أبواب المسجد النبوي.. تصاميم مميزة تعكس حجم الرعاية والاهتمام

المملكة العربية السعودية تولي اهتماما بعمارة وتطوير المسجد النبوي الشريف.
السبت 2024/03/30
هوية خاصة لمسجد الرسول

المدينة المنورة (السعودية) - للمسجد النبوي الشريف العديد من المعالم التاريخية البارزة، التي توالت على رعايتها والعناية بها مختلف العهود الإسلامية.

وبرزت وتطورت هذه الرعاية والعناية مع العهد السعودي، حيث أولى ملوك المملكة العربية السعودية مُنذ توحيدها اهتمامهم بعمارة وتطوير المسجد النبوي الشريف للتيسير على المصلين والزوار.

ومن هذه المعالم.. أبوابه التي تمثل هوية خاصة لمسجد رسول الله والتي يبلغ عددها اليوم مئة باب موزعة بشكل متناسق حول جهاته الأربع وتوسعاته وسطحه، يعمل بها 280 موظفاً على مدار الـ24 ساعة خلال شهر رمضان.

وفي توسعة الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، جُعلت سبعة مداخل واسعة، ثلاثة منها في الجهة الشمالية واثنان في كل من الشرقية والغربية، وفي كل مدخل سبعة أبواب، اثنان منها متباعدان، وبينهما خمسة أبواب، يبلغ عرض الباب الواحد (3) أمتار، وارتفاعه (6) أمتار، وسماكته أكثر من 13 سنتمترا، ويبلغ وزن الباب والواحد طناً وربع الطن، ويمكن فتح وإغلاق الباب بيد واحدة لما تمثله المكرة الخاصة بالباب من مرونة في عملية الفتح والإغلاق، حيث صُنعت هذه الأبواب بأكثر من 1600 متر مكعب من خشب (الساج)، استهلك الباب الواحد منها أكثر من 1500 قطعة مذهبة منقوشة، جُمعت في قالب دائري تحتوي على اسم (محمد رسول الله).

أبواب المسجد النبوي الشريف يبلغ عددها اليوم مئة باب موزعة بشكل متناسق ودقيق من جهاته الأربع وتوسعاته وسطحه

ومُزجت هذه الأبواب بين النحاس المذهب في فرنسا وأفضل أنواع الأخشاب (الساج) التي جُمعت في أميركا ثم نُقلت إلى مدينة برشلونة في إسبانيا، وتم وضعها في أفران خاصة لتجفيفها في مدة لا تتجاوز خمسة أشهر، ثم قصها بمناشير مزودة بخاصية الليزر، وبعدها تُصب القطع النحاسية، ثم تصقل وتلمع قبل أن تأخذ الشكل النهائي بطلائها بالذهب، وتثبيتها على الأبواب، وثُبتت الأبواب باستخدام طريقة التعشيق القديمة دون استخدام المسامير.

وتقف اليوم هذه الأبواب المميزة شاهدةً على حجم الرعاية والعناية المستمرة من المملكة العربية السعودية بالمسجد النبوي الشريف، والعمل على عمارته باستمرار لتقديم الأعمال الجليلة لخدمة قاصديه لتأدية عبادتهم بكل يُسر واطمئنان.

وكانت للمسجد النبوي الشريف ثلاثة أبواب في بنايته الأولى في عهد النبي ،محمد ، ومع عمليات التطوير والتوسعة التي لحقت بالمسجد وصلت أبوابه الآن إلى 100 باب.

أول أبوابه القدامى أغلق عندما تحولت قبلة المسلمين إلى المسجد الحرام بدلا من المسجد الأقصى كون هذا الباب كان باتجاه القبلة الجديدة، وحل محله باب في الحائط الشمالي، واحتفظ المسجد أيضا بباب عثمان وباب عاتكة.

فباب عاتكة سمي على اسم سيدة من مكة ابنة زيد بن عمر، من قبيلة عدي بن كعب، أسلمت وهاجرت للمدينة المنورة، وسمي الباب باسمها لوجوده مقابل بيتها، وسمي أيضا بباب الرحمة، كما جاء في صحيح البخاري أن رجلا دخل المسجد طالبا من الرسول الدعاء لإرسال المطر، فأمطرت السماء 7 أيام، ثم دخل في الجمعة الثانية طالبا برفع المطر خشية الغرق، فانقشعت السحب، واعتبر هذا رحمة بالعباد، فأطلق عليه باب الرحمة.

أما الباب الواقع في الجهة الشرقية، فعرف بباب عثمان (والمعروف الآن بباب جبريل)، وأطلق عليه باب جبريل، لأن الرسول، التقى جبريل في هذا المكان في غزوة بني قريظة، وعرف أيضا بباب عثمان لوجوده مقابل بيته.

وبعد توسعة المسجد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب أصبحت له ستة أبواب، أي أضيفت ثلاثة أبواب جديدة إلى التي كانت في حوائطه على عهد الرسول، حيث أضيف باب على الجهة الشمالية، وباب للنساء من الجهة الشرقية وباب السلام في الحائط الغربي.

فن معماري عريق
فن معماري عريق

وتوالت بعد ذلك زيادة عدد الأبواب خلال التوسعات عبر التاريخ مع الاحتفاظ بمسميات الأبواب الرئيسة، مع توزيع الأبواب الجديدة بشكل متناسق حوله من جهاته الأربع وتوسعاته وسطحه.

ويعد المسجد النبوي في المدينة المنورة ثاني أقدس المواقع الدينية الإسلامية على الإطلاق، وكان إمامه الأول النبي محمد شخصيا.

وكان المسجد النبوي أول صرح تصله الطاقة الكهربائية في الجزيرة العربية، وذلك في عام 1909، حسب ما ورد في كتاب السلطان غالب القعيطي “المدن المقدسة والحج والعالم الإسلامي”.

أسس النبي محمد المسجد في السنة الأولى للهجرة. وكان ثاني المساجد التي تبنى في المدينة، التي كان تعرف بيثرب قبل الهجرة. فقد سبقه مسجد قباء.

المسجد، الذي يحتوي على “الروضة من رياض الجنة”، حسب ما يوصف في العديد من المؤلفات الإسلامية، يقع الآن داخل المسجد النبوي الذي عاصر العشرات من القرون وتوسع إلى خارج حدود المدينة القديمة.

حسب التقليد الإسلامي، فإن الصلاة في المسجد النبوي أفضل من ألف صلاة تقام في أي مسجد آخر، عدا المسجد الحرام.

يحتوي في وضعه الحالي، بعد قرون من التوسعات، على قبر النبي محمد وقبري الخليفتين أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطاب، كما يحتوي على منازل زوجات النبي، إضافة إلى الروضة.

شيّد المسجد في عام 632 ميلادية، جوار مسكن النبي محمد ولكنه خضع للعديد من التجديدات والتوسعات منذ ذلك الحين. وكان أكبر تلك التجديدات قد تم على يد الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزبز، وما زالت مستمرة إلى اليوم.

16