أبومحمد الجولاني يخشى كشف المستور بانشقاق أبوأحمد زكور

حلب (سوريا)- أحدث انشقاق جهاد عيسى الشيخ الملقب بـ”أبوأحمد زكور”، هزة داخل هيئة تحرير الشام التي تقودها جبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) لما يملكه القيادي من معلومات خطيرة تخشى قيادة الهيئة انكشافها.
ودفعت تلك المخاوف الهيئة، التي تسيطر على محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب، إلى شن عملية عسكرية لاعتقال القيادي المنشق في مدينة أعزاز شمالي حلب، حيث كان لجأ أبوأحمد زكور إلى عشيرته البكارة للاحتماء من ردت فعل الهيئة.
وتحدثت مصادر سورية عن اشتباكات مسلحة استمرت لساعات، ومحاولة اعتقال توقفت على أعتاب عفرين، بتدخل تركي.
ولم تقم الهيئة في السابق بأي رد فعل خشن على انشقاق قيادات تابعة لها، ولم تحرك قواتها لاعتقالها على خلاف الأمر مع عيسى الشيخ الذي يعد الرجل الثاني في الهيئة، ويمتلك كنزا من المعلومات عن قيادة التنظيم وعلاقاتها.
وأوضح الباحث في الجماعات الجهادية عرابي عرابي أن أبوأحمد زكور يعد رقما أساسيا في هيئة تحرير الشام وهو بمثابة الصندوق الأسود للهيئة.
وأشار الباحث في تصريحات لموقع “عنب بلدي” إلى الأدوار الكثيرة التي تقلّدها القيادي المنشق بينها مسؤول وأمني، وحين كان واليا “أميرا” في جبهة النصرة في حلب، وتأديته وظائف كبيرة، ومسؤوليته عن العلاقات مع العشائر والعلاقات العامة داخل الهيئة، إلى جانب كونه المسؤول عن اقتصاد التنظيم.
وقال عرابي إن زعيم الهيئة أبومحمد الجولاني يريد اعتقال الشيخ لأنه يستطيع تعطيل مسارات عدة داخل التنظيم، ويمتلك أوراقا كثيرة، ويمكن أن يفاوض في الملفات الداخلية مع جهات أخرى، سواء كان التحالف أو الجانب التركي، أو أي جهة دولية، ومن هنا تكمن أهمية وأولوية اعتقاله من قبل الجولاني.
وذكر عرابي أن أبوأحمد زكور يختلف عن باقي القياديين مثل أبوماريا القحطاني الذي استطاع الجولاني بعد تجميد صلاحياته واعتقاله ضبط “كتلة الشرقية” التابعة له، ومختلف أيضا عن أبوالعبد أشداء الذي سبق وكشف ملفات فساد عن تحرير الشام، لكنه لم يكن يملك ثقلا يمكنه من تعطيل مصالح الهيئة.
وكان عيسى الشيخ قد أعلن انشقاقه عن هيئة تحرير الشام، قبل أسبوع، ونشر بيانا عبر الحساب الذي يستخدمه في موقع إكس منتقدا فيه الجولاني وسياسة الهيئة.
وقال الشرعي السابق في تحرير الشام والمنشق عنها أبويحيى الشامي إن أبوأحمد زكور يهدد كل كيان الجولاني، فهو قادر على بناء تكتل ودعوة منشقين عن الهيئة، كما أن لديه اطلاعا وخبرة في ملف تمدد الجولاني، ويستطيع تخريب كل ما حققه الأخير شمالي حلب.
ولفت الشامي إلى أن أبوأحمد زكور يعد مستودع معلومات خطيرة، إذا نشرها بطريقة هادئة ودقيقة يتضرر الجولاني على كل المستويات الدولية والمحلية وداخل الهيئة ذاتها.
وعقب إفلاته من قبضة قوات الجولاني نشر القيادي المنشق تسجيلات صوتية تحدث فيها عن تورط زعيم الهيئة في أربع قضايا، على رأسها تفجير قرب معبر أطمة الحدودي مع تركيا عام 2016، والثانية استهداف مقاتلي حركة نورالدين الزنكي بالمفخخات في ريف حلب، والقضية الثالثة مبايعة وتعاون فصائل من الجيش الوطني السوري مع هيئة تحرير الشام، والرابعة اتهم فيها الجولاني بالعمالة مع جهات خارجية.