أبوظبي تعزف ألحان الجاز بلغة العالم

تحتفي أبوظبي باليوم العالمي لموسيقى الجاز عبر تنظيم فعالية موسيقية كبرى جمعت نخبة من نجوم الجاز العالميين والمحليين، في إطار برنامج ثقافي يمتد خمسة أسابيع، لتبرز الإمارة كمدينة عالمية للموسيقى ضمن شبكة مدن اليونسكو.
أبوظبي - استضافت عاصمة الإمارات أبوظبي احتفالات اليوم العالمي لموسيقى الجاز، في فعالية استثنائية نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومعهد هيربي هانكوك لموسيقى الجاز، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، احتفاءً بمكانة الإمارة المتقدمة كمركز عالمي للفنون، ووجهة للإبداع الموسيقي والابتكار، بعدما تم اختيارها في عام 2021 ضمن شبكة مدن اليونسكو للموسيقى الإبداعية.
ويُحتفى باليوم العالمي لموسيقى الجاز سنوياً في 30 أبريل منذ أن أدرجه المؤتمر العام لليونسكو ضمن جدول الفعاليات الثقافية العالمية عام 2011، تأكيداً على الدور البارز الذي تلعبه هذه الموسيقى في تعزيز الحوار بين الثقافات، ونشر قيم التفاهم والتسامح والسلام.
وبمناسبة هذا الحدث العالمي استضافت أبوظبي “حفل نجوم موسيقى الجاز العالميين – أول ستارز” في “الاتحاد أرينا”، أكبر وجهة ترفيهية متعددة الاستخدامات في المنطقة، حيث اجتمعت نخبة من الفنانين المحليين والدوليين على خشبة واحدة في عرض موسيقي ضخم، أعاد التأكيد على أهمية الجاز كوسيلة للتقارب الثقافي.
شاركت في الحفل العازفة الإماراتية إلهام المرزوقي، أول عازفة تشيلو إماراتية، والموسيقي الإماراتي أرقم العبري، إلى جانب أسماء عالمية مرموقة، من بينها جون بيسلي، كيني بارون (الولايات المتحدة)، دانيلو بيريز (بنما)، أبو (الصين)، دي دي بريدج، دياني ريفز، فاريجاشري فينوجوبال (الهند)، ديفيد سانشيز (بورتوريكو)، تيا فولر، توماوكي بابا (اليابان)، ليندا ماي هان أوه (أستراليا)، جون باتيتوتشي، تيري لين كارينغتون، إيلينا بينديرهوجز، وغيرهم من ألمع نجوم الجاز العالمي.
وعكس الحفل رؤية أبوظبي للانفتاح الثقافي، حيث تم دمج آلات عربية تقليدية، مثل العود والقانون والناي، ضمن الأداء الموسيقي، في خطوة تبرز الهوية الموسيقية الإماراتية في الإطار العالمي للجاز. ويأتي هذا الحفل كجزء من برنامج ثقافي شامل يمتد على مدار خمسة أسابيع خلال شهري أبريل ومايو 2025، ويتضمن سلسلة من العروض الحية، وورش العمل، والأنشطة التعليمية والمجتمعية، التي يشارك فيها طلاب ومواهب محلية إلى جانب محترفين دوليين، وهو ما من شأنه أن يعزز روح التعاون الثقافي ويمنح الشباب فرصة التعبير عن إبداعاتهم.
وتُسلط دورة هذا العام الضوء على التراث الثقافي المتنوع لأبوظبي، حيث تمتزج الموسيقى العالمية بالتقاليد الإماراتية، في مشهد يقدّم إلى الجمهور مزيجا فنيا فريدا، يعكس تلاقي الثقافات وعمق التبادل الحضاري. وتؤكد هذه الفعالية مكانة أبوظبي كـ”مدينة للموسيقى” ضمن شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية، حيث تحتضن الإمارة مختلف أشكال الفنون والموسيقى، مدفوعة برؤية إستراتيجية تركز على الثقافة والإبداع كمحرّكين للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتتمتع أبوظبي بإرث موسيقي غني وفنون أداء عريقة، إلى جانب مشهد موسيقي معاصر ومزدهر، يعكس تنوع سكانها من أكثر من 200 جنسية، كل منهم يسهم في إثراء النسيج الموسيقي المحلي بطرق تعبير فريدة. وتسعى الإستراتيجية الثقافية لأبوظبي، التي تديرها دائرة الثقافة والسياحة، إلى استخدام الموسيقى كأداة للحوار بين الثقافات، وبناء جسور بين الأجيال، وتعزيز التفاهم والتسامح.
وفي تعليقه على هذا الحدث قال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، عبر الموقع الرسمي لليونسكو “يُعدّ الجاز أداة فعّالة للتواصل العالمي والتناغم الاجتماعي، ونحن فخورون بأن سكاننا وزوارنا من جميع أنحاء العالم سيختبرون هذا المزيج الفريد من التفاهم الثقافي، والإبداع، والشمولية، الذي يُجسد روح اليوم العالمي لموسيقى الجاز." وأضاف “نعتز باختيار أبوظبي لاستضافة احتفالية اليوم الدولي لموسيقى الجاز 2025، وهو ما يعكس تميز المشهد الموسيقي المزدهر في الإمارة، والتزامها الراسخ بالتنوع الثقافي، بصفتها مدينة الموسيقى بحسب تصنيف اليونسكو."
من جانبها، قالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، “يسرنا الاحتفال بهذا اليوم العالمي في مدينة اليونسكو الإبداعية للموسيقى، أبوظبي. تسلط هذه النسخة من الاحتفال الضوء على النسيج الغني للإبداع والتراث الثقافي للمدينة، مع إبراز قدرة موسيقى الجاز على ربط المجتمعات وتعزيز الحوار والسلام عبر القارات."
وأكدت أزولاي أن الإمارات تلعب دورا محوريا في دعم التعاون الثقافي الدولي، سواء من خلال منظمة الأمم المتحدة أو مجموعة العشرين، وهو ما يجعلها شريكا أساسيا لليونسكو، مشيرة إلى أن الشراكة بين الجانبين ستستمر في السنوات القادمة، في ضوء إدراك القيادة الإماراتية لأهمية الثقافة كوسيلة لبناء السلام وتعزيز التنمية المستدامة. واختتمت المديرة العامة لليونسكو حديثها بالإشارة إلى أن مشروعات مثل “إحياء روح الموصل” و”اليوم العالمي للجاز” تجسّد الإمكانات الكبرى للتعاون الثقافي في بناء مستقبل أكثر إشراقا للعالم.