بأمراض القلب المزمنة وارتفاع ضغط الدم، تعاني بطبيعة الحالة أيضا من انخفاض المناعة.

وذكر الطبيب أن هؤلاء المرضى يجب أن يحموا أنفسهم بعناية أكبر خلال مرحلة مكافحة وباء كورونا، وأن إهمال تعاطي الأدوية بشكل منتظم يتسبب بشكاوى مختلفة.

وحذر مرضى ارتفاع ضغط الدم بصورة خاصة من إهمال تعاطي الأدوية بشكل منتظم.

وأشار إلى أن الصداع والتعب بسبب زيادة ضغط الدم يعتبران واحدة من الأعراض الرئيسية التي يعاني منها أولئك المرضى.

كما لفت قره كوز إلى أن مرضى الشريان التاجي قد يعانون من آلام بالصدر نتيجة عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم في تلك الفترة.

الصداع والتعب بسبب زيادة ضغط الدم يعتبران واحدة من الأعراض الرئيسية التي يعاني المرضى

وأضاف “يعد ضيق التنفس من أبرز الأعراض التي يواجهها مرضى الشريان التاجي ومرضى قصور القلب”.

ولفت إلى أن عدم الالتزام بتناول العلاج بشكل منتظم يؤدي إلى الأرق وعدم القدرة على الاستغراق في النوم، وضيق في التنفس وخاصة في الليل.وأضاف “يعد ضيق التنفس من أبرز الأعراض التي يواجهها مرضى الشريان التاجي ومرضى قصور القلب”.

وأكد أن مرضى القلب والأوعية الدموية يجب أن يسعوا للعيش بطرق صحية، خصوصا خلال مرحلة مكافحة الوباء والحجر الصحي.

وأوضح قره كوز أنه من الضروري عدم تغيير عادات الأكل الصحي، وتناول الفواكه والخضروات، والابتعاد عن الدهون.

وأشار إلى أن إهمال تناول الأدوية بالنسبة إلى مرضى أمراض القلب المزمنة لمدة يوم قد يسبب حالات مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية وحتى الموت.

وتابع بالقول “لهذا السبب، على المرضى عدم إهمال تناول الأدوية وممارسة بعض التمارين الرياضية بشكل منتظم، للتقليل من مخاطر الإصابة بأزمات صحية وعلى رأسها الإصابة بالسكتة الدماغية”.

وتابع “من المهم لصحة المرضى أن يقوموا بالمشي لمدة 30 دقيقة يوميا، يمكن استخدام أجهزة المشي الرياضي لهذا الغرض”.

كما شدد قره كوز على ضرورة شرب السوائل بانتظام لمواجهة الآثار الجانبية لارتفاع درجات الحرارة، واستهلاك نحو لترين من الماء يوميا والتقليل من استهلاك الملح.

وحذر المرضى من عدم التعرض لأشعة الشمس، وقال “يؤدي نقص فيتامين ‘د’، الذي يتم تصنيعه من خلال تأثير الشمس على الجسم، إلى تفاقم العديد من أمراض القلب”.

17