أحمد داوود أوغلو معارض يحبذه أردوغان

رئيس الوزراء الأسبق ينال ثقة حزبه استعدادا للانتخابات القادمة.
الثلاثاء 2020/11/03
بداية غير موفقة

نال رئيس الوزراء الأسبق والمنشق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أحمد داوود أوغلو ثقة حزبه الجديد استعدادا للمحطات الانتخابية القادمة أين ينتظر أن يترشح لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان، فيما يشير مراقبون إلى أن تسليط وسائل الإعلام الموالية لأردوغان الضوء على أنشطة صديق الأمس يعكس أنه مرشح تعثر قبل أن يبدأ.

أنقرة - يطرح اهتمام وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا برئيس حزب المستقبل المعارض أحمد داوود أوغلو الذي نال ثقة حزبه استعدادا للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة تساؤلات بشأن دوافع تسليط الضوء على مرشح يهاجم باستمرار سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان ويتهمه بتدمير تركيا اقتصاديا واجتماعيا.

ويرى مراقبون في اهتمام وسائل الإعلام الموالية لأردوغان بداوود أوغلو، الخصم المفترض في الرئاسيات القادمة، ضربة له قبل أن يبدأ.

ويشير هؤلاء أن أردوغان يحبذ المعارضين من طينة داوود أوغلو الذي يسارعون لتكوين أحزاب سياسية وتقديم أنفسهم مترشحين للرئاسة في ظرف وجيز، ما يخرجهم في قالب المستعجلين لتقلد المناصب الحكومية مرة أخرى.

وتخدم الهالة الإعلامية التي خلقتها وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية حول داوود أوغلو، الرئيس أردوغان على جبهتين: الجبهة الأولى وهي تأكيد الانطباع بأن داوود أوغلو جزء من منظومة حزب العدالة والتنمية الحاكم ويحمل نفس تصوراتها وأجنداتها وبالتالي فهو امتداد وليس استثناء.

وأما الجبهة الثانية فهي التورية عن الخصم الحقيقي القادر على إحداث المفاجئة وهو رئيس حركة الوطن محرم إنجه الذي خسر انتخابات 2018 بحصوله على أكثر من 30 في المئة من أصوات الناخبين مقابل حصول أردوغان على أكثر من 52 في المئة.

وكان إنجه آنذاك مرشحا لحزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعوب الجمهوري، الذي انشق عنه في ما بعد قائلا إنه حاد عن مبادئه التي تأسس من أجلها.

وحصل داوود أوغلو الذي كان مرشحا وحيدا لرئاسة الحزب، على 829 صوتا، من أصل الـ842 المُدلى بها، فيما بلغ عدد الأصوات غير الصالحة 13.

وفي سبتمبر 2019، أعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، وأعلن تأسيس حزب المستقبل في ديسمبر من العام نفسه.

وفي 19 ديسمبر 2019، انتخب داوود أوغلو، رئيسًا لحزب المستقبل، خلال اجتماع مغلق عقده مجلس المؤسسين للحزب بأنقرة.

اهتمام وسائل الإعلام الموالية لأردوغان بداوود أوغلو، الخصم المفترض في الرئاسيات القادمة، ضربة له قبل أن يبدأ

وصعد داوود أوغلو حملته ضد نظام أردوغان الذي بات يُوجّه له انتقادات حادّة، وذلك استعداداً لأيّ انتخابات برلمانية أو رئاسية مبكرة، حيث يواصل تنفيذ امتدادات سياسية جديدة لحزبه، وانتهى من تشكيلات الحزب في 53 مدينة خلال فترة وجيزة.

وأظهرت آخر استطلاعات الرأي في تركيا أن أصوات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تتلاشى، بينما تزداد بالمقابل أصوات حزب الشعب الجمهوري، والأحزاب الجديدة التي أسسها كل من داوود أوغلو وعلي باباجان حيلفي أردوغان السابقين.

ولا يستبعد مراقبون اصطفاف عدد كبير من الناخبين من مختلف الحساسيات السياسية خلف إنجه إذا ما ترشح للانتخابات الرئاسية القادمة المزمع عقدها في 2023، بعد أن أظهرت انتخابات 2018 أنه منافس حقيقي لأردوغان.

ويرجح سياسيون أتراك أن ينكب إنجه قبل ثلاث سنوات على الانتخابات الرئاسية القادمة على استقطاب جزء من الأتراك المتدينين الغاضبين من سياسات أردوغان، خاصة وقد عرف عن الرجل تعهده بعدم دخول السياسة إلى المساجد والثكنات والمدارس في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، مؤكداً أنه ليس لديه تحفظ على المتدينين، وأن على الأسر تثقيف أبنائها دينيًا، ولكن يجب إبعاد السياسة عن الجيش والمساجد والجامعات.

وإذا ما تمكن إنجه، وفق ما هو متوقع، من بلوغ الدور الثاني للرئاسيات القادمة كما فعل في 2018، فإن حزب الشعوب الديمقراطي سيكون على موعد في الاصطفاف خلفه ودعمه رغم الخلافات، فكلا الحزبين يشتركان في الهدف رغم اختلاف الطرق.

وأمام تراجع التأييد لحزب العدالة والتنمية، يجد إنجه نفسه أمام فرصة تاريخية لاستثمار هذا التراجع استعدادا للمحطات الانتخابية القادمة.

وأظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة متروبول للأبحاث، ومقرّها أنقرة تواصل أصوات حزب العدالة بالتلاشي لصالح أحزاب المعارضة الجديدة والتقليدية.

ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة القادمة في تركيا عام 2023، لكنّ العديد من المؤشرات برزت حول احتمال إجراء انتخابات مبكرة، منها الاقتصاد المُتعثر في البلاد، وتشكيل أحزاب منافسة جديدة من قبل شخصيات بارزة، فضلاً عن دعوات التحالف الحاكم لإدخال تغييرات على قوانين الانتخابات تضع قيوداً كبيرة على أحزاب المُعارضة وإمكانية تمثيلها في البرلمان القادم.

وبينما يرى محللون أنّ إجراء الانتخابات هذا العام خلال ذروة تفشي فايروس كورونا غير واردة أبدا، فإن احتمال إجرائها في 2021 أو 2022 سيكون أعلى نوعاً ما.

وكانت هناك تكهنات في الآونة الأخيرة في أروقة السياسيين وأوساط المعارضة وفي بعض وسائل الإعلام، بأن الرئيس التركي قد يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة، كما فعل في الماضي عندما كانت تأتي لصالحه، وهذا ما هو غير مُتحقق في الوقت الحالي.

5