أبوظبي تجمع مركبات المستقبل في منصة واحدة

اتجهت أنظار مصنعي السيارات أمس إلى إمارة أبوظبي، التي تحتضن فعاليات الدورة الرابعة من المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل، بعد أن بات إحدى أبرز المنصات في منطقة الشرق الأوسط المتخصصة في هذا المجال، حيث تستعرض نخبة من المتخصصين خطوات التحول إلى التنقل الذكي والنظيف.
أبوظبي - تتزايد المؤشرات بأن تشهد السنوات القادمة طفرة في صناعة السيارات مثلما هو الحال مع العديد من الصناعات الأخرى، التي باتت تعتمد بشكل شبه كلي على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وفي ظل تجاوز استخدامات التقنيات الحديثة كل التوقعات، تسعى منصات عديدة للتركيز على الثورة القادمة لعالم السيارات وتطبيقها على أرض الواقع كونها محورا استراتيجيا في بناء المدن الذكية والنظيفة.
وتجسيدا لذلك، انطلقت أمس في أبوظبي دورة جديدة من المؤتمر السنوي، الذي يناقش مستقبل السيارات لوضع تصور لآليات تطوير منظومة المركبات الذكية والهجينة والكهربائية والتخاطب بين المركبات وتأهيل البنية التحتية لهذه الطفرة التقنية.
ويُعقد المؤتمر، الذي تنظمه هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (مواصفات) للمرة الرابعة، بالتعاون مع شركة ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط، على مدار يومين وبالشراكة مع دائرة النقل بأبوظبي ومع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين من الهيئات الاتحادية والمحلية.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية لمدير عام الهيئة، عبدالله المعيني، قوله إن “قطاع المركبات والنقل يواجه مستقبلا واعدا سيختلف بصورة كبيرة عن حاضره وماضيه”.
وأوضح أن هناك توجهات عدة وابتكارات تتراوح بين اللامركزية في مجال الطاقة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وهي تجتمع معا لإحداث تغييرات جذرية في النظام البيئي للنقل والتنقل على مستوى العالم.
ويشير المعيني إلى أن بلاده كانت في الطليعة في ما يتعلق بتطوير وسائل بديلة للتنقل بتقنيات مستدامة، مع إعطاء الأولوية لتحويل النقل الجماعي إلى أنظمة أكثر كفاءة وذكاء.
وتشارك في المؤتمر الدولي الرابع لمركبات المستقبل (آي.سي.أف.أم) نخبة من خبراء صناعة المركبات والتقنيات الحديثة يتوقع أن يصل عددهم إلى 450 خبيرا ومهنيا متخصصا يمثلون أكثر من 175 جهة ومؤسسة حكومية وخاصة من 18 دولة حول العالم.
وقال أحمد باولس الرئيس التنفيذي لميسي فرانكفورت الشرق الأوسط “يسعدنا أن نتعاون مرة أخرى مع مواصفات، التي تواصل ريادتها نحو تحقيق رؤية مشتركة لمنظومة تنقل ذكية ومستدامة وذاتية القيادة”.
وتعزز السيارات الذكية والكهربائية والهجينة ومركبات خلايا الهيدروجين من فكرة تقليص الانبعاثات الضارة بالصحة والبيئة، إذ تنخفض مساهمتها في تلويث الهواء بنحو 35 بالمئة مقارنة بنظيراتها من مركبات البنزين والديزل.
وللإمارات تجارب فريدة، فقد دشنت دبي في مايو الماضي اختبار لوحات ذكية لأرقام السيارات، مزودة بشاشات رقمية ونظام تحديد المواقع، لتغيير نمط التعامل مع أصحاب المركبات والجهات الحكومية.
وقبل ذلك بثلاثة أشهر، أعلنت شركة إيمنسا للتكنولوجيا، المتخصصة في الطباعة ثلاثية الأبعاد، في فبراير الماضي، عن إنتاج قطع غيار مصنعة باستخدام هذه التقنية واستخدامها في سيارة سباق من موديل تويوتا جي.تي 86.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، فهمي الشوا، حينها إن “الشركة تفخر بأنها أول من يستخدم الطباعة المجسمة في صناعة السيارات المحلية”.
وأكد أن التصنيع المضاف يمكن أن يعزز عمليات التصنيع التقليدية ويساعد في خفض التكاليف وإعادة تعريف الإنتاجية ودعم الابتكار في جميع القطاعات.
وتمكنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، من إنتاج وحدتين للتنقل الذكي، بالتعاون مع شركة نكست فيوتشر الأميركية، وقد دخلتا طور التجارب في فبراير الماضي.