أحياء طنجة تتزين في عيد الفطر

في كل عام تتنافس أحياء مدينة طنجة لاستقبال عيد الفطر المبارك، حيث يتسابق الشباب لتزيين شوارعهم وأزقتهم بشكل مميز. وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز روح التضامن والتعاون بين الجيران، بالإضافة إلى نشر قيم النظافة والعمل الجماعي.
طنجة (المغرب) - يتنافس شبان العديد من أحياء مدينة طنجة شمالي المغرب لتزيينها استعداداً لعيد الفطر، فضلاً عن غرس روح التضامن والنظافة ونشر قيم العمل الجماعي والتلاحم بين الجيران.
وقد تحولت العديد من الأزقة الصغيرة ووسط أحياء طنجة إلى لوحات فنية، بعد تزيينها بالبالونات والألوان الخاصة، مما جعل الزوار والمواطنين ينبهرون بمبادرات شباب هذه الأحياء، التي لاقت صدى كبيراً وواسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وينظم شباب الأحياء وجمعيات غير حكومية هذه المبادرات عبر إعادة طلاء الجدران، ووضع المزهريات والنباتات، وتعليق البالونات والزينة، ما يضفي جمالاً على المكان ويحوّل الشوارع إلى لوحات فنية. وعلى غرار طنجة، تنخرط مدن أخرى في هذه المبادرات، مثل الرباط والصويرة (غرب) والشاون (شمال).
وقد حصد حي "الجيراري"، الواقع بمقاطعة بني مكادة، لقب أجمل حي بالمدينة في عيد الفطر الماضي، بعد احتفالية استثنائية عاشها الحي عقب أداء صلاة العيد، حضرها العشرات من أبناء الحي والمنطقة والزوار. وبعد انتهاء صلاة العيد في مختلف المساجد والمصليات، اجتمع الصغار في حي الجيراري لتحية الكبار وتقديم تهاني العيد لهم، فيما احتفل بهم الشباب بطريقتهم الخاصة. كما تم تكريم عدد من نساء وشيوخ الحي في احتفالية استثنائية شهدتها المدينة.
وعلى قدم وساق، يعمل شبان العديد من أحياء مدينة طنجة في هذه المبادرة، مثل الجيراري، والدريسية، والعزيفات، لتحويل بعض أزقة هذه الأحياء إلى لوحات فنية تسر الناظرين.
وتضفي هذه المبادرات جمالاً، خاصة على المدينة العتيقة التي تعرف زيارة كبيرة من السياح إلى مدينة البوغاز. كما يعمل شباب وسكان هذه الأحياء على الاجتماع يوم العيد للاحتفاء بمبادراتهم ولصلة الرحم، وتبادل التهاني بعد صلاة العيد، فضلاً عن الاحتفاء ببعض شيوخ الحي نظير ما قدموه من تضحيات.
وفي وقت سابق، نظمت بعض الجمعيات مسابقات بين الأحياء لاختيار أجمل حي خلال الأيام الأخيرة من رمضان والتي تُعرف في المغرب بـ”العواشر”، حيث يتبادل المواطنون التهاني بعبارة “مبروك العواشر”.
وعلى غرار طنجة، يقوم شباب بعض الأحياء في مدينة الرباط بتنظيم مبادرات لتزيين أحيائهم، سواء في المدينة العتيقة، أو حي يعقوب المنصور (أكبر حي شعبي)، أو حي المهندس. ويرى الحقوقي المغربي يوسف قيل أن هذه المبادرات “تهدف إلى نقل قيم التضامن إلى الأجيال القادمة للانخراط في المحافظة على البيئة النظيفة،” مضيفاً أن تزيين الحي يعد تعبيراً عن رقي ووعي سكانه.
ودعا قيل شباب الأحياء في المدن الأخرى للانخراط في هذه المبادرات، سواء خلال المناسبات الدينية أو باقي أيام السنة. واعتبر أن “شباب الأحياء يقفون وراء هذه المبادرات للحفاظ على جماليتها ونظافتها”. وأشاد قيل بهذه المبادرات التي “تهدف إلى نقل القيم للأجيال القادمة من أجل الانخراط في المحافظة على البيئة النظيفة”. وأوضح أن تزيين الحي “تعبير عن رقي ووعي سكانه”.
وفي ما يتعلق بتمويل تزيين الحي، قال إن التمويل “يكون تطوعياً، سواء من طرف الشباب أو المحسنين، خاصة أنها تشمل الصباغة ووضع المزهريات، وشراء بعض المستلزمات الأخرى”. ودعا قيل شباب الأحياء في مختلف المدن المغربية “للانخراط في هذه المبادرات، سواء خلال المناسبات الدينية أو باقي أيام السنة”.
وتأتي هذه المبادرات في سياق اهتمام المغاربة بصباغة المنازل وتزيينها في الأعياد الدينية والمناسبات. فالكثير من أزقة ودروب المدينة العتيقة تتميز بألوان خاصة، سواء في السويقة أو الملاح أو الأزقة المؤدية إلى شالة (قلعة تاريخية) أو لكزا، مما يضفي عليها رونقاً خاصاً ويجعلها قبلة للزوار والسياح.
كما تشهد مدن أخرى مثل هذه المبادرات، مثل الصويرة (غرب)، وأصيلة وتطوان (شمال)، خاصة على مستوى الأحياء الشعبية والمدن العتيقة، التي تشكل متحفاً مفتوحاً يعكس مختلف الحضارات التي مرت وتركت بصمتها في العمران.
ولفت قيل إلى أن مدن الشمال “تعرف انتشاراً كبيراً لهذه المبادرات، مثل طنجة”. وأشاد بهذه المبادرات التي “تبين مدى انخراط الشباب في الحفاظ على جمالية أحيائهم، والتنافس بين الأحياء لنشر قيم التضامن والتعاون”. وفي سياق متصل، تشهد محلات بيع الحلويات في طنجة إقبالاً كبيراً من المواطنين قبيل عيد الفطر، حيث تُعد هذه المحلات وجهة رئيسية للعائلات الراغبة في شراء حلويات متنوعة وبأسعار تناسب مختلف الفئات.
وتتراوح الحلويات بين التقليدية مثل “الكعك”، “البسكويت”، و”المعمول”، والحلويات العصرية مثل “التشيز كيك”، “الموس”، و”التارت”، التي لاقت استحساناً كبيراً بين الزبائن.