آمول الهندية تنتقد كل شيء إلا الدين

نيودلهي - ما زالت آمول، وهي شخصية كاريكاتورية عمرها خمسون عاما، تدلي بدلوها في كل ما يشغل بال الشعب الهندي، بدءا من السينما ورياضة الكريكيت إلى الفساد والحركات الاجتماعية والانقسامات السياسية.
وقالت ديبالي نايير، وهي مديرة في مجال التسويق، “الفتاة آمول هي تعليق سياسي واجتماعي في التاريخ الحديث في الهند.. أن تدخل حملة إعلانية تجارية في الوعي الاجتماعي العام، فهذا أمر مذهل”.
وتتطرق التعليقات التي تثيرها هذه الشخصية العائدة في الأصل إلى إعلان تجاري لشركة تبيع مشتقات الحليب، إلى كلّ ما قد يهمّ الشعب الهندي، ما عدا مسألتين حسّاستين: الدين والطبقات.
وهي تلقى استحسانا واسعا، ولا سيما لروح الفكاهة الخفيفة في تعليقات تتراوح بين الأمور اليومية والقضايا الكبيرة المحلية والعالمية.
وقال المستشار التجاري أمبي باراميسواران إن آمول تشهد على قدرة الهنود على التخفيف من حدّة كلّ شيء. وأضاف أنها “تجسّد الروح الهندية التي تقضي بأن يكون المرء متسامحا ولا يتأثر بأي شيء”.
وظهرت آمول لأول مرة في الستينات، ووراءها اليوم ثلاثة رجال في الخمسينات من العمر يعملون في شركة إعلانية في بومباي: مدير فنيّ، ورسام، ومحرر.
في ظاهرة نادرة في عالم الإعلانات التجارية، لا يتفاوض مصممو آمول مع شركة مشتقات الحليب حول شكل الإعلان، بل هم مفوّضون بالأمر تماما، ولا تعرف الشركة بالإعلان إلا بعد انتشاره. ويؤمن ذلك سرعة في التنفيذ وملاحقة المستجدات.
ووفقا لراهول داكونها مدير شركة “داكونها كوميونيكشنز” المشرفة على هذه الإعلانات، لم تعد التقنيات المستخدمة اليوم في تصميم لوحات آمول مثل تلك البدائية القديمة، حين “كان الإعلان يُرسل إلى منفّذ اللوحات الإعلانية الذي يستأجر فنانا ليضع هيكلا معدنيا يتسلّقه لرسم الصورة على اللوحة”.
وتؤدي آمول أحيانا، في مجتمع هندي أكثر انخراطا في التوترات السياسية، دورا يلطّف التوتر اليومي. وأفاد داكونها “يمكن أن نجعل الناس يضحكون لينسوا هذه الأمور، وإن كانت لديهم آراء حادّة يمكن أن نعبّر عن رأينا بطريقة خفيفة مقنعة”.
وصمدت هذه الشخصية في كلّ المراحل الصعبة التي عاشتها الهند.