أبعد كويكب عن الأرض يشبه رجل الثلج

مسبار "نيو هورايزنز" يلتقط صورا لسطح "أولتيما تول" وهو كويكب يبلغ طوله 31 كيلومترا وهو يتمّ دورة حول نفسه كل خمس عشرة ساعة.
الجمعة 2019/01/04
اكتشاف أحد أسرار المجموعة الشمسية

أظهرت صور تم التقاطها بواسطة مسبار عائد إلى وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن أبعد جرم عن الأرض يشبه رجل الثلج، كما ساعد اكتشاف كويكب “أولتيما تول” العلماء على فهم أفضل لتشكيل المجموعة الشمسية.

واشنطن – أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) استنادا إلى الصور التي أرسلها مسبارها “نيو هورايزنز”، أن على بعد ستة مليارات وخمس مئة مليون كيلومتر عن الشمس، يسبح جرم الشمسية، وهو مكوّن من رأسين ملتصقين التحما في بدايات تشكّل المجموعة الشمسية قبل أربعة مليارات وخمس مئة مليون سنة.

وتمكن المسبار من الاقتراب من الجرم “أولتيما تول”، الثلاثاء الماضي، إلى أدنى مسافة هي 3500 كيلومتر والتقط صورا لسطحه، ليكون بذلك أبعد جرم عن الأرض يُستكشف عن قرب.

وكشفت “ناسا” أن المسبار نجح في مهمته غير المسبوقة وأرسل إشارة إلى الأرض احتاج وصولها إلى قرابة عشر ساعات.

وقالت آليس بومان إحدى المسؤولات عن المشروع إن المسبار “يعمل. وقد أنجزنا للتو أبعد عملية تحليق” إلى الآن.

وأكدت “العلم سيساعدنا على اكتشاف بدايات النظام الشمسي”.

ولم يكن لدى العلماء حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر الماضي سوى صورة غير واضحة ملتقطة عن بعد نصف مليون كيلومتر لهذا الجرم الذي توازي مساحته مساحة مدينة، يظهر فيها مستطيلا، لكن الصور الجديدة بيّنت شكله على نحو واضح.

وقال مدير المهمة آلان شترن في مؤتمر صحافي “أقدّم لكم أولتيما تول” عارضا صورا ملتقطة من بعد 27 ألف كيلومتر يظهر فيها على شكل رجل ثلج.

ويبلغ طول هذا الكويكب 31 كيلومترا وهو يتمّ دورة حول نفسه كل خمس عشرة ساعة.ورُصد لأول مرّة في عام 2014 بعدسة التلسكوب الفضائي “هابل”. ولا يعكس سطحه أشعة الشمس كثيرا، وهذا من الأمور التي تصعّب مراقبة الأجرام البعيدة جدا عن الشمس.

كان الجرم قبل 4 مليارات و500 مليون سنة، سحابة من الحصى المتجمّد تكثّفت شيئا فشيئا إلى أن تشكّل جرمان صغيران ثم التحما.

وأفاد جيف مور المسؤول العلمي عن المهمة بقوله “نيو هورايزنز أشبه بآلة تسافر بنا عبر الزمن، فقد أعادتنا إلى زمن تشكّل المجموعة الشمسية، نحن نشاهد صورة عن نشوء الكواكب توقّف فيها الزمن”.

وأوضح “هذا الجرم بارد جدا، لقد حافظ على شكله الأصلي. كل ما سنتعلمه من أولتيما -ولا سيما من تركيبته وطبيعته الجيولوجية وكيفية تشكله وما إذا كانت لديه أقمار تابعة له أو لديه غلاف جوي- سيوفر لنا معلومات حول ظروف تشكل الأجرام في النظام الشمسي”. وشدد على أنه “لم يسبق لأي مسبار أن استكشف جرما بعيدا إلى هذا الحد”.

وقال عازف الغيتار في فرقة “كوين” براين ماي الذي يحمل شهادة دكتوراه أيضا في الفيزياء الفلكية “هذه ليلة لن ينساها الكثيرون من بيننا”، وبهذه المناسبة سجل أغنية منفردة.

وأضاف شترن “ستُطوّر دراسة هذا الجرم معارفنا بشكل كبير في مجال علوم الكواكب، إنها المرة الأولى التي نكون فيها متأكدين من أن الجرم نشأ بهذه الطريقة، أي أنه لم يتغيّر مع الوقت ليصل إلى هذا الشكل”.

وقالت كارلي هويت المسؤولة عن المهمة “يمكن القول بثقة أيضا إن أولتيما تول أحمر اللون” أي مثل شارون قمر بلوتو، وقد يكون سبب ذلك الإشعاع الصادر من الجليد.

وأعلن العلماء الكشف عن معلومات إضافية بعد ورود صور جديدة من المسبار.

و”أولتيما تول” من أجرام حزام كويبر، وهو قرص شاسع من الأجرام الصغيرة يدور حول الشمس متبق من زمن تشكّل المجموعة الشمسية. واكتشف هذا الحزام في التسعينات من القرن العشرين، وهو يقع على بعد 4 مليارات و800 مليون كيلومتر عن الشمس، فوق مدار نبتون، أبعد الكواكب عن الشمس.

ويحتوي الحزام على مليارات المذنبات وملايين الأجرام مثل “أولتيما تول”، وهي أجرام تسمى الأقراص الكوكبية تتشكّل منها الكواكب في ما بعد، بحسب شترن.

وأطلقت ناسا المسبار نيو هورايزنز في عام 2006، وهو يسبح في الفضاء بسرعة 51 ألف كيلومتر في الساعة. وبهذه السرعة الهائلة يمكن أن يؤدي ارتطامه بأي جرم صغير إلى تشظّيه فورا.

24