أحرار الشام توافق على حل نفسها بعد اتفاق مع تحرير الشام

هيئة تحرير الشام تسيطر على أغلب مناطق المعارضة في ريف حماة وإدلب بعد قرار حركة أحرار الشام حل نفسها "لتجنب المدنيين القتال".
الأربعاء 2019/01/09
أحرار الشام ثاني فصيل يعلن حل نفسه بعد فصيل الزنكي من الجبهة الوطنية للتحرير

دمشق- أعلنت حركة أحرار الشام، أبرز فصائل المعارضة في شمال سوريا، الاربعاء حل نفسها بعد تقدم هيئة تحرير الشام ( النصرة سابقا) وسيطرتها على أغلب المناطق في ريفي حماة وإدلب وريف حلب الغربي.

وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير "حلت حركة احرار الشام نفسها في منطقة الغاب وجبل شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي بعد تقدم هيئة تحرير الشام لتجنب المدنيين القتال ".

ونص الاتفاق على أن تتبع المنطقة لحكومة الانقاذ في محافظة إدلب والتي تخضع لهيئة تحرير الشام إدارياً وخدمياً، وتتم عمليات الرباط والأعمال العسكرية على خطوط المواجهات مع القوات الحكومية بإشراف هيئة تحرير الشام.

وبموجب الاتفاق يتم تسليم السلاح الثقيل والمتوسط لهيئة تحرير الشام مع الإبقاء على السلاح الفردي في أيدي عناصر الحركة سابقا.

وخير الاتفاق عناصر أحرار الشام بين البقاء في المنطقة أو مغادرتها الى مناطق غصن الزيتون بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام، كما تضمن الهيئة عدم ملاحقة أي شخص شارك في القتال الدائر في منطقة الغاب وشحشبو .

وبعد التوصل لهذا الاتفاق يبقى أمام حركة هيئة تحرير الشام في ريف حماة مناطق سيطرة جيش العزة التابع للجبهة الوطنية للتحرير.

وقال مصدر في الجيش السوري الحر إن "عملية السيطرة على مناطق جيش العزة مسألة أيام وعلى الأغلب بدون قتال"، متوقعا التوصل إلى تسوية وخروج من يرغب من عناصر العزة باتجاه مناطق عفرين ودرع الفرات.

وكان مصدر في المعارضة قد ذكر، الأحد، أن هيئة تحرير الشام أغلقت "المعابر الواصلة بين عفرين وإدلب لأسباب إدارية وأمنية، كما أغلقت الهيئة معبر دارة عزة بعد طرد حركة نور الدين الزنكي".

وكشف المصدر أن "هيئة تحرير الشام ستعيد فتح معبر المنصورة غرب مدينة حلب مع القوات الحكومية خلال الأيام القادمة، وبذلك أصبحت المعابر في ريفي حلب وإدلب التي ترتبط مع فصائل درع الفرات والنظام وتركيا تحت سيطرة هيئة تحرير الشام".

كما شدد على أن الأيام القادمة ستشهد سيطرة الهيئة على كل المناطق الخاضعة للمعارضة في إدلب وريف حلب الغربي والجنوبي وكذلك ريف حماة من خلال الضغط على جيش العزة وصقور الشام وأحرار الشام وإخضاعهم لوزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ أو يواجهون مصير حركة نور الدين الزنكي".

وتشهد محافظة إدلب، منذ اربعة أشهر، وقفا هشا لإطلاق النار، ما سمح لآخر معاقل الفصائل المعارضة والجهادية في شمال غرب سوريا بتجنب هجوم واسع كان النظام السوري ينوي القيام به.

ولئن جنّب الاتفاق الروسي التركي مناطق سيطرة الفصائل المعارضة والجهادية في ادلب ومحيطها هجوماً عسكرياً لوحت دمشق بشنه على مدى أسابيع، إلا أن مواجهات متقطعة جرت بين مقاتلي المعارضة والجهاديين من جهة والقوات الحكومية من جهة أخرى.

هيئة تحرير الشام تتوقع التوصل إلى تسوية مع جيش العزة التابع للجبهة الوطنية للتحرير للخروج من مناطقهم
هيئة تحرير الشام تتوقع التوصل إلى تسوية مع جيش العزة التابع للجبهة الوطنية للتحرير للخروج من مناطقهم

وأعلنت الفصائل المقاتلة أنها انجزت سحب عتادها الثقيل من "المنطقة المنزوعة السلاح" تطبيقا للإتفاق. إلا ان الجهاديين، وبخاصة الذين ينتمون لهيئة تحرير الشام لم ينسحبوا من المنطقة العازلة، حسبما نص عليه الإتفاق.

كما لم يتم فتح الطريقين السريعين الذين يمران عبر إدلب ويصلان المناطق التي يسيطر عليها النظام بالحدود التركية. وتسيطر هيئة تحرير الشام على 60 بالمئة من مساحة محافظة إدلب. فيما تسيطر "الجبهة الوطنية للتحرير" وهي تحالف لفصائل مقاتلة تدعمها تركيا، على المناطق المتبقية من المحافظة.

وشنت هيئة تحرير الشام، خلال الايام الماضية، هجوما داميا ضد مواقع الجبهة الوطنية للتحرير وتمكن الجهاديون من السيطرة على كامل الأراضي التي كانت خاضعة للفصائل المقاتلة في ريف حلب الغربي.

ولفت الباحث توماس بيرييه إلى "ان استراتيجية هيئة تحرير الشام هو الظهور كامر واقع لا يمكن إنكاره، أي أنها القوة المسيطرة، اي انها القوة المهيمنة". وأضاف أنها تهدف لأن تبين "للجهات الفاعلة الدولية المعادية للمجموعة" بأنه لا يمكنها "القيام باي شي من اجل طرد" الهيئة من إدلب.

ولدى الإتفاق بينهما في سبتمبر، تعهدت موسكو وأنقرة "محاربة الإرهاب في سوريا". ويرى خبراء أن على تركيا إخضاع هيئة تحرير الشام. ولفت بيرييه الى وجود "استراتيجية التضييق التدريجي".