أجهزة إلكترونية لقياس احتمالات الإصابة بوهن الشيخوخة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - توصلت دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة أنه من الممكن استخدام أجهزة إلكترونية لقياس احتمالات الإصابة بوهن الشيخوخة.
وأفادت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “نيتشر كومينيكيشن” أن هذه الأجهزة التي تقيس بعض المؤشرات الحيوية المرتبطة بالصحة العامة يمكنها التنبؤ باحتمالات الإصابة بمضاعفات صحية في الكبر تؤدي إلى الإصابة بوهن الشيخوخة.
ووجد الفريق البحثي من مستشفى بريجهام في ولاية ماساشوسيتس الأميركية أن اضطراب النمط اليومي للنشاط والراحة يزيد من احتمالات الإصابة بالوهن بمرور الوقت، وأنه من الممكن تسجيل هذه الاضطرابات بواسطة أجهزة إلكترونية يرتديها المستخدم. ويؤكد الباحثون أن هذه الأجهزة يمكنها التنبؤ بوهن الشيخوخة قبل ستة أعوام من حدوثه.
الوهن يقلل من جودة الحياة، وبالتالي فإن رصده في مرحلة مبكرة يتيح إمكانية التدخل الطبي بغرض الحفاظ على الصحة
ويقول روكسو كاي أخصائي اضطرابات النوم في المستشفى إن هذه الدراسة أثبتت أن الأجهزة القابلة للارتداء تمثل وسيلة مهمة لمراقبة الصحة على المدى الطويل لدى كبار السن.
وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” المتخصص في الأبحاث العلمية أن الوهن يقلل من جودة الحياة، وبالتالي فإن رصده في مرحلة مبكرة يتيح إمكانية التدخل الطبي بغرض الحفاظ على الصحة في سن الشيخوخة.
وشملت الدراسة 1022 شخصا تبلغ أعمارهم 81 عاما تمت متابعة الأنشطة البدنية التي يقومون بها على مدار 16 عاما بواسطة أجهزة متخصصة في قياس الوظائف الحيوية والجسمانية. ووجدت الدراسة أنه من بين هؤلاء المتطوعين، أصيب 357 شخصا بالوهن. ولاحظ الباحثون أن هذه الفئة ظهرت عليها أعراض اضطراب أنماط الراحة والنشاط مع تراجع قوّتهم البدنية بشكل عام.
ويقصد بالوهن بعض الأعراض مثل ضعف قبضة اليد وتراجع مؤشر كتلة الجسم وزيادة الشعور بالإرهاق.
ويمكن للتغيّرات التي تحدث في سياق الشيخوخة الطبيعية أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بأمراض محددة. ولكن، يمكن للبشر اتخاذ إجراءات للحد من تأثيرات هذه التغيرات. فعلى سبيل المثال، يكون المُسنّون أكثر عرضة لفقدان أسنانهم. إلا أن زيارة طبيب الأسنان بشكل منتظم، وتناول كميات أقل من الحلويات، وتفريش الأسنان وتنظيف المسافات بينها بالخيط بانتظام قد يُقلل من خطر فقدان الأسنان. وبالتالي، على الرغم من أن فقدان الأسنان هو أمر شائع مع التقدم في السن، إلا أنه ليس جزءًا أصيلاً من الشيخوخة ويمكن تجنبه.

كما أن القدرات الوظيفية للشخص تتراجع مع تقدمه في السن، وتكون أحيانًا مشابهة للتدهور الوظيفي الناجم عن الإصابة بمرض. فعلى سبيل المثال، يُعد التراجع البسيط في القدرات الذهنية أمراَ عامًا بين جميع كبار السن، ويُعد جزءًا من الشيخوخة الطبيعية. ويتضمن هذا التراجع زيادة صعوبة تعلم أشياء جديدة مثل اللغات، وتراجع مدى الانتباه، وزيادة القابلية للنسيان. في المقابل، فإن التراجع الناجم عن الإصابة بالخرف يكون أشد بكثير. فقد يضع الأشخاص الذين يتقدمون في العمر بشكلٍ طبيعيّ الأشياءَ في غير موضعها، أو ينسون التفاصيل، أما المصابون بالخرف فقد ينسون أحداثاً برمَّتها. كما يواجه المصابون بالخرف صعوبة في القيام بالمهام اليومية الاعتيادية (مثل قيادة السيارة، أو الطبخ، أو إدارة الشؤون المالية) وفهم الوسط المحيط، بما في ذلك معرفة السنة الحالية وأماكن تواجدهم. وبالتالي، يُعد الخرف مرضًا، حتى وإن كان حدوثه شائعًا في مراحل لاحقة من الحياة. وهناك أنواع معينة من الخرف، مثل داء الزهايمر، تختلف عن الشيخوخة بأشكال أخرى أيضًا. وعلى سبيل المثال، عند أخذ خزعة من نسيج الدماغ، تُلاحظ اختلافات في ما بين المصابين بالزهايمر والأشخاص المسنين غير المصابين بهذا المرض. وبالتالي، هناك اختلاف واضح بين الشيخوخة والخرف.