بالنسبة لمستشاري ترامب، "الشرق الأوسط الجديد" أثبت أنه يصب في صالح الجميع، باستثناء الولايات المتحدة وحلفائها. حان وقت استعادة "الشرق الأوسط القديم".

اليوم يعيش البشير الفرصة الثانية. المساعدات والاستثمارات الغربية والعربية لها ثمن فهمه البشير، الذي لم يتردد في إرسال قوات سودانية للقتال في اليمن، وطرد قيادات الإخوان المسلمين من البلد، ونأى بالسودان، فجأة، عن محور التحالف الإيراني في المنطقة.

ثورة يناير كانت الحد الفاصل الذي وسع الفجوة بين جيل تربى على أن الحجاب جزء من الأخلاق، وأن العالم كله يتآمر على مصر، وجيل آخر يعتبر أن كل هذه تابوهات لا قيمة لها.

منذ اليوم الأول من الحديث عن التنازل عن الجزيرتين، أدرك السيسي أن هذا الموضوع سيهدد شرعية حكمه لا محالة. لا أحد إلى الآن يعرف لماذا قرر الحديث عن قضية كهذه منذ البداية.

كي لا يتكرر حادث برلين في مكان آخر، على أوروبا أن تقف الآن وتراجع نفسها. الانحدار نحو المزيد من التطرف لن ينتج إلا تطرفا مقابلا، والتساهل مع الإسلاميين لن يفضي إلى شيء سوى المزيد من العمليات الإرهابية.

فصائل المعارضة لم تعد الوسيلة المثلى لتحقيق حلم التخلص من النظام لدى شباب الحارة العاديين الذين بدأوا يدركون أن البحث عن وسيلة أخرى لمعارضته هو الحل الأسلم.

تقاعس الأزهر وكل المؤسسات الدينية الرسمية في مصر عن الإقدام على أي خطوة تجاه تجديد الخطاب الديني هو نتيجة طبيعية لعدم إيمان هذه المؤسسات بأن الخطاب الديني يحتاج أصلا إلى أي تجديد.

صار ملحا على العرب إعادة النظر في تحالفهم القديم مع الولايات المتحدة. لا بديل أمامهم سوى إدراك أن العالم أحادي القطبية الذي ساد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لن يدوم طويلا.