أحمد بن سعود الرواحي: الكتاب الورقي سيظل الأبرز رغم التحديات

الكتاب الورقي يحظى بشغف واهتمام كبير من قبل جمهور القراء.
السبت 2024/02/24
لا سبيل للتخلي عن الكتاب الورقي

مسقط - قال مدير معرض مسقط الدولي للكتاب أحمد بن سعود الرواحي، إن الكتاب الورقي يُشكّل الحضور الأبرز برغم كل الصعوبات التي تواجهه، وإنه برغم كل الانتشار التكنولوجي الواسع، تظل للكتاب الورقي خصوصية وروح، ويحظى بشغف ومتابعة واهتمام كبير من قبل جمهور القراء.

وأضاف الرواحي في مقابلة على هامش الدورة الثامنة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب، أن القصد من تميمة المعرض هذا العام، واختيار الذكاء الاصطناعي ليكون موضوعا رئيسيا في أجندة المعرض، لفت الانتباه وفتح حوار حول تأثيره على الثقافة والإبداع.

وحول توقع البعض بانتشار الكتاب الرقمي في ظل الانتشار التكنولوجي المتسارع، قال مدير معرض مسقط الدولي للكتاب، إن انتشار الكتاب الرقمي أو الصوتي قد يحدث، لكن الكتاب الورقي يبقى له حضوره، ونوّه بأن بعض بلدان أوروبا بدأت توصي بالعودة إلى الكتاب الورقي والحد من استخدام الأجهزة اللوحية في مدارسها، وذلك بعد أن تبيّن وجود آثار سلبية للاعتماد على تلك الأجهزة في مجال التعليم بمدارسها.

كتب التراث تحظى باهتمام كبير من الجهات الرسمية في السلطنة ومن جمهور القراء ولها حضور كبير في معرض مسقط للكتاب

وحول حضور التراث في دورة هذا العام من معرض مسقط للكتاب، وفي حركة النشر بسلطنة عمان، قال أحمد بن سعود الرواحي إن بلاده تولي اهتماما كبيرا بالتراث باعتباره إرثا مهما، وإن سلطنة عُمان كانت سبّاقة في إنشاء وزارة معنيّة بالتراث، وإن وجود تلك الوزارة ساهم في الحفاظ على المخطوطات والوثائق التي خرجت للجمهور في صورة كتب.

وأوضح أن كتب التراث تحظى باهتمام كبير من الجهات الرسمية في السلطنة، ومن جمهور القراء، ولها حضور كبير في معرض مسقط للكتاب.

وحول رؤيته للتعاون بين معارض الكتاب العربية، قال إن هناك تعاونا قائما ومستمرا بين معرض مسقط ومعارض الكتاب بالعالم العربي، وإن هناك فعاليات مشتركة من بين صورها إعلان المسؤولين بمعرض القاهرة للكتاب عن اختيار سلطنة عُمان لتكون ضيف شرف الدورة القادمة من المعرض (دورة 2025)، واعتبر أن ذلك حدث مهم تستعد له بلاده من أجل تقديم صورة حقيقية عن الفكر والثقافة والتراث والفنون العُمانية.

وحول التعاون بين معرض مسقط للكتاب واتحاد الناشرين العرب، قال أحمد بن سعود الرواحي إن هناك تعاونا كبيرا مع اتحاد الناشرين العرب، وإن بلاده تُقدم التسهيلات والدعم اللازم للناشرين وفق الإمكانيات والضوابط والشروط المقررة، وكذلك الحال مع اتحادات الناشرين بالدول العربية، من أجل خدمة الثقافة وفي إطار سعي بلاده لتكون لها بصمتها في الثقافة العربية والعمل على انتشارها.

يُذكر أن الدورة الثامنة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب، والتي تُقام خلال الفترة من الحادي والعشرين من شهر فبراير الجاري، وحتى الثاني من شهر مارس المقبل، وذلك بمشاركة 847 دار نشر من 34 دولة عربية وأجنبية، تعرض 622 ألف عنوان.

وقد اختير الذكاء الاصطناعي ليكون ثيمة المعرض في هذه الدورة، وتندرج الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية تحت هذه الثيمة، في حين تحضر فلسطين في المشهد الثقافي للمعرض من خلال الفعاليات والأنشطة.

وتضمنت فعاليات المعرض الجمعة ثلاث محاضرات، الأولى بعنوان “القضية الفلسطينية من منظور ديني”، وتحدث فيها الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي، وأدارها الدكتور أسعد المقيمي، والثانية بعنوان “توقيعات الخطاطين والنقاشين على أعمالهم الخطية في منطقة مكة المكرمة”، وتحدث فيها الدكتور أحمد عمر الزيلعي، وأدارها الدكتور عمر الريامي، والثالثة بعنوان “كنوز من محافظة الظاهر في المتحف الوطني”، تحدث فيها يونس بن سيف الشهومي، وأدارها أحمد الهنائي، وذلك ضمن برنامج الاحتفاء بمحافظة الظاهرة العُمانية كضيف شرف للمعرض هذا العام.

هناك تعاون كبير مع اتحاد الناشرين العرب، وسلطنة عمان تُقدم التسهيلات والدعم اللازم للناشرين
هناك تعاون كبير مع اتحاد الناشرين العرب، وسلطنة عمان تُقدم التسهيلات والدعم اللازم للناشرين

وفي برنامج الجلسات الحوارية، أقيمت عدة جلسات منها جلسة أولى بعنوان “أدب الرحلات”، تحدث فيها حسن البحار، وخالد العنقودي، وأدارها خلفان الزيدي، والثانية بعنوان “الشخصية في رواية تبكي الأرض يضحك زحل لعبدالعزيز الفارسي”، وتحدث فيها مالك بن محمد البلوشي، وأدارتها الدكتورة فوزية الفهدية. أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان “المواطنة والهوية الثقافية”، وتحدثت فيها الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية، وأدارها بدر الشيباني، في حين جاءت الجلسة الرابعة بعنوان “التسويق الرقمي وأثره على عملية النشر”، وتحدث فيها أحمد محمد رشاد، وأدارها حمود الشكيلي، بينما خصصت جلسة خامسة حول “الفنان الراحل محمد المهندس”، وتحدث فيها عماد بن محسن الشنفري، وهشان بن عبدالله اليافعي، ومطران بن عوض بيت مطران، وأدارها سالم الرحبي.

كما واصل المعرض، الجمعة، الاحتفاء بمرور ثلاثة عقود على إصدار مجلة “نزوى” الثقافية العمانية، حيث أقام في هذا الإطار ندوة شارك فيها الدكتور حبيب عبدالرب سروري، الدكتور أمير الزاوي، ظبية خميس، الدكتور فرانك ميراميه، الدكتور ديفيد هيرش، أحمد زين، منصورة عزالدين، عبده وازن وبدر الحمود، وأدارتها الدكتورة عائشة الدرمكية وهدى حمد.

ويأتي الاحتفاء بالمجلة باعتبار أنها كانت طوال ثلاثين عاما منتدى وملتقى لجميع الكتّاب والمثقفين والمفكرين العرب بشتى مدراسهم ومشاربهم، ما أسهم في جعلها منارة ثقافية عربية. وأصبحت بعد هذه المسيرة إحدى أهم المجلات الثقافية في المنطقة العربية، ومرجعا مهما من مراجع المعرفة والثقافة، ويعتدّ بها على المستوى الثقافي والعلمي.

كما تم تخصيص مساحة لفعاليات وأنشطة الطفل والأسرة، تشتمل على مسرح للفعاليات وحلقات العمل، وركن لغة الضاد، وركن متحف الطفل، والركن الأخضر، كما تم إنشاء مقاه ثقافية في عدد من الأجنحة المشاركة. ويستضيف المعرض هذا العام نخبة من المثقفين والإعلاميين البارزين للمشاركة في فعاليات المشهد الثقافي.

12